في الوقت الذي لا يزال جزء كبير من المجتمع السعودي يتحفظ فيه على خروج المرأة في أوقات مختلفة دون رفقة ولي أمرها، اقتحمت السعودية حنان الجلوي مجال الإرشاد السياحي في مدينة تبوك، بالرغم من أن هذه المهنة تقتصر غالباً على الرجال في مختلف مناطق المملكة.
موقف والدها
المرشدة السياحية حنان الجلوي أوضحت لـ"عربي بوست" أن والدها كان له الفضل الأول في دخولها مجال الإرشاد السياحي، حيث شجعها وساندها بهدف النجاح في هذه المهنة التي تعد الأولى بالنسبة لها، رغم أنها لا تزال طالبة جامعية في تخصص إدارة الأعمال.
وتقول: "تعلمت من والدي مهنة السياحة باحترافية، حيث إنه مرشد سياحي عام، وصاحب مركز يشتغل في معالم تبوك للسياحة، وينظم البرامج والرحلات السياحية داخل وخارج المملكة".
وتضيف أنه إلى جانب ذلك يعمل أيضاً في متحف البيت الطيني القديم، المخصص للزيارات العامة وزيارات المدارس، ومعرض التراث لبيع جميع أعمال الأسر المنتجة وتنسيق الأركان التراثية، وكذلك تسويق لوحات الرسم للفنانات التشكيليات أو عمل معارض لهن.
وأعربت الجلوي عن رغبتها في دراسة تخصص السياحة والإرشاد، إلا أنها أشارت إلى أن الجامعات السعودية تفتقر لمثل هذه التخصصات، وتقول "لو كان تخصص دراسة السياحة متوفراً لما ترددت في دراسته، بدلاً من تخصص إدارة الأعمال".
تَقبُّل السياح
وعن مدى تقبل السياح لوجود سيدة سعودية، أوضحت الجلوي قائلة، إنه "غالباً ما تفضل السيدات الأجنبيات وغيرهن المرشدة السياحية، كونها تكون أقرب لها من الرجل، وفي بعض الأحيان ينبهر الضيوف سواء أكانوا عرباً أو أجانب، من وجود سيدة سعودية تعمل في هذا المجال"، على حد تعبيرها.
وتضيف: "تأتي طالبات ومدرسات للسياحة من مختلف المراحل المدرسية، فيجدن أريحية كبيرة لوجود فتاة مثلهن تشرح لهن عن تراث الوطن ومتحف البيت الطيني القديم، ويتعرفن على عادات الآباء والأجداد وصفاتهم الأصيلة كالجود وكرم الضيافة وتعاون الجيران مع بعضهم البعض".
تنظيم الرحلات
أما عن أماكن تنظيم الرحلات السياحية، فتقول الجلوي إن منطقة تبوك تحظى بأربع نواحٍ رئيسية لجذب السياح، وهي المتاحف والأماكن التاريخية والقلاع، بالإضافة إلى الساحل والبحر الأحمر القريب منها، "حيث توجد عدة محافظات ساحلية، امتداداً من حقل إلى أملج التابعة لتبوك".
وتتقاضى حنان من 500 إلى 1000 ريال سعودي لبرنامج رحلة اليوم الكامل.
أصعب المواقف
وعن أصعب المواقف التي تعرضت لها، تروي قائلة: "خرجت ذات يوم في رحلة سياحية للشرح والإرشاد مع القنصلية الأميركية، فانتابني بعض القلق والخوف، لكونها مع شخصية هامة ودبلوماسية، إلا أنها كانت منبهرة ومعجبة بما شاهدته، وقد عرضت عليَّ الدراسة في الخارج بعد الجامعة لتقوية لغتي، وبعد تلك الزيارة أصبحت عندي أريحية كبيرة في الشرح والإرشاد لأي شخصيات هامة ومماثلة".
لا تحمل الجلوي رخصة الإرشاد السياحي لمزاولة مهنتها، وتعتبر ذلك من أكبر معوقات مهنة الإرشاد السياحي للنساء في السعودية.
سوق ضعيف
عضوة لجنة السياحة، منيرة الدغيثر، أوضحت لـ"عربي بوست"، أن الهيئة في الوقت الحالي لا تمنح تراخيص مزاولة النساء لمهنة الإرشاد السياحي "ولكن رؤية السعودية 2030 قد تُغير القوانين السابقة، وتتطلع الهيئة لمنح السيدات التراخيص في حال عرض المقترح على اللجان المختصة ودراسته من الناحية التنظيمية".
وتقول الدغيثر، إن سوق الإرشاد السياحي "ضعيف للمرشدين، فما بالك بالنساء، حيث لا توجد حاجة أو طلب كبير للمرشدات السيدات".