الأمهات ألطف الكائنات: 3 أمور تذكّريها كلما شعرتِ بأن حياتك انقلبت

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/17 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/17 الساعة 12:25 بتوقيت غرينتش

بادئ ذي بدء أود أن أنوّه إلى شيئين في غاية الأهمية:

أولاً: كل الشكر والتقدير والمحبة لصانعات المستقبل.. لبناة الأجيال بداية من زوجة الغفير حتى زوجة المدير.. من ربة المنزل مروراً بالسيدة التي تكدّ وتعمل كل يوم، انتهاءً بزوجة الفلاح التي تقف كتفاً بكتف بجوار زوجها في الحقل.

ثانياً: إن كاتب تلك السطور لا يعيش في برج عاجي، ولا يسكن في كوكب المريخ، ولا يركب منطاداً يحلق به فوق كوكب الزهرة.. بل عاش ويعيش كل لحظة قد مررت أنت بها بداية من آلام مخاض عسير وإرضاع وسهر ومرض ودراسة ومشاكل تربوية ووقت ضيق حتى الوصول بالأبناء للمرحلة الثانوية والجامعة بفضل الله، لذلك فإني أكتبها بقلبي لا بقلمي.

والأسئلة التي تطرح نفسها:

هل تعاني حقاً كل أم؟

هل تواجهها بعض الصعوبات؟ 

هل وقتها ليس بيديها؟

ماذا عن أحلامها.. طموحاتها؟

ماذا عن وقت ترفيه وتنزه تحلم به؟

ماذا تفعل والوقت يؤكل مع أبنائها أكلاً؟

إذن هيا بنا لنبحر ونتجول تجاه الحلول، لنحصر بعض التحديات وكيف ستواجهينها أيتها المخلوق اللطيف.

تتزوج.. ثم سريعاً تنجب.. فتنقلب حياتها رأساً على عقب. أين وقت فراغي.. راحتي.. نومي.. استحمامي.. هواياتي.. عملي الذي أحبه.

في العام الأول من إنجاب طفل ستواجهين تلك التحديات..

يجب أن تعلمي أولاً أنه مع أول صرخة لطفلك فإن حياتك قد تغيرت وللأبد، لكنها قد تغيرت بالطبع للأفضل، تناديك متعة الاستمتاع معه وبه وأنت لا إرادياً تنجذبين للطرف الآخر الذي يقول لك إن حياتك تغيرت للأسوأ، وأنك ما عدت تستمتعين بأبسط حقوقك.. فكوب الشاي لا يُشرب إلا وهو مثلّج، وأصدقاؤك لم يصبح لديك وقت لترينهم كما كان من قبل.. وكذا.. وكذا.. وكذا.

إذن ما منطقة الراحة أو الـ comfort zone أي إنسان منا يعيش فترة طويلة في مكان وزمان بمستوى استقرار معين يعتاد ذلك الاستقرار.. وأي شيء يأتي ليعكر صفو هذا الاستقرار أو يهدد كُمونه في منطقة الراحة فإن العقل البشري يكون له بالمرصاد، فيضطرب ويشتت ويصبح في حالة توتر وعدم استقرار ذهني.. ومن ثم يقوم العقل بإرسال رسائل تحذيرية إلى الجسد جميعاً.. رسائل تفيد بأنه غير مرتاح على وضعه الجديد.. فيضطرب الجسد بدوره أيضاً ويظهر ذلك في صورة انفعال واضح في مواقف لا تستحق الانفعال.. أو صوت عالٍ غير مبرر.. أرق.. ضيق في التنفس.. تأفف وعدم رضا.. ثم تجد الأم نفسها ساخطة على وضعها كأم.. أو نادمة.. ثم تقوم بعد ذلك بإلقاء اللوم على من حولها، ويستأثر الزوج بنصيب الأسد هنا.. فتصبّ عليه جام غضبها لأنه لا يفهمها ولا يساعدها، وكأنه عاش من قبل شعور الأم، فتتوقع منه أن يشعر ويفهم دون أن تتحدث.

ما الذي يتوجب عليك فعله إذا؟
1- أنا أم

نعم ردّديها بقلبك لا بلسانك..عيشي تفاصيلها.. استمتعي بها.. متعي بها فلذات أكبادك.. أشركي فيها زوجك.. ثم اصدحي بها عالياً، فشرف تربية جيل قادم ليس بالهين.

2- حياتي قد اختلفت

فحياتك قبل الزواج حتماً لن تكون نفس الحياة بعده.. وإلا فما التغيير إذن!

أوقات نومي اختلفت.. راحتي.. أوقات تناولي الطعام كذلك، لذلك سأعوّد نفسي النوم بضع سويعات قليلات ثم أستيقظ لألهو مع أبنائي.. أرقص معهم.. أقرأ.. أشاركهم ألعابهم لأعود إلى طفولتي مرة أخرى.. إذا ما أرسلت تلك الرسائل إلى عقلك حتماً ستتغير طريقة تفكيرك.. ولا يكن جلّ همّك هو النواح والصراخ على ما فات.. أو التصميم على طريقة استمتاع واحدة فريدة.. أو الولولة على منزل متسخ أو كوب قد انكسر أو سجادة باهظة الثمن.. أطلقي العنان عزيزتي للمتعة الحقيقية وهي الارتماء في أحضان زوجك وأولادك.

3- منطقة الراحة الجديدة

إذا ما قمت بذلك ستجدين عقلك قد استجاب تدريجياً لما تفعلينه.. يحتاج ذلك إلى تدريب بسيط لعدة أيام.. ومن ثم ستنشأ لديك منطقة جديدة للراحة قوامها:

أنت، زوجك، أولادك.

وأخيراً.. أنت حقاً من ألطف وأرقّ الكائنات لذلك لن أثقل عليك وأراك في حلقة قادمة باذن الله.

دمت متميزة.. ودامت لنا ابتسامتك.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
فاطمة المهدي
كاتبة ومستشارة أسرية
كاتبة ومستشارة أسرية
تحميل المزيد