نسمع الكثير عن الحمى وارتفاع درجة حرارة الأطفال والرضع، ولكن نادراً ما نسمع عن انخفاض درجة حرارة الطفل. ومع ذلك، يتعرض الأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية معقدة في كثير من الأحيان لانخفاض درجات حرارة الجسم، خاصةً إذا كانت لديهم مشاكل عصبية أو اضطراب في الجهاز العصبي اللاإرادي. خلال السطور التالية سنتعرّف عن قرب على أسباب درجات حرارة الجسم المنخفضة، ومتى تصبح مصدر قلق، وكيفية التعامل مع نوبات انخفاض درجة حرارة الجسم.
درجات حرارة الطفل المثالية
تعتمد درجة حرارة الطفل المثالية على الطريقة التي يستخدمها الشخص لقياس درجة الحرارة، في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، تقدم قراءات درجة حرارة المستقيم المعلومات الأكثر دقة، بشرط أن يأخذ الوالد أو مقدم الرعاية القياس بشكل صحيح، ويمكن رصد قراءات درجة الحرارة الصحية فيما يلي:
المستقيم: 97.9 إلى 100.4 درجة فهرنهايت.
الفم: 95.9 إلى 99.5 درجة فهرنهايت.
الإبط: 97.8 إلى 99.5 درجة فهرنهايت.
الأذن: 96.4 إلى 100.4 درجة فهرنهايت.
قد تُشير درجات الحرارة الأقل من هذه النطاقات إلى انخفاض حرارة الجسم، لكن كل طفل قد يكون مختلفاً، في بعض الأحيان، تشير درجة الحرارة المُنخفضة عن الدرجة المُعتادة للطفل، إلى وجود مشكلة حتى إذا كانت درجة حرارة الطفل ضمن المعدل الطبيعي، لذا اسأل طبيبك عن درجة الحرارة المثالية للطفل.
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بقياس درجة حرارة الطفل المريض بشكل متكرر ودوري، عند الطفل الرضيع، يمكن أن يساعد قياس درجة الحرارة مرتين إلى أربع مرات يومياً في الكشف عن تقلبات درجة الحرارة غير الصحية، وتنصح منظمة الصحة العالمية بأخذ قراءات درجة الحرارة اليومية عند الرضيع الذي تتحسن حالته.
درجة حرارة الجسم بين 90 و95 فهرنهايت ليست خطيرة في حد ذاتها، وبعبارة أخرى، لن يؤدي انخفاض درجة حرارة الجسم الخفيف أو المُعتدل إلى فشل الأعضاء أو إيقافها، ما هو أكثر أهمية في هذه الحالة هو سبب انخفاض درجة حرارة الجسم، والتي قد تكون أو لا تكون خطيرة.
يعاني بعض الأطفال بشكل روتيني من انخفاض درجة حرارة الجسم، وعادة ما لا يكون ذلك خطيراً، لكن الأطفال الذين يعانون من درجات حرارة منخفضة بشكل متقطع أو مفاجئ قد يكون لديهم حالة حادة أكثر خطورة.
الأطفال الصغار والأطفال حديثو الولادة أقل قدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم. وبسبب هذا، عندما تكون درجة حرارة الطفل منخفضة، من المهم معالجة السبب بسرعة.
أسباب انخفاض درجة حرارة الطفل
يمكن أن تتسبب مجموعة متنوعة من العوامل في انخفاض درجة حرارة الطفل، وتشمل هذه العوامل:
التعرّض للطقس البارد، التواجد لفترات طويلة في الماء، عدم تجفيف الطفل بعد الاستحمام جيداً.
السبب الأكثر شيوعاً لانخفاض درجة حرارة جسم الأطفال، هو أن الأطفال وخاصةً حديثي الولادة، لا يمكنهم تنظيم درجة حرارة أجسامهم، لذا فإن التعرض لدرجات حرارة منخفضة قليلاً من المرجح أن يتسبب في انخفاض درجة حرارة الجسم عند الأطفال حديثي الولادة.
