العودة إلى الدراسة لا تتوقف مشاكلها عند الاستيقاظ مبكراً بل تمتد إلى اختيار الطعام المناسب للأطفال الخارجين إلى المدارس في الإفطار والغداء، ويبقى السؤال اليومي محيراً لكل أم: ماذا ستأكل اليوم؟ّ
السؤال رغم بساطته يبدو معقداً ومملاً وعبئاً ثقيلاً. فالهدف من تناول الطعام ليس مجرد الاستمتاع بالطعم، ولكن الهدف الأهم هو تنشيط العقل وبث النشاط في الجسد، ما يترجم في آخر العام بالنسبة لأولادنا في صورة نتيجة باهرة.
خلال اليوم الدراسى يكون عليك تغذية أطفالك بما يمدهم بقدر كبير من الطاقة تسهم في رفع درجة تركيزهم، فكثير من الأطعمة المقدمة للأطفال فى أغلب الأحوال قد تصيبهم بالخمول، ولا تساعدهم على قضاء يوم طويل ومرهق بلائحة مهام وواجبات ثقيلة.
فى هذا التقرير نتعرف على أطعمة العقل التي تمد الأطفال بالطاقة والحيوية وأسهل طرق تقديمها.
الموز والسبانخ والبروكلي والمكسرات وزبدة الفول السوداني والتفاح من أكثر أصدقاء النشاط والعقل في هذه المرحلة الأولى من العام الدراسي.
البوتاسيوم
يمد طفلك بالنشاط ويساعده على التركيز ويمكن توفيره بسهولة في الموز والتفاح كفاكهة ويمكن توفيره في الكوسة كخضار.
ويقول الأطباء أن موزة واحدة في حقيبته المدرسية تضمن كمية جيدة من البوتاسيوم في جسده ما يمنحه الطاقة والنشاط
الخضراوات الداكنة
وعلى رأسها السبانخ والبروكلي تحسن الذاكرة بشكل مباشر ما يساعد على قدرة تحصيل أعلى.
الأوميجا 3
الأسماك والمسكرات من الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 والتي تفيد الطفل جداً في هذه المرحلة، فهي ليست مهمة للعقل فقط ولكنها أيضاً تحسن المزاج وتساعد على التركيز.
فيتامين C
هذا الفيتامين ليس فقط محفزاً للدورة الدموية، ويساعد على تجديد النشاط، ولكنه جدار حماية أسرتك الأول ضد نزلات البرد والإنفلونزا التي ترتفع معدلات الإصابة بها، خاصة مع ازدحام المدارس.
إذن كل هذا يمثل تغذية متكاملة لإبقاء الجسم نشيطاً والعقل في قمة تركيزه، وهو يندرج تحت مصطلح جديد في عالم التغذية وهو "غذاء العقل".
غذاء العقل
طبقاً لأحدث الدراسات العلمية فإن غذاء العقل عبارة عن نسب تتراوح بين المياه والغلوكوز والدهون المشبعة والفيتامينات وهي العناصر الأساسية التى لا يجب أن تخلو وجبات أبنائك منها على مدار اليوم للوصول لأعلى معدلات التركيز.
ورغم أن عمل هذه العناصر مفيد للكبار والصغار فإن المعادلة الصعبة تكمن في الأطفال. فالأهم من أن يكون الطعام مفيداً، أن يكون لذيذاً ليقبلوا بتناوله.
وفي معظم الأحيان يكون الطعام لذيذ الطعم مصنعاً وملوناً، وهو ما قد يدمر العقل بلا قيمة غذائية حقيقية، خصوصاً الأطعمة المعالجة.
وهنا يعد تجنب الأطعمة المعالجة وحده أمراً في غاية الضرورة وربما يكون أهم من تناول الطعام المتوازن.
الفيديو التالي يوضح أثر الأطعمة المعالجة على المخ.
وكما هو موضح فإن للسكريات أثراً تدميرياً على المخ والتركيز كما أن السكر موجود بأشكال عديدة ليس فقط في الصورة المعروفة التقليدية للسكريات.
