حظيت صورة نشرتها صحفية أيرلندية على تويتر لفساتين عرس، علَّقتها مصممة أزياء لبنانية على كورنيش بيروت البحري للاحتجاج على قانون يقضي بإطلاق سراح المغتصب في حال زواجه من الضحية، بتفاعل كبير من المغرِّدين.
الصورة التي نشرتها ناعومي أوليري، الأحد 23 أبريل/نيسان 2017، والتي التقطها مصور الوكالة الفرنسية بلبنان باتريك باز، أُعيد تغريدها أكثر من 5300 مرة، وهي تعود لفساتين قامت المصممة اللبنانية ميراي حنين بتصميمها وشحنها من باريس إلى بيروت، وعرضتها بالتعاون مع جمعية "أبعاد" غير الحكومية.
Wedding dresses hang from nooses in Beirut to protest law to let rapists go free if they marry victims @Patrick_Baz pic.twitter.com/JgbdDCDFkU
— Naomi O'Leary (@NaomiOhReally) April 23, 2017
ويتوقف الكثير من المارة للاستفسار عن سبب تعليق فساتين أعراس من الورق والدانتيل، رُبطت على أحبال بين أشجار النخيل بهيئة "عروس مشنوقة" على الكورنيش البحري لبيروت، في منطقة عين المريسة، الواقعة قبل صخرة الروشة.
ويأتي هذا المعرض التعبيري في إطار حملة مدنية تطالب البرلمان اللبناني بإلغاء المادة 522 من قانون العقوبات.
وتنص هذه المادة في الفصل المتعلق بــ"الاعتداء على العرض"، وبينها جرائم الاغتصاب واغتصاب القاصرات والاعتداءات الجنسية، والخطف بالقوة بقصد الزواج، على أنه "إذا عقد زواج صحيح بين مرتكب إحدى هذه الجرائم وبين المعتدَى عليها، أوقفت الملاحقة. وإذا كان صدر الحكم بالقضية علق تنفيذ العقاب الذي فرض عليه".
وفي حديث لـ"عربي بوست"، قالت المحامية دانيال حويك، من جمعية "أبعاد" التي تتعاون معها المصممة اللبنانية، إن الأخيرة قامت بتصميم تلك الفساتين المُعلقة منذ حوالي السنتين.
وأضافت: "أخبرنا بعض الأصدقاء عن فكرة ميراى حنين، وهي مصممة مشهورة بأفكارها الجريئة والمختلفة، ورأينا أنها تتناسب وتصب في مصلحة هدفنا، ومن الممكن أن يسرع عرضها في التوقيع على إلغاء المادة 522 من القانون، فتواصلنا معها، وتم شحن الفساتين من باريس إلى هنا، وعرضت ليوم واحد على الكورنيش".
صاحبة الفساتين
من جهتها قالت المصممة حنين في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفساتين مصنوعة من الورق، بهدف "تسليط الضوء على الطابع العابر لهذا الزواج والقوانين الزائلة التي تغيرت كثيراً في وقتنا الراهن".
وأرجعت سبب تعليق الفساتين إلى "كون هذا النوع من القوانين يحد المرأة، لكي تصبح فارغة من مضمونها، ويجردها من هويتها، ويجعلها معلقة بشيء لا يمت لها بصلة"، على حد تعبيرها.
ودعا منظمو المعرض رواد الكورنيش إلى التوقيع بنعم لإلغاء تلك المادة من القانون، التي اعتبروها مجحفة بحق النساء، حيث أطلقوا عريضة إلكترونية عبر موقع خاص، جمعت حتى الآن الآلاف من التوقيعات، كما رافق الحملة إطلاق هاشتاغ #ما_تلبسونا_522، وتفاعل من خلاله رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
لاقونا على عين المريسة بوجه الماكدونالدز
لنقول سوا "نعم" لإلغاء #المادة_٥٢٢
كونوا كتار #ما_تلبسونا_٥٢٢ pic.twitter.com/dGefaxGgbB— ABAAD MENA (@AbaadMENA) April 22, 2017
#ما_تلبسونا_522 : الإغتصاب جريمة، و هذا القانون جريمة اكبر منه. pic.twitter.com/kqznAyaNp0
— Khatchig Says (@khatchig_ghosn) April 22, 2017
#ما_تلبسونا_522 #لبنان pic.twitter.com/3tEEGlx9b9
— ABAAD MENA (@AbaadMENA) February 15, 2017
#شو_حلوه_الحياه لما ما يعودوا يلبسوهم الطرحة ت فيها يخبوهم.#ما_تلبسونا_522 pic.twitter.com/84XkdNPjzQ
— Hanin I (@Hanin_IT) February 27, 2017
وعما إذا ما وُجِّهت انتقادات إلى الحملة، أكدت الحويك "أن الأجواء جميعها إيجابية ولا يوجد أي تعليق سلبي، بل على العكس الذين حضروا المعرض رحبوا بالفكرة".
يذكر أنه لا إحصائيات دقيقة بشأن زيجات الضحايا من مغتصبيهن في لبنان، لكن هذه الممارسات موجودة، خصوصاً في المناطق الريفية.
واعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير أصدرته في ديسمبر/كانون الأول 2016، أن "القانون الحالي يسمح باعتداء ثانٍ على ضحية الاغتصاب باسم الشرف عبر تزويجها مغتصبها".
ويأمل ناشطو المجتمع المدني أن تشكل الجلسة التشريعية، التي من المقرر أن يعقدها البرلمان في 15 مايو/أيار المقبل، فرصة لإقرار إلغاء هذه المادة المدرجة على جدول أعمال الجلسة.