في منتصف العام الدراسي، تمكن فيروس كورونا المستجد أن يوقف الحياة كما نعرفها؛ إغلاق المدارس في دول عديدة، وكذلك الأحداث الرياضية، تاركاً الآباء بمواجهة العديد من الأسئلة دون إجابة.
- هل يجب أن يستمروا في اصطحاب أطفالهم إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل الملاعب ودور السينما والمتاحف، التي قد يتواجد بها العديد من الأطفال الآخرين الذين لا تكون حدودهم الشخصية ومستويات النظافة لديهم مثالية دائماً؟
- هل هناك ما يستحق المغامرة بصحتهم؟
- هل يؤثر الفيروس في كبار السن فقط دون الأطفال؟
- هل نزور الجدين هذا الأسبوع؟
- هل أبالغ في خوفي عليهم؟
نظراً لأن الوضع يتطور بسرعة والفيروس جديد، فقد تتغير النصيحة عندما نعرف المزيد عن المرض؛ هذا ما أكده الدكتور بيتر هوتز، الطبيب الحاصل على الدكتوراه وعميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب.
وقال لصحيفة New York Times: "لم نر الكثير من الإصابات بفيروس كورونا بين الأطفال. ونتيجة لذلك، لم نخضع الأطفال للاختبارات بنفس القدر الذي نفعله مع الكبار، لذا لا نعرف حتى دور الأطفال في نقل هذا المرض".
مع أخذ ذلك في الاعتبار، إليك بعض الإجابات عن الأسئلة الشائعة.
أسئلة محتملة للآباء حول كورونا
هل ما زال بإمكاني اصطحاب طفلي إلى الأماكن العامة؟
قال الدكتور شون أوليري، العضو التنفيذي في لجنة الأمراض المعدية في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: "هذا الأمر يختلف حسب الحالة، فالوضع يتغير كل ساعة، لذا فإن أفضل رهان هو التحقق بانتظام من مواقع إدارة الصحة العامة والمحلية للحصول على التوصيات".
وأضاف الدكتور أوليري: "لكن حتى الآن، فإن النصيحة العامة هي إذا كنت تعيش في مجتمع ينتشر فيه الفيروس بنشاط -كما هو الحال في سياتل– فربما من الأفضل البقاء بالقرب من المنزل وتجنب المجموعات الكبيرة من الأشخاص. لكن إذا كنت تعيش في مكان لم يظهر فيه انتشار للفيروس فلا يزال بإمكانك اصطحاب طفلك إلى الملعب ودور السينما والمتاحف والأحداث الرياضية".
بدورها قالت الدكتورة ريبيكا بيليت مادان، أخصائية الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى هاسنفيلد للأطفال في مركز لانغون بجامعة نيويورك، وكذلك باعتبارها ولية أمر: "نحن لا ننصح بالكثير من التغييرات" في الوقت الحالي.
كما هو الحال دائماً، يجب تشجيع غسل اليدين عندما يأتي الأطفال من الخارج وقبل الوجبات وبعدها.
يجب على الأطفال غناء "عيد ميلاد سعيد" مرتين لمعرفة مدة غسل أيديهم، ثم التأكد من تجفيفها جيداً.
هناك بعض الأدلة على أن المناشف الورقية أكثر صحة من مجففات الأيدي في الحمامات العامة. يعتبر غسل اليدين أكثر فاعلية من معقم اليدين، على الرغم من أنه يمكن استخدام معقم اليدين عندما لا يكون غسل اليدين خياراً.
نفدت المطهرات من المتاجر. هل أصنع مطهراً منزلياً بنفسي؟
قالت الدكتورة ريبيكا إن العديد من العلامات التجارية الشهيرة لمطهر اليدين، مثل Purell أو Highmark، بها تركيز ثابت من الكحول، بشكل عام بين 60 و95%، مما يساعد على ضمان فاعليتها.
وأضافت: "لدينا خبرة في استخدام تلك المطهرات في المستشفيات، ونعرف مدى فاعليتها". لا توجد قاعدة الأدلة نفسها للوصفات محلية الصنع للمطهرات حتى الآن.
إذا كنت تستخدم مطهراً يدوياً تم شراؤه من المتجر فتأكد من أنه يحتوي على 60% من الكحول على الأقل، وأنه يجف تماماً قبل أن تلمس أنت أو طفلك أي شيء، وإلا فلن يعمل بالشكل المطلوب.
