في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدَّ المرأة.. كيف نحمي الرجل من الضرب؟!

رغم الاعتقاد السائد أن المرأة الضحية الأولى للعنف؛ لكن طالما ذكر التاريخ والأدب وقائع وأحداثاً كان الرجل هو المستهدف الأول للعنف والاضطهاد فيها.

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/25 الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/25 الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش

رغم الاعتقاد السائد أن المرأة الضحية الأولى للعنف؛ لكن طالما ذكر التاريخ والأدب وقائع وأحداثاً كان الرجل هو المستهدف الأول للعنف والاضطهاد فيها.

على سبيل المثال، دبرت شجرة الدر قتل زوجها عز الدين أيبك، وقتلت السلطانة قسم، إحدى الشخصيات النسائية في التاريخ العثماني، أبناءها عندما نازعوها على الملك، وهو ما يذكرنا بـ"ميديا"، الشخصية الأسطورية التي قتلت أبناءها انتقاماً من زوجها، ولا يخفى علينا أيضاً كيد امرأة العزيز لسيدنا يوسف عليه السلام، والقائمة تطول، فهل يكرر التاريخ نفسه كعادته أو أن الأمر لا يعدو كونه نادرة من نوادره؟

صورة للمشهد الأخير في مأساة الميديا للكاتب الشهير يوريبدس ويظهر فيها ميديا على العربة الأسطورية وأطفالها مقتولين عند قدميها وزوجها جاسون على يمين الصورة.

وبالنظر لحاضرنا، الفكرة ليست محض استثناء يؤكد القاعدة، ولا مجرد لطيفة من اللطائف التي نتندر بها في مجالسنا. إذ تشير الإحصائيات، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان على موقعها الإلكتروني، إلى أن 2 من كل 5 أفراد تعرضوا للعنف كانوا من الرجال؛ أي أنهم يشكلون 40% من ضحايا العنف المنزلي.

ليس هذا فحسب، بل هناك أكثر من 200 دراسة حول العنف المنزلي أكدت أن نسبة الوقائع التي تمثل المرأة فيها الطرف البادئ بالعنف تشكل 25% إجمالاً، مقارنة بتلك التي يعد الرجل البادئ فيها وتشكل 11% فقط.

بالإضافة للاستطلاعات التي تؤكد أن نسبة النساء اللاتي يبلغن الشرطة عن تعرضهن للاعتداء من قبل أزواجهن تعادل نسبة الرجال بحسب جريدة التايمز الأميركية.

لذا فالمسألة بعكس الشائع لا تعد حكراً على نوع دون الآخر؛ إذ تؤكد الدراسات النفسية أن الصفات النفسية للمعتدي، وكذلك نمط سلوكه قد ينطبق على أي فرد من الأفراد باختلاف نوعه.

ويعد كون الشخص عدوانياً سريع الغضب محباً للتملك أو غيوراً مؤشراً قوياً على احتمالية لجوئه للعنف في علاقاته، ويرى المختصون مثل ستيفين ستونسي، المتخصص في العنف الأسري، أن المعتدي ينجح غالباً في إخفاء صفاته خلف قناع من التهذيب، خاصة في بداية علاقاته، بعكس الأنماط السلوكية التي لا يمكن إخفاؤها وأكد على ضرورة ملاحظتها، وحدد عدداً منها علامات مهمة لا يمكن إغفالها.

اللوم


يشعر الأشخاص دائمو اللوم للآخرين بكونهم ضحايا غالباً؛ متخذين من ذلك عذراً لتصرفاتهم الانتقامية أياً كانت. فالقاعدة الأولى في اللوم لديهم أنه يقع على الأقرب؛ لذا من المؤكد أنه سيقع مع الوقت على شريك حياتهم لا محالة.

التعالي


يلجأ الشخص المعتدي لتقليل شأن من حوله وخاصة ضحاياه؛ ليشعر باحترامه لذاته وتفوقه عليهم ما يمنحه شعوراً بالرضا.

لذا فهو دائم الإشارة إلى كم هو أذكى وأجمل أو أمهر ممن في محيطه، وخاصة شريك الحياة.

تصيد الأخطاء


أي التركيز على السلبيات في مقابل الإيجابيات، وقد يظهر ذلك في أمور بسيطة، مثل اعتراض على خطأ في طريقة طهي الطعام أو فيلم السهرة.

