جراحة تكبير المؤخرة.. اتّباع «موضة» كيم كارداشيان وجنيفر لوبيز يقتلك سيدتي!

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/02 الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/05 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش
Kim Kardashian and Jennifer Lopez (Instagram)

يبدو أن المؤخرة تحوّلت إلى هوسٍ لدى بعض الفتيات في العقد الأخير، الصرعة التي عززها مشاهير من أمثال نجمة تلفزيون الواقع الأميركية كيم كارداشيان ومن قبلها مواطنتها المغنّية جنيفر لوبيز، ناهيك عن "ظاهرة" صور الـ "belfie" على إنستغرام.

ومع تزايد الاهتمام بهذا الجزء من الجسم، انتشرت جراحة تكبير المؤخرة وزاد معها عدد الضحايا؛ إلى درجة دفعت الأطباء لتصنيفها كـ "أخطر عمليات التجميل". 

كيف تغيّر ذوق الفتيات خلال 100 عام 

تقول صحيفة The Guardian البريطانية، إن عمليات تجميل المؤخرات تحولت إلى واحدةٍ من الأعمال التجارية الرائجة في العام 2018.

فبعدما كانت الفتيات يقضين الساعات في محاولة تصغير حجم أردافهن في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، لم يعد في قاموس الجيل الحالي ما يُسمّى "المؤخرة الكبيرة".

وبنظرةٍ سريعةٍ إلى الماضي، نجد أن النظرة إلى الجسم المثالي تغيرت مع مرور كل عقدٍ خلال القرن الماضي، فدخلت أجزاء الجسم ضمن اهتمامات الموضة والأزياء وخرجت منها في أحيانٍ أخرى:

  • في العشرينيات: الأجسام الصبيانية الخالية من الصدور للمراهقات كي يبرزن التحرر من ارتداء المشدّات (الكورسيهات).
  • في الثلاثينيات: موضة إبراز الصدر.
  • في الأربعينيات: إظهار السيقان.
  • في الخمسينيات والستينيات: الأنوثة الجنسية لجسم الساعة الرملية الذي امتلكته مارلين مونرو.
  • في الثمانينيات: بروز العضلات تعبيراً عن القوة والشدة!
  • في التسعينيات: الجسم شديد النحافة، ليُستبدل بروز العضلات ببروز العظام.
  • استمرت موضة الجسم النحيف إلى ما بعد بداية الألفية، ولكن مع إضافة الصدور، تصبح الموضة هيئة معدلة من مارلين مونرو، ولكن دون البطن.

قبلها كان تجميل الثدي هوساً.. ثم تغيّر الأمر

في مطلع العقد الحالي، زادت عمليات تكبير الثدي بالمملكة المتحدة بنسبة 10%، لتبلغ 9 آلاف و418 عملية، وتحافظ على صدارة العمليات التجميلية الجراحية.

ثم ظهرت عمليات تجميل المؤخرة!

تقول الطبيبة النفسية د. سوزي أورباك لـ The Guardian، "المؤخرات الكبيرة مرتبطة الآن بالنساء غير البيض اللائي لديهن نفوذ وثقة بأنفسهن، وهو شيء مرغوب فيه".

كيم كارداشيان.. صاحبة الجسم الذي يرغب فيه الجميع

في العام 2012، تحدثت الصحيفة البريطانية إلى مجموعة من الشابات البالغات من العمر 20 عاماً عن ضغوط الإعلام لتغيير أجسادهن.

قالت هذه المجموعة إنّ الضغوط كانت من أجل أن يظهرن بأجساد جذابة جنسياً، وليس بأجسام شديدة النحافة.

وقالت، "الجميع يرغب في أن يبدو مثل كيم كارداشيان وليس مثل كيت موس. (أي يرغبن في إظهار) انحناءات الجسم وليس عظامه".

وهو ما بدا تطوراً إيجابياً، ونقلة من الطعام غير المنتظم والمحاولات الخطيرة للسيطرة على الجسم.

لتشير المجموعة بعد ذلك إلى أنه يتطلب أيضاً خصراً صغيراً.

وقالت إن الفتيات يمكنهن أن يُجوِّعن أنفسهن حتى يبرزن عظامهن، لكن "الجسم المثير صعب المنال بدرجة أكبر بكثير".

