عدوى الخميرة المهبلية عدوى فطرية تؤدي إلى إصابة المهبل والفرج، خاصةً الأنسجة الموجودة عند فتحة المهبل، بالتهيُّج أو خروج الإفرازات أو الشعور بالحكة الشديدة.
يُطلَق أيضاً على عدوى الخميرة المهبلية اسم داء المبيضات المهبلي، وهي حالة تُصيب ما يصل إلى 3 من بين كل 4 من النساء في مرحلة ما من حياتهن، وتُواجه كثير من النساء هذه الحالة مرتين على الأقل.
نتعرف في هذا التقرير على عدوى الخميرة المهبلية، وكيفية التعامل مع المرض.
ما هي عدوى الخميرة المهبلية؟
يحتوي المهبل الصحي على البكتيريا وبعض خلايا الخميرة. ولكن عندما يتغير توازن البكتيريا والخميرة، يمكن أن تتكاثر خلايا الخميرة، وهذا يسبب بدوره حكة شديدة وتورماً وتهيُّجاً.
علاج عدوى الخميرة المهبلية يمكن أن يخفف الأعراض في غضون بضعة أيام، لكن في الحالات الشديدة، قد يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوعين للسيطرة على الأعراض.
لا تعتبر عدوى الخميرة المهبلية من الأمراض المنقولة جنسياً، لكن رغم ذلك هناك خطر أكبر للإصابة بعدوى الخميرة المهبلية وقت أول نشاط جنسي منتظم، كما توجد بعض الأدلة التي تُبين احتمالية ارتباط حالات العدوى بملامسة الفم للأعضاء التناسلية.
أعراض عدوى الخميرة المهبلية
عدوى الخميرة المهبلية لها مجموعة شائعة من الأعراض، مثل:
الحكة المهبلية، وتورم حول المهبل، وحرق في أثناء التبول أو في أثناء ممارسة الجنس، وألم في أثناء ممارسة الجنس، ووجع، واحمرار الفرج، وإفرازات مهبلية سميكة وخالية من الرائحة وتُشبه شكل الجبن القريش، وإفرازات مهبلية مائية.
وعادةً ما يكون لطول المدة التي تُترك فيها عدوى الخميرة دون علاج، تأثير مباشر على مدى حدَّة الأعراض.
أسباب الإصابة بعدوى الخميرة
الفطريات المبيضة كائنات حية دقيقة، وهي نوع من الفطريات التي تكون على شكل الخميرة.
تحدث هذه الفطريات بشكل طبيعي في منطقة المهبل، ويحتوي المهبل بشكل طبيعي على مزيج متوازن من الفطريات والبكتيريا، وضمن ذلك المُبيضات، وتعمل بعض البكتيريا (مثل اللاكتوباسيلوس) على منع فرط نمو الفطريات.
ولكن يمكن أن يختل التوازن، إذا حدث وازداد نمو المبيضات أو تغلغلت الفطريات في طبقات الخلايا المهبلية العميقة، فسيسبب هذا علامات عدوى الفطريات وأعراضها.
هناك عدة عوامل يمكن أن تُسبب عدوى الخميرة، من ضمنها:
1- المضادات الحيوية، التي تُقلل من كمية اللاكتوباسيلوس، البكتيريا الجيدة، في المهبل.
2- الحمل.
3- مرض السكري غير المنضبط.
4- ضعف الجهاز المناعي.
5- عادات الأكل السيئة، وضمن ذلك كثير من الأطعمة السكرية.
6- عدم التوازن الهرموني بالقرب من الدورة الشهرية.
7- الضغط العصبى.
8- قلة النوم.
9- تناول موانع الحمل عن طريق الفم، أو العلاج بالهرمونات الذي يزيد مستويات الإستروجين.
كيف يتم تشخيص إصابات الخميرة المهبلية؟
يسأل الطبيب عن تاريخك الطبي، وهذا يشمل ما إذا كنتِ قد أصبتِ بالتهابات الخميرة من قبل، والخطوة التالية هي الكشف على الحوض، سوف يفحص الطبيب جدران المهبل وعنق الرحم، وسوف يفحص أيضاً المنطقة المحيطة بحثاً عن علامات الإصابة الخارجية.
بناءً على ما يراه الطبيب، قد تكون الخطوة التالية هي جمع بعض الخلايا من المهبل، وإرسالها إلى المختبر، وعادةً ما يتم طلب الاختبارات المعملية للنساء اللاتي يعانين عدوى الخميرة بانتظام.
عدوى الخميرة عند الرجال
في حين أن عدوى الخميرة المهبلية أكثر شيوعاً في النساء، من الممكن أن يُصاب الرجال بها، عندما تؤثر العدوى في القضيب، وهذا هو المعروف باسم عدوى الخميرة القضيبية.