ضع في اعتبارك أيضاً أن مطهرات اليد ليست فعالة عند استخدامها على أيد "قذرة أو دهنية بشكل واضح"، وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
يعاني طفلي من أعراض نزلة برد أو إنفلونزا خفيفة.. هل يجب أن آخذه إلى المستشفى؟
لا. يمكن أن تشمل أعراض فيروس كورونا الحمى والسعال وضيق التنفس، ولكن إذا كان طفلك يعاني من حمى خفيفة أو سيلان في الأنف أو التهاب في الحلق، فيجب عليك الاتصال بطبيب الأطفال أولاً قبل الذهاب إلى أي مكان.
مما نعرفه حتى الآن، فإن سيلان الأنف -وهو شبه ثابت بين الأطفال في سن ما قبل المدرسة- نادراً ما يكون أحد أعراض الإصابة بفيروس كورونا الجديد، ولكن قد يحدث التهاب الحلق أحياناً.
قالت الدكتورة ريبيكا: "نريد أن يبقى الأشخاص غير المصابين بأمراض خطيرة خارج المستشفى". أبقِ طفلك خارج المدرسة إذا كان مريضاً.
ومع ذلك، إذا ظهرت على طفلك أعراض أكثر حدة مثل صعوبة التنفس، أو عدم القدرة على الأكل أو الشرب، أو تغيير في السلوك، فيجب عليك زيارة الطبيب، على حد قول الدكتورة ريبيكا.
إذا كانت طفلتي مريضة جداً، فهل ستتمكن من إجراء الاختبار؟
إذا خضعت طفلتك للاختبار، فمن غير الواضح مدى سرعة عودة نتائجها ، ومن المرجح أن يعتمد الإطار الزمني على مكانك، والمختبر الذي يختبرها ومدة مرضها.
قال الدكتور أوليري: "الأمر منتشر في جميع أنحاء الخريطة. سمعنا عن نتائج تستغرق في أي مكان من بضع ساعات إلى سبعة أيام، اعتماداً على الحالة ومستوى الطلب.
ولكن نظراً لزيادة الطلب أيضاً، من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيسرع وقت الاختبار بشكل عام.
هل من الآمن اصطحاب طفلي في المواصلات العامة؟
قالت الدكتورة ريبيكا إنها لا ترى أي سبب للتوقف في الوقت الحالي، إلا إذا كنت في مكان يوصي فيه المسؤولون بالتباعد الاجتماعي.
وبينما لم توصِ مدينة نيويورك رسمياً بالتباعد الاجتماعي، فقد حثت السكان من جميع الأعمار على تجنب ركوب سيارات مترو الأنفاق المكتظة، والسير أو ركوب الدراجة إلى العمل، إن أمكن.
ماذا لو كان طفلي يعاني من ضعف في جهاز المناعة؟
قال الدكتور هوتز نظراً لأنه لا توجد معلومات كثيرة حتى الآن حول كيفية تفاعل الأطفال مع هذا الفيروس، فمن الصعب تحديد ما يجب فعله في هذه الحالة.
لكن الدكتورة ريبيكا قالت إن آباء الأطفال الذين لديهم أجهزة مناعية ضعيفة من المحتمل أن يصاب أطفالهم بضعف جهاز المناعة بمرور الوقت، لذلك يتعين عليهم تجنب الفعاليات المزدحمة مثل الألعاب الرياضية أو المؤتمرات، حتى لو كانوا في أماكن لا ينتشر فيها فيروس كورونا.
هل يجب على عائلتي اتخاذ أي إجراءات صحية إضافية تتجاوز غسل اليدين؟
يمكنك غسل الملاءات والمناشف أكثر، ويمكن أيضاً غسل ألعاب الحيوانات المحشوة بشكل متكرر وتنظيف الألعاب الصلبة باستخدام مناديل مضادة للبكتيريا بانتظام، خاصة بعد الاستخدام في الهواء الطلق.
هل تواصل الجدة القدوم للزيارة؟
قالت الدكتورة ريبيكا، إن كبار السن، وخاصة أولئك الذين لديهم أجهزة مناعية ضعيفة قد لا يحبذ سفرهم في الوقت الحالي، حيث يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد.
هل الأطفال حديثو الولادة أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟
قال الدكتور أوليري إن هناك القليل من البيانات حول الأطفال حديثي الولادة في الوقت الحالي.
وقد أوصى باتخاذ الاحتياطات الصحية المعتادة المتبعة مع الرضع، الذين هم عرضة بشكل خاص لفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى مثل الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس الإنفلونزا.
لذا يجب غسل اليدين قبل التعامل مع الرضيع، وتجنب اصطحاب الطفل إلى أماكن مزدحمة.