المستحضرات المضادة للتجاعيد تسبب التسمم الزئبقي المميت.. هكذا تحمي نفسك منه

في كثير من الأحيان تشتري السيدت مستحضرات العناية بالبشرة دون التدقيق في ملصقات المكونات والإرشادات. العديد من المنتجات المغشوشة خاصة تلك التي تحتوي على الزئبق تكون غير قانونية، وتسبب التسمم الزئبقي الخطير والمميت.

تم النشر: 2019/10/02 الساعة 21:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/02 الساعة 21:14 بتوقيت غرينتش
الطريقة الأكثر شيوعاً لتعرض الناس لميثيل الزئبق هي تناول السمك والمحار/ istock

في كثير من الأحيان تشتري السيدت مستحضرات العناية بالبشرة دون التدقيق في ملصقات المكونات والإرشادات. وفي بعض الأحيان، ربما لا ينفع التدقيق، فالعديد من المنتجات المغشوشة خاصة تلك التي تحتوي على الزئبق تكون غير قانونية، وتسبب التسمم الزئبقي الخطير والمميت في بعض الأحيان!

عادةً ما يتم تسويق المنتجات على أنها ملطفات للعناية بالبشرة وعلاجات مضادة للشيخوخة تزيل البقع القديمة والنمش والبقع والتجاعيد، وقد يستخدمها المراهقون كعلاج لحب الشباب.

ولكن لا بد من التدقيق في محتوياتها قبل وضعها على بشرتك لتتغلغل فيها طوال الليل والنهار.

نتعرف في هذا التقرير على خطورة منتجات التجميل المحتوية على الزئبق، وأسباب تحذير إدارة الغذاء والدواء منها:

منتجات سامة تتسبب في دخول سيدة أربعينية في غيبوبة

في يوليو/ تموز لهذا العام 2019، ذهبت امرأة تبلغ من العمر 47 عاماً من مقاطعة ساكرامنتو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى غرفة الطوارئ، لأنها تعاني من تنميل في يديها وقدميها، وصعوبة في الكلام، وصعوبة في المشي.

للأسف، لم تتحسن الحالة، وإنما دخلت في حالة شبه غيبوبة، فلم تعد قادرة على الاستجابة لمن حولها.

اتضح لاحقاً أنها تعاني من التسمم الزئبقي نتيجة استخدامها كريماً مضاداً للتجاعيد ملوثاً بالزئبق.

يبلغ متوسط كمية الزئبق في الدم حوالي 5 ميكروغرامات لكل لتر، نتيجة للزئبق الذي يحتمل أن يكون في نظام غذائي لشخص ما، ولكن كان لدى المرأة 2630 ميكروغراماً لكل لتر في دمها.

ووفقاً لبيان وزارة الصحة تعقيباً على الحادثة، فإنها المرة الأولى التي يحدث فيها تسمم بميثيل الزئبق من كريم الوجه في الولايات المتحدة.

وقتها طالبت المستهلكين بالتوقف عن استخدام كريمات البشرة المماثلة المستوردة من المكسيك بسبب خطورة ميثيل الزئبق بالنسبة للبالغين والأطفال.

كيف يمكنك التعرف على المنتجات التي تحتوي على الزئبق؟

الطريقة الأكثر شيوعاً لتعرض الناس لميثيل الزئبق هي تناول السمك والمحار الذي يحتوي على السم، وفقاً لوكالة حماية البيئة.

ولكن، هناك بعض منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على ميثيل الزئبق أو مركبات الزئبق الأخرى، وتباع بصورة غير قانونية، وعبر مواقع التسويق الإلكتروني.

يمكنك التعرف على مستحضرات التجميل، خاصة تلك التي يتم تسويقها على أنها مضادة للشيخوخة أو تفتيح البشرة عبر التحقق من الملصق. 

إذا كانت الكلمات كلوريد الزئبق mercurous chloride أو الكالوميل calomel أو الزئبق mercuric أو mercurio أو mercury مدرجة على الملصق، فتأكدي أنه يحتوي على الزئبق، ويجب التوقف عن استخدامه فوراً. 

وبالطبع، لا يجب استخدام المنتجات التي لا تحتوي على ملصق نهائياً، فهي غير موثوقة على الإطلاق.

ما هو الزئبق؟

يوجد الزئبق بأشكال مختلفة؛ فمنه العنصر غير العضوي الموجود في الطبيعة، والعضوي مثل ميثيل الزئبق، والذي قد يتعرض الناس له من خلال نظامهم الغذائي كتناول المحار الملوث. 