وفي العام 2014، تحول التركيز نحو الجزء السفليّ من الجسم.

View this post on Instagram

Always

A post shared by Kim Kardashian West (@kimkardashian) on

الأرداف الكبيرة تبث شعوراً بالأمان لدى الفتيات

كانت حُقن رفع المؤخرة وزراعة الأرداف أسرع الجراحات التجميلية نمواً في الولايات المتحدة، لترتفع بنسبة 58% عمّا كانت عليه في العام 2012.

وفي العام 2017، ارتفعت نسبة عمليات تجميل المؤخرة إلى 254% وفق إحصائيات American Society of Plastic Surgeons.

ويذكر عالم الاجتماع الفرنسي جان كلود كوفمان أسباباً اقتصادية، "ففي الأزمنة التي يسود فيها الشك وعدم اليقين، يبحث الناس عن الأمان. فالرجال ينجذبون إلى أوراك النساء وأردافهن؛ بحثاً عن الأمان والطمأنينة. والنساء يستجبن لذلك. إنها مسألة نفسية عميقة".

في العام 2015، وصفت الجمعية الأميركية لجراحات التجميل العام 2015 بأنه "عام المؤخرة".

ثم برزت حالات الوفاة، فتوفيت 33 امرأة في الولايات المتحدة بعد حدوث مضاعفات من عمليات رفع المؤخرة على الطريقة البرازيلية خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

إذا لم تكن إحدى النساء مخلوقة بمؤخرة كبيرة، يمكن أن تعيد التمارين تشكيلها، لكن لا يمكن أن يساعد أي نظام غذائي أي فتاة بالحصول على "المؤخرة البرازيلية".

يبدأ التجميل من كريم رفع وصولاً إلى مشرط الجراح

ومن ثمَّ، حدث ازدهار كبير في مجال الإجراءات والعمليات الجراحية التجميلية، إضافة إلى المبيعات الأرخص من المنتجات التي تحقق هذه الغاية، مثل كريمات الشد وسراويل الليغنز الضيقة التي ترفع المؤخرة.

يبلغ متوسط تكلفة عملية رفع المؤخرة على الطريقة البرازيلية، 3.852 دولاراً خارج المملكة المتحدة، و10.272 دولاراً في بريطانيا.

وتجري العملية باستخدام عملية شفط تُعرف بـ "مص الشحم" (Liposuction) لشفط الدهون من فخذي المرأة التي تخضع للجراحة ثم حقنها في الأرداف، غير أنّ هناك صورة أخرى من العملية أقل استخداماً للمشارط الجراحية بدأت تنتشر.

أشارت الجمعية الدولية للجراحة التجميلية إلى أن العام 2015 شهد إجراء نحو 320 ألف عملية تكبير أرداف أو رفع مؤخرة حول العالم، بزيادة 30% على عدد العمليات منذ 2014.

صور المشاهير لا تهوّن الأمر على المتفرجات

تشارك مشاهير النساء صور السيلفي لمؤخراتهن – وهي الصور التي تعرف بـ "Belfie" -.

كما يشهد العالم نوعاً من "الهوس الجنسي" بأجسام النساء اللاتينيات.

ويُقال أن الصورة التي ظهرت بها كيم كارداشيان بمؤخرة عارية في العام 2014، شكلت نقطة لانطلاق اتجاهٍ حول شكل الجسم يُعرف اليوم بـ "thicc" (التي تعني "مثير جنسياً").

كانت صورة كارداشيان مستوحاة من صورة التُقطت جود في العام 1976 لعارضة الأزياء السمراء كارولينا بومونت.

إنستغرام يعج بإعلانات الأطباء والجراحين

وسط الهوس بتكبير "المؤخرات"، يعجّ إنستغرام بدعايات جراحي عمليات التجميل الذين يوجهون إعلاناتهم مباشرة إلى النساء دون وسطاء.

وأظهر منشور على حساب إحدى العيادات الطبية صورةً لا تظهر رأس صاحبتها.

كانت صاحبة الصورة عميلة تبدو سعيدة، فقد التُقطت لها صورة أمامية وخلفية، مع وسوم #BBL (تعني رفع المؤخرة على الطريقة البرازيلية)، و#Choices (وتعني الاختيارات أو القرارات المختارة)، و#Mybody (وتعني جسدي).

