قواعد أساسية لتربية طفلٍ يعي أهمية المال

يتعرف الطفل في سنواته الأولى على الأشياء من حوله، ومن ضمنها المال. ولأن كثيراً من الدراسات أثبتت أن شخصية الطفل تتكون في السنوات الأولى من عمره، فمن المهم أن تهتم لنظرة الأطفال إلى المال وعلاقتهم به.

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/05 الساعة 02:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/05 الساعة 02:32 بتوقيت غرينتش

يتعرف الطفل في سنواته الأولى على الأشياء من حوله، ومن ضمنها المال. ولأن كثيراً من الدراسات أثبتت أن شخصية الطفل تتكون في السنوات الأولى من عمره، فمن المهم أن تهتم لنظرة الأطفال إلى المال وعلاقتهم به.

إليك بعض الأمور المهمة التي تساعدك على التربية السليمة في تكوين نظرة الطفل إلى المال:

توفير مصروف دوري


إعطاء الأطفال مصروفاً دورياً هو الحل الأمثل لمواجهة طلب الأطفال المتكرر للحصول على المال كلما سنحت الفرصة، هذا الأمر سيساعد الأطفال على التخطيط الجيد للمصروف الذي يحصلون عليه بشكلٍ منتظم، ويحددون فيما ينفقونه وماذا يفعلون به.

لكن إذا كان إعطاء النقود للطفل عشوائياً كلما طلب، فلن يهتم بقيمة ما يملك، إذ إنه يحصل عليه كلما أراد، كما أنه على الأسرة تجنب فرض ما يفعله الطفل بهذا المال، ومن الضروري إعطاؤه مساحة من الحرية في التصرف فيه، يمكن للأسرة فقط أن تنبهه لما كان يحتاجه، وتترك له حرية الاختيار في النهاية.

من المهم أيضاً ألا تربط الأسرة المصروف، بما يقوم الأطفال بفعله، حتى لا يجعلهم هذا يعتقدون أنه لا بد من مقابل لكل عمل يقومون به، ولا بد من ربط أعمال الخير ومساعدة الآخرين بمكاسب أهم من المال، تتمثل في السعادة والحب والتعاون.

وفي هذا الصدد، يقول ادريان فورنهام، المتخصص بعلم النفس الاجتماعي، إن الأسر متوسطة الدخل تقوم أكثر من الأسر الفقيرة بربط مصروف أولادها بعمل منزلي يقومون بفعله، وبسبب انتشار هذا الأمر لا بد من الوعي الكامل بآثاره على الأطفال.


الادخار ليس سهلًا


تقبُل الأطفال لمسألة الادخار ليس أمراً سهلاً، وعلى الأسر فهم هذه المسألة، إذ إن الأطفال يعيشون اللحظة ولا يأبهون كثيراً للمستقبل كما يفعل الكبار، فتشجيع الأطفال على الادخار أمر جيد، لكن لا تستغرب عدم استجابتهم لاقتراحك.

كما يمكنك أن تشجعهم على القيام بالحسابات، فلو تملّك طفلك هذه المهارة ستتولد لديه الرغبة في الادخار، وربما يفاجئك بالتبرع بالأموال لأعمال الخير، وقد أكد بحث أميركي هذا الأمر، وأوضح أيضاً أن الأطفال غير البارعين في الحساب، كان قلقهم على المال أكبر.

أين وفيم تنفق المال؟


أخبر أطفالك من أين وكيف تحصل على المال، وفيم تنفقه، فبالتأكيد هذا الأمر سيجعلهم يتفهمون كثيراً قيمة هذا المال، إذ يجدر بالأطفال أن يعلموا أن المال لا يأتي من البنوك بل نظير العمل الشاق.

وقد وجدت عالمتا النفس الإيطاليتان البارزتان آنا بيرتي وآنا بومبي، أن الأطفال في عمر الرابعة أو الخامسة يفترضون أن جميع الناس لديهم مال، وأنهم يحصلون عليه من البنوك والمحلات، فيما أثبت بحث أجري في فنلندا مؤخراً أن الأطفال لا يفهمون المسائل المتعلقة بالمال، إلا إذا حاولت الأسرة إيضاحها لهم.

أيضاً، لا بد من الاهتمام بإخبار الأطفال بما تجنيه الأسرة من مال، وما يمكن ادخاره منه، وأيضاً ما تقدر الأسرة على تحمله، وما لا يمكنها أن تطيقه من نفقات، وذلك كلما تقدموا في السن، حيث إن كثيراً من الآباء يخشى أن ينقل أبناؤه هذا الأمر خارج الأسرة، وكلما أدرك الأبناء ذلك، كانوا أكثر وعياً بنوعية الإنفاق، وشكل الحياة التي سيعيشونها حسب الدخل الشهري.


أطفالك يراقبونك


عليك أيضاً أن تأخذ في حسبانك أن أطفالك يراقبونك، فاهتم بقراراتك التي تتخذها في شراء الأشياء، وعليك أن تحدد ما يستحق وما لا يستحق الشراء، ولا تشترِ كل ما يعجبك، وازن الأمر مع ما تتحمله نفقاتك، هذا الأمر سيساعد كثيراً في توضيح الأمر لهم.

كما عليك ألا تسرف في إنفاق المال على الأشياء، ووجّه بعض مالك إلى التجارب التي تسعد أسرتك، فعلى سبيل المثال بدلاً من شراء تلفاز جديد، يمكنك أن تصطحب أسرتك في رحلة لا تُنسى.

الأهم من كل ذلك أن تُعلم أطفالك أن هناك أشياءً أكثر قيمة من المال، ولا تجعلهم يعتقدون أن المال مصدر السعادة، أو أن المال سوف يوفر لهم كل ما يريدون، فهناك الكثير من الأشياء أهم من المال.

علامات:
تحميل المزيد