نعم أنا امرأة.. أنا إنسان، لستُ جسداً فقط، لست أيقونة، لست مقاييسَ للرغبة، لست سلعة أو هدفا مؤقتاً، لست رقماً أو مواصفات..
أنا امرأة.. أنا قلب.. أنا عقل.. أنا صوت.. أنا فكرة.. أنا الوطن.. أنا الحياة..
لست أداة لرغباتك، لست شهوة، لست خطيئة أو عيباً، لست هدفاً مؤقتاً، لست انتظاراً، لست حزناً.
أنا امرأة فلا تحصرني بندبة أو بهيئة أو بلقب أو بجسد أو بملامح، فأنا ألوان.. لا تحدد لي طريقي، لا تحدد لي أحلامي، لا تحدد لي كلماتي أو رغباتي، لا تخترْ لي نوع حريتي التي تناسبك أنت فقط، وإياك إياك أن تحرمني من جناحيّ فكلنا ولدنا أحراراً وأرواحنا لا بد أن ترفرف وتبحث وتستنشق الحياة..
أتظن يا مجتمعي أنك ستقوم بدوني، وأنك لا تحتاج مني سوى جمالي وجسدي؟ أتظن يا مجتمعي أنك ستنهض بدوني؟ لا دعني أخبرك شيئاً تهرب منه أنت ناقص يا مجتمعي بدون عقلي وقلبي وأفكاري أنت ناقص بدوني يا مجتمعي. المجتمع سيبقى ناقصاً إذا اعتبرني ناقصة. نعم فالمجتمع الذي يعتبرني ناقصة هو مجتمع يصف نفسه يصف تعليمه وخططه وتطوره بالنقص، يصف إنسانيته بالعجز والنقص.
يا مجتمعنا المتعب! ألم تشبع من تَشْييء المرأة؟ ألم تشبع من حصرها بشكل وبهيئة واحدة؟ لماذا تخاف من جناحي يا مجتمعي.. لماذا؟ لماذا تريدني غبية ومهزومة؟ لماذا تريدني مترددة وخائفة ؟ لماذا تريدني صورة بلا صوت؟ لماذا؟ ألم تفهم بعد يا مجتمعي أن لا نهوض لك بدوني.. أن لا حياة لك بدوني؟ ألم تفهم يا مجتمعي أن المجتمع بعقل واحد لا يكفي، المجتمع بقلب واحد لا يكفي، المجتمع بلا تغريد المرأة مجتمع ميت بلا روح بلا موسيقى بلا تنوع
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.