من خلال البحث عن الصور المنشورة  في الحساب خلال شهر سبتمبر/أيلول 2018، سنجد منشوراً عن تقرير ما بعد الوفاة الخاص بإحدى العميلات، وهي ليا كامبردج.

كانت ليا أماً لثلاثة أطفال من مدينة ليدز البريطانية، وماتت بعد العملية على طاولة العمليات في شهر أغسطس/آب 2018.

تكبير المؤخرة يؤدي إلى التهابات خطيرة.. وأحياناً الموت

خلال الإحاطة الصحافية لمؤتمر *****، ناقش أطباء الرابطة البريطانية لجراحي التجميل دراسةً خضع لها مستشفى في لندن، شهد منذ العام 2013 زيادةً بمقدار 6 أضعاف في الحالات التي تتطلب رعاية عاجلة، بسبب إجراء عمليات في الخارج.

تنوعت مضاعفات عمليات رفع المؤخرة على الطريقة البرازيلية، من التهابات بكتيرية شديدة إلى موت الأنسجة، وظهور الندبات، وتَفَرُّز الجروح، والخُراجات.

عانت إحدى المريضات من الإصابة بتآكل اللحم!

تعتبر عمليات رفع المؤخرة على الطريقة البرازيلية، السبب في أعلى معدل وفيات (وهذه النسبة بتحفُّظٍ تصل إلى 1 من كل 3000 عملية) من بين جميع عمليات التجميل الجراحية.

يصاحبها خطر حقن الدهون في الأوردة الكبيرة التي يمكن أن تنتقل إلى القلب أو المخ.

الجراحون يستهدفون الأمهات الباحثات عن التجديد

في أغسطس/آب 2018، اتُّهم طبيب جراحات تجميلية برازيلي شهير بقتل إحدى مريضاته.

أجرى الطبيب دينيس فورتادو عمليةً جراحية للمريضة ليليان كاليكستو لتكبير أردافها في شقته.

يملك هذا الطبيب حساباً على إنستغرام باسم Dr Bumbum، ويحظى بنحو 650 ألف متابعة على حسابه.

قال الرئيس السابق للرابطة البريطانية لجراحي التجميل د. سيمون ويتني، "تُستهدف فئة ضعيفة من المرضى علناً من خلال الشبكات الاجتماعية، من أجل السفر (خارج المملكة المتحدة) لإجراء عمليات تجميل أرخص".

من خلال منصة إنستغرام، تقدم العيادات خارج بريطانيا للعملاء البريطانيين ما يعرف بـ Mummy Makeovers – وهي عمليات تجميل ما بعد الولادة – وعروضاً تمنح رحلات طيران مجانية إذا أجرين العديد من العمليات.

ويتعهدون في جميع العيادات بأن العميلات ستشعرن بـ "التمكين".

غير أنَّ الصور المبهرة التي يعرضونها على حساباتهم بمنصات التواصل الاجتماعي تتناقض تناقضاً صارخاً مع الصور التي نشرها تقرير هيئة الخدمات الصحية البريطانية وعُرض على جدار المعرض، وهو تقرير يتناول مضاعفات العمليات الجراحية التي تُجرى في الخارج.

تُظهر إحدى هذه الصور خُراجاً في الأرداف يجري تصريفه.

كل هذا بسبب مؤخرة سينتهي الأمر بالجلوس عليها

تختم الطبيبة النفسية د. سوزي أورباك، "الأجساد والوجوه ليست السمة الوحيدة المميزة لنا. فلسنا علامات تجارية، بل إن الناس هم من يستطيعون الإسهام والتحدي والتجرؤ من أجل كسب (أرزاقهم) من أجسامنا الفريدة، وليس من خلال نسخ مشابهة".

ويا للعجب! جاء كل هذا من المؤخرة. فكيف وصلنا إلى هنا من شيء بدا بسيطاً جداً، وإيجابياً جداً، ووقحاً جداً؟ 

لقد تعلمنا بعد كل هذا الوقت، أن المؤخرة لم تكن قط مجرد مؤخرة، بل إنها اتجاه قد نكون في حاجة إلى أن نجلس عليه من حين إلى آخر!

علامات:
تحميل المزيد