هل تلتزمين بروتين صارم للعناية بالبشرة والشعر، ومع ذلك لا تجدين النتائج المرجوة؟ في مثل هذه الحالات غالباً ما يكون الإجهاد هو السبب؛ إذ يحذر الخبراء من كونه مسبباً أساسياً لمشاكل البشرة والشعر وفروة الرأس حتى لدى النساء اللواتي يولين عناية خاصة لبشرتهن… إذاً ما هو الحل؟
إليك كل ما تريدين معرفته حول كيفية تأثير الإجهاد على بشرتك وشعرك، والحلول الممكنة لتفادي الآثار السلبية:
كيف يؤثر الإجهاد على البشرة؟
قبل أن نتحدث عن ذلك دعونا نفهم أولاً ما هو الإجهاد؟
للإجهاد أنواع مختلفة، كذلك فهو يؤثر على الأشخاص بمستويات تختلف من شخص إلى آخر، مع ذلك قد يؤدي الإجهاد إلى اضطرابات في أجسامنا تفوق التوقعات.
يشرح الدكتور فرانسيسكو تاوسك، أخصائي علاج الأمراض الجلدية النفسية: "تطور اضطراب الإجهاد الحاد على مدار مئات الآلاف من السنين. احتاج أسلافنا إلى وسيلة للبقاء على قيد الحياة. عندما كانوا يواجهون حيواناً مفترساً، كان الجسم ينفذ ردة فعل "المواجهة أو الهروب".
يؤدي الإجهاد الحاد إلى "زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وتحويل تدفق الدم إلى الأطراف من أجل الهروب والحصول على الطاقة اللازمة من الدهون، بحيث يمكن تعليق جميع وظائف الجسم الأخرى"، مشيراً إلى أنَّ "هذا النوع من الإجهاد مهم جداً لإبقاء جهاز المناعة لدينا سليماً ويعمل جيداً".
وفي العالم الحديث هناك أسباب غير منتهية تجعلنا نشعر بالإجهاد والضغط النفسي منها مشاكل العمل والمشاكل الزوجية أو ضغوطات الدراسة أو حتى الضغط النفسي الذي سببه انتشار جائحة كورونا.. ونتائج إجهادنا من هذه الأمور وغيرها تظهر جميعها للأسف على البشرة والشعر.
تأثيره على البشرة والشعر
باختصار، يؤدي الإجهاد المزمن إلى حدوث التهاب في جميع أنحاء الجسم وفقاً لما ورد في مجلة Glamour البريطانية.
قد ننسى بسهولة عند الحديث عن أجسامنا أنَّ الجلد هو أكبر عضو لدينا، وبالتالي يظهر عليه تأثير كل ما يحدث داخلنا.
يوضح تاوسك أنَّ جسم الإنسان يفرز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين في الدورة الدموية عند التعرّض للإجهاد المزمن، جنباً إلى جنب مع المادة P من مجموعة الببتيدات العصبية أو الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP) الذي يسبب الالتهابات. تؤدي تلك الاستجابات إلى حدوث احمرار وألم وضرر تأكسدي للبشرة.
لهذا السبب، قد يظهر الإجهاد في صورة بثور وعلامات شيخوخة مبكرة، بالإضافة إلى الاحمرار وزيادة حساسية الجلد.
قد يعاني الأشخاص المعرضون بالفعل لحالات التهابية مثل حب الشباب والصدفية والإكزيما إلى ظهور نوبات مماثلة في أوقات الإجهاد.
من المهم التذكير أيضاً بأنَّ فروة رأسنا تستجيب هي الأخرى للإجهاد. تقول الدكتورة علياء أحمد، أخصائية الأمراض الجلدية النفسية: "قد يعاني بعض الأشخاص من تساقط الشعر في أوقات الإجهاد وقد يصابون حتى ببقعة صلع الثعلبة". .
وتضيف: "قد يزيد الإجهاد أيضاً من دهنية فروة الرأس، فضلاً عن ظهور القشرة والحكة".
ما يمكنك فعله حيال هذا؟
ربما لا يمكنك تجنب التوتر تماماً، لكن يمكنك تجربة طرق للتعامل معه بشكل أفضل.
إليك 8 طرق لتخفيف آثار التوتر على بشرتك وفقاً لما ورد في موقع WebMD:
لا تهملي بشرتك. تابعي الاهتمام بها حتى لو كنت متعبة أو تعانين من الإجهاد (يوصى بإدراج مضادات الأكسدة في روتين العناية بالبشرة الخاصة بكِ كلما أمكن ذلك، بالإضافة إلى المستحضرات التي تحتوي على مكونات تعمل على إصلاح خلايا البشرة وتجديدها لتقليل أعراض الالتهاب).
- مارسي التمارين الرياضية بانتظام فهي جيدة لبشرتك كما أنها جيدة لباقي الجسم.
- خصصي وقتاً يومياً – ولو 15 دقيقة – لنفسك، لتقومي بشيء تستمتعين بالقيام به عادة.
- مارسي رياضة المشي يومياً ولو لنصف ساعة؛ فذلك يساعدك على التخلص من التوتر.
- مارسي تقنيات إدارة الإجهاد، مثل تمارين التنفس أو اليوجا أو التأمل.
- احصلي على قسط كاف من النوم. من سبع إلى ثماني ساعات كل ليلة.
- حددي الأشياء التي تسبب لك التوتر، وحاولي التخلص منها.
- اطلبي المساعدة من عائلتك أو أصدقائك أو معالج محترف.
ماذا لو كانت الحالة خطيرة؟
تؤثر مشكلات الجلد المرتبطة بالإجهاد على صحتنا النفسية ويجب معرفة أهمية الحصول على المساعدة الطبية.
تقول علياء أحمد، أخصائية الأمراض الجلدية النفسية: "نحتاج إلى جعل الأمر عادياً وإظهار أنَّ حدوث ذلك لا يعني أنَّكِ امرأة غير مهتمة بمظهرك. ينبغي لكِ طلب المشورة الطبية إذا كنتِ تشعرين أنَّ مستويات الإجهاد لديكِ أصبحت خارج نطاق السيطرة وباتت تؤثر على مظهرك"، وتضيف: "يستطيع الطبيب المتخصّص في الأمراض الجلدية النفسية مساعدتك في علاج المشكلة طبياً باستخدام الأدوية، ونفسياً من خلال أنواع مختلفة من العلاجات النفسية مثل العلاج بالكلام أو العلاج السلوكي المعرفي".