الكاتشب والصلصات المحضرة والصودا تحتوي على كميات ضخمة من السكر، والتي تحفز خلايا المخ بحاجة الجسم لمزيد من الأنسولين ومن ثم الشعور بالجوع والكسل والخمول، وهو بالطبع ما لا نريده لأبنائنا في هذه المرحلة.
لذلك فالتوازن مهم جداً والحفاظ على الجسم مشبعاً بالطعام الصحي غاية في الأهمية ليس فقط أثناء اليوم الدراسي، ولكن على مدار اليوم بالكامل. فاحرصي على حصول أبنائك على ثلاث وجبات أساسية ووجبتين خفيفتين.
وجبات صحية ولذيذة
إذا كان الأمر يبدو معقداً، إليك بعض الخطوات العملية التي تعينك على تنفيذ وجبات صحية مفيدة لطفلك.
بدلاً من تعبئة الحقيبة المدرسية بعصائر معلبة ومواد محفوظة أو أغذية ضارة، استبدليها بإحدى تلك الاختيارات.
المهم في تلك الوجبات الاستمرار عليها لفترات طويلة لذا أول ما يجب فعله هو تجنب ما يسبب أضراراً بالغة للمخ: الصودا والمواد الحافظة والسكريات الزائدة، وأسهل ما يعينك على ذلك هو التزام جميع أفراد الأسرة بالامتناع عن تناول "الممنوعات" مما يجعل وجودها بالمنزل نادراً، وبالتالي يسهل على الطفل الابتعاد عنها، وهو ما سينعكس بالضرورة على نشاط جميع أفراد الأسرة أيضاً.
ولكن ما بدائل كل تلك المغريات سريعة التحضير؟
يمكنك استبدال الصودا بالمشروبات الصحية المغذية للعقل مثل:
1- عصر كميات كبيرة من العصائر الطازجة ووضعها بالفريزر واستخراجها على مدار الأسبوع.
2- السموثي الصحي المكون من الفواكه مع إضافة الألبان والزبادي
3- استبدال الآيس كريم بالزبادي بالفواكه المثلجة خصوصاً إذا ما تم تصنيعها بالمنزل
4- يمكن استبدال الحلويات بسلطة الفواكه المقطعة، وإضافة عسل النحل إليها مع رشات من الشوفان والمكسرات بدلاً عن المقرمشات الصناعية، وهو طعام صحي جداً ومشبع وحلو المذاق أيضاً.
5- يمكن أيضاً عمل وجبة من زبدة الفول السوداني وعسل النحل مع التفاح أو الكمثرى أو التوست.
احرصي ألا تخلو حقيبة ابنك من تلك العناصر واضمني تحصيلاً دراسياً بدرجات أعلى كنتيجة حتمية لزيادة تركيزه ونشاطه وإذا ضاق وقتك لتحضيرها، فالنقاط التالية تيسر لك تحقيق المعادلة الصعبة.
المعادلة الصعبة
إذا كنت امرأة عاملة اتجهي إلى أصدقاء "التفريز" من المعجنات والوجبات التي ستوفر عليك الكثير من الوقت.
ومنها الكيش، وهو فطيرة يمكن حشوها بأي من المكونات الصحية السابقة وعلى رأسها السبانخ والموتزريلا مثلاً أو أي من المكونات الصحية الأخرى، والفطائر والمعجنات المطهية مسبقاً.
ويمكنك الحصول على المزيد من الأفكار والوصفات من خلال هذا الرابط.
وعلى الرغم من أن إقناع الأطفال بالنظام الصحي يبدو صعباً إلا أن التقديم والشكل هو أكثر ما يجذب الأطفال، و إن كان تعلم فن تقديم الطعام صعباً في البداية ويبدو أنه يأخذ وقتاً وجهداً إلا أنه يصبح أمراً معتاداً مع الوقت.
وهذه بعض النماذج التى يمكن تقليدها بسهولة.
ويمكن متابعة المزيد على هذا الرابط.
رغم إن هذا كله يبدو مرهقا – وربما بالنسبة للبعض مستحيلاً – تذكري عزيزتي الأم أول الأيام التي تعلمت فيها "لف المحشي" وغيره من الأطعمة الصعبة التي ظننت وقتها أنها مستحيلة وأصبحت تحترفينها وتصنعينها وأنت مغمضة العينين..