حلً علينا شهر رمضان، هذا الشهر الذي انتظرناه بحب كل هذه الأيام، فكلما اقترب موعد اللقاء تحس بالقلوب ترفرف شوقاً لمعانقته مجدداً بعد كل هذا الغياب؛ إذ يُعتبر هذا الشهر الكريم فرصة من أجل أن تعرج بروحك الطيبة ألى السماء للتقرب من ذي الجَلال والإكرام، فكلما ازداد الإنسان تقربا إلى الرحيم، زاد رقياً وجمالاً.. فلا تشتغل أذن بمن صام ومن لم يصم، وبمن صلى ومن لم يصلّ، وبمن وضعت عطراً ومن لم تضعه، وبمن تزينت في واضحة النهار ومن لم تتزين، وبمن قبّل حبيبته ومن لم يقبل، فأنت مطالب في هذا الشهر بأن ترقى في معاملتك مع مَن هم يخالفونك أو على دين آخر، وتبين على أنك قادر على التعايش والتكيف مع كل الأجناس والأيديولوجيات؛ لأن رمضان في الأول والأخير هو بمثابة دورة تكوينية هدفها يتجلى في نقلك من مستوى إلى آخر أملاً في أن تجد السلام الداخلي.
فلك يا عزيزي القارئ أهديك هذه الملاحظات لعلها تساعدنا جميعاً من أجل الاستمتاع بهذا الشهر العظيم.
* أتمنى من كل أعماق قلبي أن يوفر الذين يصومون هذا العام إن شاء الله كل الظروف للذين فضلوا ألا يصوموا لسبب من الأسباب التي أنت ربما لن تفيدك في شيء، فأنت تصوم لوجه الله وهو/هي خلقه/ها الذي أمرك بكل رقة بالصيام.. فاحترم على الأقل من أمرك بالصيام، والذي خلقك أنت وذلك الإنسان؛ لأننا في الأول والأخير مجموعة إنسان.
* من تجليات الرحمة يا سيدي في رمضان، أن تنظف الأواني وتساعد في تحضير المائدة، وألا تذهب إلى المسجد إلا وكل شيء على ما يرام؛ لأنه من المخجل أن تذهب أنت إلى المسجد ومن ولدتك غارقة في غسل الأواني وتجفيف الأرضيات.
* تذكر وأنت تصوم رمضان أنك تصومه احتساباً لوجهه العظيم، فلا تبخل في هذا الشهر بالابتسامة في وجه من خلقهم الودُود، فالابتسامة في وجه أخيك صدقة.. فلا تبخل على نفسك بهذه الصدقة.
تعمدت ألا أطيل عليك، عزيزي القارئ، اليوم بكلمات من هنا وهناك وسطور أنت ربما تتقن معانيها أكثر من كاتب هذه السطور..
ففي الأخير أود أقول لك: كل عام وأنت بخير، فرمضان شهر الاستمتاع، فلا تفسد هذا الاستمتاع بمن قال وقال.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.