أجسادنا جميعاً بها المبيضات، وليس فقط الجسد الأنثوي، وعندما يكون هناك نمو زائد لهذه الفطريات، فإنه يمكن أن يؤدي إلى حدوث عدوى الخميرة، ومنطقة الفخذ مُعرضة بشكل خاص، بسبب ثنايا الجلد والرطوبة.
ومع ذلك، فإن عدوى الخميرة القضيبية تحدث أكثر بسبب الجماع غير المحمي مع امرأة مصابة بالعدوى أيضاً.
قد لا تكون أعراض عدوى الخميرة عند الرجال ظاهرة، وقد يظهر احمرار وبقع بيضاء على طول القضيب، بالإضافة إلى الإحساس بالحرقة والحكة.
عدوى الخميرة في الحمل
عدوى الخميرة شائعة في أثناء الحمل، بسبب تقلبات الهرمونات. تجب زيارة طبيبكِ إذا كنتِ حاملاً وتشتبهين في الإصابة بعدوى الخميرة، حتى تتمكني من الحصول على التشخيص المناسب.
لا يتم علاج عدوى الخميرة في أثناء الحمل دائماً بطريقة العلاج نفسها للنساء غير الحوامل، ويتم استخدام مضادات الفطريات الموضعية الآمنة في أثناء الحمل.
على الرغم من أن عدوى الخميرة لن تؤذي طفلك، فمن الممكن نقل فطر المبيضات لها في أثناء الولادة الطبيعية، يمكن أن يؤدي ذلك بعد ذلك إلى طفح الحفاضات وطفح الفم.
علاج عدوى الخميرة
تختلف عدوى الخميرة من حالة إلى أخرى، لذا يختلف العلاج أيضاً.
– في حالة الالتهابات البسيطة:
عادة ما يؤدي تناول الأدوية المضادة للفطريات، من ثلاثة إلى سبعة أيام، إلى إزالة عدوى الخميرة، وتتوافر هذه الأدوية على شكل كريمات ومراهم وأقراص، وقد يصف لكِ الطبيب جرعة واحدة عن طريق الفم من الفلوكونازول (الديفلوكان).
لكن الأدوية الفموية لا يُنصح بها إذا كنتِ حاملاً، للسيطرة على الأعراض الأكثر حدَّة.
– في حالة الالتهابات المعقدة:
يعالج طبيبك على الأرجح عدوى الخميرة كما لو كانت حالة شديدة أو معقدة، إذا:
1- اختبرت أكثر من أربع مرات من عدوى الخميرة في السنة.
2- لديكِ عدوى يسببها نوع من المبيضات بخلاف المبيضات البيضاء الشائعة.
3- حامل.
4- لديك مرض السكري غير المنضبط أو ضعف في الجهاز المناعي.
5- لديكِ فيروس نقص المناعة البشرية.
تشمل العلاجات الممكنة لعدوى الخميرة المعقدة:
دواء مضاداً للفطريات يُؤخذ يومياً لمدة تصل إلى أسبوعين، ثم مرة واحدة في الأسبوع مدة ستة أشهر، قد يصف طبيبكِ جرعتين أو ثلاث جرعات من الأدوية المضادة للفطريات والتي يجب تناولها عن طريق الفم، لكن لا يُنصح بهذا العلاج للنساء الحوامل.
قد يُوصي الطبيب أيضاً بحمض البوريك، وهو عبارة عن كبسولة تُدخَل في المهبل، قد يكون هذا الدواء قاتلاً إذا تناولتِه عن طريق الفم، وهو يُستخدم فقط لعلاج فطريات المبيضات المقاوِمة للعوامل المضادة للفطريات المعتادة.
إذا كانت العدوى متكررة، فتجب معرفة ما إذا كان زوجك مصاباً بعدوى الخميرة، ويجب تذكُّر استخدام حاجز، مثل الواقي الذكري، عند ممارسة الجنس.
الوقاية من عدوى الخميرة المهبلية
للتقليل من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية، عليكِ ارتداء ملابس داخلية تحتوي على قاعدة قطنية غير ضيقة، قد يساعدكِ أيضاً تجنُّب الآتي:
1- ارتداء جوارب نسائية طويلة ضيقة.
2- استخدام الغسول المهبلي، الذي يُزيل بعض البكتيريا الطبيعية في المهبل.
3- استخدام المنتجات الأنثوية المعطرة.
4- أحواض المياه الساخنة والمغاطس الساخنة جداً.
5- الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية، في أثناء الالتهابات الفيروسية الأخرى.
6- البقاء في ملابس مُبللة، مثل ملابس السباحة وملابس التمرين، فترات طويلة.