الصداقة بين الآباء والأبناء مهمة.. وعند هذه الخطوط تنتهي لتعود إرشادية

ينجذب كثير من الآباء والأمهات إلى النقاش حول صحة الصداقة بين الآباء والأبناء. ففي السنوات الـ100 الأخيرة، تشكلت حقائق جديدة تماماً إلكترونياً، وتطورت كذلك ديناميات عائلية مختلفة.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/16 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/13 الساعة 17:43 بتوقيت غرينتش
يمكن أن يشعر الأطفال بأنَّ والديهم يجتاحون حياتهم بشدة، حين تتخلل علاقاتهم مع والديهم علاقةُ صداقة قوية/ istock

ينجذب كثير من الآباء والأمهات إلى النقاش حول كيف تغيرت الأبوة بمرور الوقت. ففي السنوات الـ100 الأخيرة، تشكلت حقائق جديدة تماماً إلكترونياً، وتطورت كذلك ديناميات عائلية مختلفة. لكن يبقى مدى تأثير ذلك في صحة الصداقة بين الآباء والأبناء محلاً للجدل.

الصداقة نفسها أمر غاية في الأهمية

عام 2008، نُشرت دراسة في دورية Child Development، توضح مدى أهمية الصداقة لنشأة الأطفال نشأة طبيعية، في حين يمكن أن يكون غياب الصداقة مدمراً لدرجة خلق ميول نفسية مضطربة لدى الأطفال.

الصداقة هي نفسها علاقة فريدة، لا تمتزج في العادة بحكم طبيعتها مع الروابط العائلية. 

ويمكن قول الشيء نفسه عن علاقات الوالدين والأبناء. فعلى الرغم من ثقافة الارتباط بعلاقة صداقة مع أبنائك، فمن الأسهل غالباً أن يكون هناك خط واضح بين الصداقة والأبوة. 

وهناك عدة أسباب لذلك، وفق ما عددها موقع The Good Men Project:

قوة دينامية غير صحية

يحتاج الأطفال الشعور بشيء من السلطة من جانب والديهم، لتكوين فهم سليم عن دور والديهم في حياتهم. 

فطفلك يحتاج منك، على الأقل في بعض الأحيان، أن تمارس سلطاتك الأبوية لتدير المنزل بحكمة. 

في حين قد يدفع الارتباط بعلاقة صداقة مع طفلك إلى الاعتقاد خطئاً بضرورة وجود قوة مُحرِّكة في صداقاته المستقبلية. 

ويمكن أيضاً أن يدفعه ذلك، وفقاً لإحدى الدراسات، إلى المشاركة في أعمال عنف بمراحل حياته المقبلة.

يحذو الأطفال حذو أقرانهم أكثر من غيرهم

يستطيع جميع الآباء أن يسترجعوا لحظات بذلوا فيها كل ما بوسعهم لإقناع أطفالهم بفعل شيء ومع ذلك فشلوا. 

ثم جاء صديق من عمرهم نفسه وأقنعهم بهذا الفعل بسهولة. ويمكن تفسير ذلك من خلال نظرية البرهان الاجتماعي. 

إذ توضح تلك النظرية السبب الذي يدفع الأطفال إلى إطاعة رفاقهم من المرحلة العمرية نفسها أكثر من غيرهم، وهو أمر طبيعي تماماً، إضافة إلى أنَّ ذلك مهم للغاية لكي يحظى الطفل بنشأة طبيعية، اجتماعياً وعقلياً. 

فقدان القدرة على أن تكون والداً لطفلك

إذا صادقت أطفالك، فأنت لا شعورياً ترسل إليهم رسالة بأنكم جميعاً لكم الصلاحيات نفسها في إدارة المنزل. 

لذا فحين يعصونك، لن يفهموا تماماً حين تحاول أن توضح لهم عواقب أفعالهم.

وإذا استشاطوا غضباً أو لم يأخذوك على محمل الجد، فهذا ليس خطأهم بالكامل، بل يمكن إرجاع ذلك إلى القوة المُحرِّكة للعلاقة التي تربطهم بك.

ستبدأ بمعاملة أطفالك مثلما تعامل أصدقاءك

هذا السبب يبدو واضحاً بما يكفي، لكن إذا دققت فيه، فستدرك ضرورة إثارته. 

فإن تصرفت بتلك الطريقة مع أطفالك، فأنت تخاطر بخسارة احترامهم لك. 

من غير اللائق أن نشارك جميع مشاكلنا الأبوية مع أطفالنا؛ فهذا يجعلهم يعتقدون أنَّ والديهم ضعفاء وبحاجة للدعم، وينتهي بهم الأمر بتحمُّل مسائل أكبر بكثير من قدرتهم على التعامل معها. 

فحين يمر أحد الوالدين بضائقة، من الضروري أن يلجأ إلى أصدقاء من المرحلة العمرية نفسها.

تحديد طبيعة العلاقة مع طفلك

يمكن أن يشعر الأطفال بأنَّ والديهم يجتاحون حياتهم بشدة، حين تتخلل علاقاتهم مع والديهم علاقةُ صداقة قوية. 

لذا من الضروري ألا تخصص كل العطلات الأسبوعية أو كل الأمسيات للعائلة. فأطفالك بحاجة لقضاء بعض الوقت مع أصدقاء من مراحلهم العمرية، أو بمفردهم، أو بعض الوقت بعيداً عنك. 

ربما يكون من الصعب عليك قراءة ذلك، لكن هذه هي الحقيقة المُرَّة.

إنَّ معرفة متى يكون أطفالك بحاجة لمساحة شخصية والسماح لهم بالحصول عليها جزء من وظيفتك الأبوية. 

فهذا سيدفعهم إلى الشعور بأنَّه بإمكانهم الوثوق بك أكثر، وأنَّ المنزل مساحة آمنة لهم.

حاوِل العثور على وصف لعلاقتك بطفلك أفضل من الصداقة؛ فهذا سيجعل أيضاً من المنطقي أكثر أن تفكر فيها بطريقة منفصلة عن الصداقة. 

حاوِل مثلاً أن تفكر في مصطلحات مثل وصيّ أو مرشد… أي المصطلحات التي تعكس الطريقة التي تتحمل بها مسؤولية أطفالك وتعتني بهم، وتقدم لهم سلوكيات تأديبية، وأيضاً تمرح معهم. 

ومع ذلك، فلن تكون في نهاية المطاف أعز أصدقائهم؛ لأنَّ هذه دينامية علاقة مختلفة بالكامل.

تحميل المزيد