قد يُشير انخفاض درجة حرارة الطفل إلى حالة صحية أكثر خطورة، فقد ارتبطت مثلاً بعض الالتهابات الخطيرة بانخفاض درجة حرارة الجسم، مثلاً، التهاب السحايا هو التهاب في الأغشية المحيطة بالنخاع الشوكي، يمكن أن يسبب في بعض الأحيان حمى عند الأطفال، ولكن في حالات أخرى قد يتسبب في انخفاض درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي.
الأعراض والمُضاعفات المُصاحبة لانخفاض درجة الحرارة
يُشكل انخفاض درجة حرارة الجسم مخاطر أكبر على الأطفال حديثي الولادة، خاصة أولئك الذين يولدون قبل الأوان أو بوزن منخفض عند الولادة، يمكن للطفل الذي يعاني من انخفاض في درجة حرارة الجسم أن يكون لديه الأعراض التالية:
الشفاه أو الأصابع الزرقاء، الشعور بالبرد الشديد والارتعاش، يبدو مريضاً أو خاملاً وليس لديه طاقة لتحريك يديه ورجليه.
وتشمل مخاطر انخفاض درجة حرارة الجسم لفترات طويلة ما يلي:
مشاكل في التمثيل الغذائي للطفل، مشاكل في التنفس، زيادة خطر الموت حتى عندما لا يكون انخفاض درجة حرارة الجسم السبب المباشر للوفاة لكنه يُعرّض أجهزة الجسم الأساسية مثل الرئة للتلف والتوقف.
كيفية التعامل مع انخفاض درجة حرارة الطفل.
عندما يواجه المولود صعوبة في تنظيم درجة حرارة جسمه، يمكن أن تساعد بعض الاستراتيجيات في تدفئته والتغلب على انخفاض درجة حرارته، وتشمل هذه الاستراتيجيات:
تجفيف الطفل لمنع فقدان الحرارة، حمل الطفل من الجلد إلى الجلد للمس الجسم الدافئ للوالد أو مقدم الرعاية، تغطية الطفل ببطانية خاصةً أثناء ملامسة الجلد للجلد، الرضاعة الطبيعية.
إذا فشلت هذه الاستراتيجيات، فقد يوصي مقدم الرعاية الصحية بما يلي:
أجهزة التدفئة مثل المدفأة فوق السرير أو المصباح الحراري، وضع الطفل في سرير مفتوح مع مدفأة مشعة، وضع الطفل في حاضنة.
يجب أن تعرف أنه من المهم أن ترى مقدم رعاية صحية إذا كان الطفل يعاني من درجة حرارة منخفضة لا ترتفع بعد استخدام استراتيجيات مثل ارتداء ملابس أثقل للتدفئة أو زيادة درجة حرارة المنزل.
وقاية الطفل من انخفاض درجة حرارة جسمه.
يمكن أن يؤدي ارتداء الطفل لملابس مناسبة لدرجة الحرارة الموسمية، دون الإفراط في ارتداء الملابس أو تعريض الطفل لارتفاع درجة حرارته، إلى حمايته من البرودة الشديدة، يُعد التلامس مع أحد الوالدين أو مقدم الرعاية من الجلد أمراً مفيداً في الطقس البارد، لأن جسمه الدافئ قد يساعد في تنظيم درجة حرارة جسم الطفل.
ومع ذلك، قد لا تستطيع هذه الاحتياطات منع جميع حالات انخفاض حرارة الجسم. في بعض الأحيان، تُشير درجة حرارة الجسم المنخفضة إلى أن دماغ الطفل لا يرسل الإشارات الصحيحة لتنظيم درجة حرارة جسمه أو أن جسم الطفل لا يمكنه القيام بأشياء معينة من شأنها أن ترفع درجة حرارة الجسم بشكل عام.