تختلف أشكال الزئبق هذه في درجة سُميتها وتأثيراتها على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجهاز المناعي، وعلى الرئتين والكلى والجلد والعينين.

يوجد الزئبق بشكل طبيعي في القشرة الأرضية ويتم إطلاقه في البيئة من النشاط البركاني، والصخور ونتيجة للنشاط البشري. 

ويعد النشاط البشري هو السبب الرئيسي لإطلاقات الزئبق من خلال محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، وحرق الفحم لأغراض التدفئة والطهي، والعمليات الصناعية، ومحارق النفايات، ناهيك عن تعدين الزئبق والذهب والمعادن الأخرى.

يمكن تحويل الزئبق عن طريق البكتيريا إلى ميثيل الزئبق، فتتناوله الأسماك والمحاريات، وينتقل إلى الإنسان فور استهلاكه للأسماك والمحاريات الملوثة، لأن الطبخ لا يزيل الزئبق.

ما هي خطورة التعرض لمركبات الزئبق؟

ذكرت منظمة الصحة العالمية في عام 2017 أن الزئبق كان يستخدم في منتجات تفتيح البشرة لقدرته على قمع الميلانين، مما أدى إلى تلاشي فرط تصبغ الجلد وندبات حب الشباب ولون البشرة بشكل عام.

كما ذكرت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية في عام 2016 أن المنتجات المحتوية على الزئبق بيعت على شكل كريمات مضادة للتجاعيد، وحذرت من استنشاق بخار الزئبق من خلال ملامسة هذه الكريمات للجلد.

خطر استنشاق أبخرة الزئبق لا يقتصر على الأشخاص الذين يستخدمون المنتجات المحتوية على الزئبق فقط، ولكن أيضاً على عائلاتهم. 

فقد تتنفس أسرتك أبخرة الزئبق المنبعثة من هذه المنتجات، وقد يلامس أطفالك مناشف ملوثة بالزئبق. 

يمكن أن يؤثر تعرض الجلد لميثيل الزئبق على الجهازين العصبي المركزي والمحيطي، مع ظهور أعراض تشمل الهزات وفقدان الذاكرة وضعف الوظائف المعرفية والحركية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

يمكن أن يصل الزئبق إلى مستويات عالية في الدم ويمكن أن يعبر أيضاً إلى المخ. 

وبمجرد وصوله إلى المخ، حتى لو ذهبت إلى المستشفى، فإن الأدوية المتاحة لا تمكن من سحب الزئبق خارجاً.

في سياق متصل، يمكن أن يصل الزئبق إلى الجنين، مما يسبب تلف الجهاز العصبي، كما يصل إلى الرضيع من أمه ويؤثر في نمو جهازه العصبي والإدراكي.

ما هي علامات وأعراض التسمم الزئبقي؟

يمكن ملاحظة الاضطرابات العصبية والسلوكية بعد الاستنشاق أو الابتلاع أو التعرض الجلدي لمركبات الزئبق المختلفة. 

تشمل الأعراض: 

  • الهزات 
  • الأرق
  • فقدان الذاكرة
  • الآثار العصبية والعضلية
  • الصداع
  • الخلل الوظيفي والحركي
  • التهيج 
  • الارتباك
  • تغيرات في الرؤية والسمع
  • مشاكل في الذاكرة
  • خدر في اليدين والقدمين وحول الفم

كيف يمكن الحد من التعرض للزئبق؟

لا يوجد الزئبق فقط في بعض منتجات العناية بالبشرة وتفتيحها، وإنما هناك العديد من المنتجات التي تحتوي على الزئبق منها البطاريات، وأجهزة قياس الحرارة والضغط، وبعض أنواع المصابيح الكهربائية، وحشوات الأسنان. 

يجب التخلص تدريجياً من استخدام المواد التي تحتوي على الزئبق، إلى حين استبدالها بمواد أخرى.

فعلى سبيل المثال، يجب البدء في استبدال مقاييس الحرارة وضغط الدم المحتوية على زئبق بأجهزة بديلة.

أما على مستوى السياسات العامة، فيجب تشجيع استخدام الطاقة النظيفة والابتعاد عن حرق الفحم، ومنع استخدام الزئبق للتعدين عن الذهب، والقضاء كذلك على تعدين الزئبق.

وأخيراً، تنصح السيدات بالتحقق من الملصقات الخاصة بمنتجات العناية بالبشرة، والتأكد من خلوها من الزئبق ومركباته.

تحميل المزيد