قد تسبب الحساسية والسرطان وتشوهات الأجنّة.. 5 أسباب ستجعلكِ تتوقفين عن استخدام صبغات الشعر

الأبخرة المنبعثة من عملية صبغ الشعر قد تؤدي لأمراض الجهاز التنفُّسي والربو

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/28 الساعة 17:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/30 الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش
كشفت أبحاث عن وجود علاقة بين امتصاص الجسم للمواد الكيميائية وتشوهات الأجنة - PixaBay

تعود بدايات صبغات الشعر وتلوينه إلى العصور القديمة، حيث وُجدت بعض الأدلة التي تشير إلى استخدام بعض المساحيق الطبيعية والمكوّنات الكيميائية لصُنع مستحضرات تلوين الشعر في الحضارة المصرية القديمة، ولدى الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية.

وتُعد صناعة صبغات الشعر اليوم إحدى أكبر الصناعات في العالم، وقد تم تقديرها بأكثر من 29 مليار دولار أمريكي عام 2019، ومن المتوقع أن تتجاوز 40 مليار دولار بحلول عام 2023، وفقاً لموقع Statista للإحصاء.

تتكون صبغات الشعر الدائمة من مواد كيميائية خطيرة - Evoke.ie
تتكون صبغات الشعر الدائمة من مواد كيميائية خطيرة – Evoke.ie

ورغم كون صبغ الشعر أمر شائع بين الرجال والنساء على حدٍّ سواء ومنذ القِدَم، إلا أن عملية تغيير اللون الطبيعي للشعر لا تخلو من بعض المخاطر الصحية المُقلقة. إذ يدور صبغ الشعر حول التفاعلات التي تحدث بين أصباغ الشعر الطبيعية، وبين المواد الكيميائية في الصبغة، والتي تكون إما مادة البيروكسيد أو الأمونيا. الأمر الذي يهدد سلامة الشعر وصحته، ويتسبب أيضاً في بعض التبعات الصحية الخطيرة على الجسم.

أنواع صبغات الشعر

وتختلف أنواع الصبغات وفقاً لمدّتها وقوة تأثيرها على الشعر، وهي 3 أنواع:

1- الصبغة المؤقتة: التي تُغطي سطح الشعر فقط ولا تخترق جذوره أو فروة الرأس. وهي تدوم بشكل عام من غسلة إلى غسلتين للشعر.

2- الصبغات شبه الدائمة: وهي تتغلغل في جذور الشعر، وتدوم عادة من 5 إلى 10 غسلات.

3- صبغات الشعر الدائمة (المؤكسدة): وهي تُسبب تغيرات كيميائية دائمة في جذور الشعر وتركيبه. وهي أكثر أنواع صبغات الشعر شيوعاً اليوم وأشدها ضرراً، لأن اللون لا يتغير إلا حين يتم استبداله بنمو شعر جديد محله.

ومن أبرز الآثار الصحية الخطيرة للصبغات على الجسم:

1- مخاطر الإصابة بالربو وحساسية الجسم

تحتوي صبغات الشعر على مادة البارافينيلين ديامين أو PPD، وهي المادة التي تضمن إطالة عمر لون الصبغات في الشعر وقدرتها على تغطية الشعر الأبيض.

ويوضح موقع Action Against Alergy لأبحاث مقاومة الحساسية، أن تلك المادة الكيميائية تُعد من مُسبِّبات الحساسية الشائعة بين الناس، لذلك فإن عملية صبغ الشعر هي فرصة للمخاطرة بردود الفعل التحسسية الشديدة في الجسم، والتي قد تختلف بحسب طبيعة الجهاز المناعي لكل شخص. وهي تتراوح من الصداع والحُمى وسيلان الأنف والإجهاد، وصولاً إلى الدوار المستمر والإغماء.

ويعد الربو أحد أعراض الحساسية الشديدة الشائعة تجاه صبغات الشعر. إذ يمكن أن يؤدي الاستنشاق المستمر للمواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر إلى السعال والصفير أثناء التنفُّس والتهاب الرئة والتهابات الحلق ونوبات الربو، بحسب مجلة Style Craze النسائية.

2- التهابات الجلد

وتُسبب الحساسية الناجمة عن تلك المادة تفاعلات أكثر خطورة عند المصابين بالتهاب الجلد التماسّي، فهم معرضون بشكل خاص للتفاعلات بسبب PPD والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في الأصباغ. لذلك يُنصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مثل الإكزيما والصدفية بالامتناع عن استخدام صبغات الشعر.