يقود هذا النمط من الشخصيات غالباً شريك حياته للإحساس بانعدام القيمة وعدم النفع؛ إذ يختصر كل إيجابياته في خطأ واحد دائماً ما يلومه عليه.

الشعور الزائف بالاستحقاق


يؤدي هذا الشعور لاقتناع الفرد بأحقيته بمعاملة أفضل من قبل المحيطين به، وغالباً ما يترجم ذلك في إعطاء الأولوية لرغباته ومشاعره باعتبارها أهم، بصرف النظر عن رغبات شريكه ومشاعره.

الغيرة


بعكس ما يعتقد بعضهم أن الغيرة قد تعد عنصراً مهماً في العلاقات؛ فهي تشكل خطراً عند تحولها لهوس، ويزيد من خطورتها كونها النوع الوحيد من المشاعر الذي يحدث بتلقائية، بدون أن ننتبه لما قد ينتجه من خيالات وأوهام منافية للحقيقة ودافعة للعنف.

توضح تلك النقاط أن تلك الأنماط السلوكية غير مرتبطة بالضرورة بنوع دون آخر، وأن العنف لا يقتصر، بعكس الشائع، على الأضرار الجسدية فحسب؛ بل يتعداها ليشمل الأضرار النفسية والمعنوية. وعليه، يندرج كل من الاستغلال النفسي أو الجنسي، أو التحقير من شأن الأفراد، أو حرمانهم من ممارسة حقوقهم الطبيعية تحت بند العنف سواء المنزلي أو العام، ويؤكد أن المرأة متورطة تماماً في هذه الممارسات العنيفة مثل الرجل.

صورة لامرأة هندية تبرح زوجها ضربا بالمقشة

خطوات للمواجهة


ومن هنا كانت الإجراءات المتخذة لمواجهة هذه الممارسات واحدة في كل الحالات بغض النظر عن نوع الضحية.

1. انهِ العلاقة وغادر محل السكن المشترك متى أمكن ذلك. كن متيقظاً لما قد يستفز شريكك ويدفعه للجوء للعنف، وكن مستعداً للمغادرة بسرعة. اتصل بالنجدة؛ إذا اضطررت للبقاء خوفاً على الأطفال، فالشرطة ملزمة بحمايتك.

2. لا تقابل العنف بعنف. يلجأ الشخص المعتدي غالباً لاستخدام العنف ليلقي باللوم على ضحيته، ويخرج من الموقف ببساطة.

3. احتفظ بدليل على تعرضك للضرر الجسدي أو النفسي. أبلغ الشرطة عن كل الوقائع التي تعرضت فيها للاعتداء الجسدي، احتفظ بمدونة وسجل الأوقات والملابسات وكذلك الشهود. واحتفظ أيضاً بسجل مصور لإصاباتك، وكذلك بتقاريرك الطبية، في حال الذهاب للمستشفى، للتأكد من توثيق أسباب إصاباتك.

4. احتفظ بهاتف نقال وحقيبة للحالات الطارئة في مكان آمن، واحتفظ بالأدلة مع بعض الملابس الضرورية سواء لك أو لأطفالك، وكذلك احفظ دواءك في حالة مرضك في مكان آمن يمكنك الوصول إليه بسهولة إذا اضطررت لمغادرة المنزل بسرعة.
جهات لطلب المساعدة
هناك عدة جهات يمكنك اللجوء إليها لطلب المساعدة. مثل شخص موثوق به سواء كان قريباً أو صديقاً أو زميل عمل لطلب الدعم والمشورة.

بجانب الجهات المختصة بمساعدة حالات العنف والاضطهاد، مثل منظمة Safe Horizon العالمية، للحصول على قائمة بالهيئات المناهضة للعنف المنزلي، وكذلك أماكن ملاجيء الضحايا. أو المراكز الطبية أو النفسية والتأهيلية، مثل كمركز النديم، المختص بتأهيل ضحايا العنف والتعذيب. ويمكنك اللجوء للجهات القضائية لإصدار أمر بعدم التعرض.

العنف والاضطهاد سلوك مرفوض أياً كان مرتكبه أو ضحيته، وفي اليوم العالمي للعنف ضد المرأة وجب التنويه أن المرأة رغم كونها الضحية؛ قد تكون الجاني في كثير من الأحيان، وأننا في تعاملنا مع العنف والاضطهاد لا يجب أن نهتم بنوع الضحية قدر اهتمامنا بإنسانيتها.

تحميل المزيد