ومن المهم الوضع في الاعتبار أن عدم المعاناة مسبقاً من رد فعل تحسُّسي لا يعني أنه من غير الوارد التعرض له في المستقبل، خاصة مع تكرار التعرُّض للمواد الكيميائية المثيرة للحساسية.

من الممكن للجسم أن يُطور حالة من الحساسية عند تكرار التعرض للمواد الكيميائية - Piqsels
من الممكن للجسم أن يُطور حالة من الحساسية عند تكرار التعرض للمواد الكيميائية – Piqsels

وتنصح إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية FDA المصابين بأي نوع من اضطرابات الجلد بالامتناع عن استخدام صبغة الشعر عند حدوث أقل رد فعل جلدي عند الاستخدام، لأن تفاعل الجلد هو أحد الآثار الجانبية التي تأتي بشكل دوري مع الصبغات بأنواعها.

وتشمل بعض الأعراض الشائعة لاضطرابات الجلد الناجمة عن الصبغة: الشعور بالحرقة والاحمرار الشديد وتقشُّر الجلد والحكة وعدم الراحة، وأحياناً الالتهاب.

3- احتمالية التعرض لمشكلات الخصوبة والإنجاب

على الرغم من عدم تأكيد الأبحاث والدراسات بشكل قاطع وجود علاقة مباشرة بين استخدام صبغات الشعر الكيميائية ومشكلات الإنجاب ونسبة الخصوبة، إلا أن بعض الأبحاث وجدت بالفعل علاقة بين امتصاص الجسم لمنتجات الشعر الكيميائية ومشكلات تشوهات الأجنة والإجهاض والولادة المُبكرة.

ووجدت دراسة في جامعة نورث كارولينا الأمريكية عام 2005 أن استخدام الأمهات لصبغات الشعر قد يزيد بشكل متوسط (على أقل تقدير) من خطر الإصابة بالورم الأرومي العصبي في الأجنة.

ومع ذلك، نظرًا لأنها تظهر خطراً محتملاً، فمن الأفضل تجنب صبغات الشعر بالنسبة للذين يتطلعون إلى الإنجاب أو أثناء فترة الحمل.

4- التهابات العين الخطيرة

وجدت دراسة بكلية الطب بجامعة هارفارد عام 2018، أن عدم توخي الحذر الشديد عند صبغ الشعر قد يؤدي إلى ملامسة المواد الكيميائية للأجزاء الحساسة من الوجه. وفي بعض الحالات، عندما تتلامس المواد الكيميائية في صبغات الشعر مع العينين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الالتهابات الشديدة والحرقة، وقد تتفاقم الحالة وتصل إلى التهاب الملتحمة أو العين الوردية.

5- زيادة فرص الإصابة بأمراض السرطان

التركيب الجيني في جسم بعض الأشخاص قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة عند استخدام الأصباغ الدائمة، التي تحتوي على مركبات أشد سُمِّية من الأصباغ شبه الدائمة والمؤقتة.

هناك قابلية أكبر لدى السيدات اللاتي استخدمن صبغات الشعر للإصابة بسرطان المثانة - Pixnio
هناك قابلية أكبر لدى السيدات اللاتي استخدمن صبغات الشعر للإصابة بسرطان المثانة – Pixnio

ووفقًا لدراسة أجرتها المجلة الدولية للسرطان عام 2011، كان العامل الحاسم هو مدى سرعة أجساد النساء اللاتي قمن بصبغ شعورهن في التخلص من الأريلامين، وهي مشتقات من مادة الأمونيا الكيميائية يتم امتصاصها عبر الجلد أثناء عملية الصباغة.

ووجد الباحثون أن جيناً واحداً بطيئاً في الجسم كان مرتبطاً بخطر الإصابة بسرطان المثانة بمقدار ثلاثة أضعاف عن الأشخاص الذين لم يقوموا باستخدام الصبغات من قبل.

خطوات وقائية لتقليل المخاطر

من الممكن تجنُّب استخدام صبغات الشعر الدائمة قدر الإمكان. وبدلاً منها، يمكن اختيار ألوان الشعر شبه الدائمة. وعلى الرغم من أنها مؤقتة، إلا أنها لا تحتوي على العديد من المواد الكيميائية الضارة مثل صبغات الشعر الدائمة.وبحسب مجلة Style Craze، من الأفضل دائماً الاستعاضة بالمكونات الطبيعية لتلوين الشعر، مثل استخدام أقنعة الشعر المصنوعة من البنجر أو القهوة لإضافة لمعة ملونة للشعر، أو عن طريق استخدام الحنّاء الطبيعية للتلوين.

تحميل المزيد