كيف تخفف عن طفلك صدمة الإصابة بالسرطان؟

من أشد اللحظات قسوة في حياة الأبوين هي تلك اللحظة التي يخبرهما الطبيب فيها أن طفلهما مصاب بالسرطان. ورغم صعوبة المشكلة والتفكير المستمر في العلاج وتأثيره على صحته، يظل الاختبار الأول في كيفية إبلاغ الطفل بمرضه، وكيف ستتمكن الأسرة من تهيئته لمراحل العلاج القادمة وبث روح الأمل فيه نظراً للاختلافات التي سيشعر بها الطفل مقارنة بأقرانه.

عربي بوست
تم النشر: 2016/02/05 الساعة 01:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/02/05 الساعة 01:52 بتوقيت غرينتش

من أشد اللحظات قسوة في حياة الأبوين هي تلك اللحظة التي يخبرهما الطبيب فيها أن طفلهما مصاب بالسرطان. ورغم صعوبة المشكلة والتفكير المستمر في العلاج وتأثيره على صحته، يظل الاختبار الأول في كيفية إبلاغ الطفل بمرضه، وكيف ستتمكن الأسرة من تهيئته لمراحل العلاج القادمة وبث روح الأمل فيه نظراً للاختلافات التي سيشعر بها الطفل مقارنة بأقرانه.

في بداية التعرض لصدمة معرفة الأبوين بمرض طفلهما، يظن البعض أنه يمكن إخفاء الأمر عن الصغير، أو تسمية المرض باسم آخر، لكن احذر فالطفل سيدخل في مرحلة العلاج وربما يسمع من هنا أو هناك بحقيقة مرضه.

المصارحة مع الطفل ستساعد في بناء الثقة، وتقلّل الارتباك والتشوش لديه، وهي أولى خطوات التعاون معه للوصول إلى الشفاء.

لكن ماذا لو كان الطفل لا يعرف الكثير عن مرض السرطان؟ حاول أن تملأ الفراغ المعلوماتي لديه بمجموعة من الأفكار المبسطة، فقد يعتقد طفلك أن مرضه عقاب له على خطأ ارتكبه، وقد يتساءل كثيراً عن سبب الزيارات المتكررة للطبيب، وربما يثير ذلك أعصابه وخوفه أحياناً.

ما ستقوله لطفلك سيعتمد على مرحلته العمرية، وماذا يعرف عن المرض وكيف يفهم ما تشرحه، بحسب دليل الآباء لتهيئة الأطفال للعلاج من السرطان بموقع Cancer.net.

عمر: يوم إلى 3 سنوات


هذا العمر المبكر جداً لا يعرف أي شيء عن السرطان ولم يسمع هذه الكلمة من قبل، ويخاف كثيراً من الفريق الطبي المعالج الذي يأخذه بعيداً عن والديه، وكذلك يخاف من العلاج والاختبارات الطبية، كما تثير ذعره شعوره بأن والديه سيتخليان عنه ويتركانه في المستشفى.

يطلب من الأبوين أن يأخذا الصغير في جولة بالمستشفى والتعرف على الفريق الطبي لإزالة الرهبة لدى الصغير وتعريفه بالخطوات التالية بأسلوب مبسط.

الأطفال قبل سن الالتحاق بالمدرسة لديهم خوف من البقاء لفترات طويلة في المستشفى، عليك أن تخبر الطفل أنه فوراً انتهاء تلقي العلاج بمختلف صوره سوف يعود مباشرة إلى المنزل، إن كان ذلك حقيقياً، وإذا تطلب العلاج المكوث في المستشفى لتلقي العلاج لأيام عليك أيضاً أن تخبره بذلك وتطمئنه أن الأمر بسيط وغير مزعج وليس عقاباً على شيء ارتكبه.

عمر: 3 – 7 سنوات


تأكد أن السرطان يمكن أن يتم شرح معناه بأسلوب مبسط للطفل، واشرح لطفلك أن السبب الحقيقي للسرطان ليس بسببه، وأنكما لن تتخليا عنه أبداً.

الأطفال في هذه المرحلة العمرية يظنون أنهم سيعيشون للأبد في المستشفى، قم بتأكيد حقيقة أنه سيعود للمنزل فور انتهاء العلاج.


وفي هذا العمر يخافون من التألم جراء العلاج، كن صريحاً مع طفلك بأن العلاج والاختبارات ربما تكون مؤلمة إلى حد ما، ولكنها ستساعده ليكون بصحة أفضل وليتخلص من المرض، وأن الأطباء سوف يساعدونه على تقليل الألم.

من عمر 7-12 سنة


الأطفال في هذا السن يعرفون بعض المعلومات عن السرطان، وهم مدركون أنهم لم يصبهم المرض به لخطأ ارتكبوه، ويدركون جيداً ضرورة تعاطي الأدوية والعلاج اللازم للشفاء، ولكنهم كجميع الأطفال يخشون الألم، فكن صريحاً معهم مثل المرحلة السابقة.

انتبه إلى الأطفال في هذه المرحلة العمرية لديهم كثير من المصادر للمعلومات مثل الانترنت والأصدقاء والتلفزيون، شجع طفلك على إبلاغك بأي معلومة يعلمها حتى تقوم بتصحيحها وتخفيف حدتها، حتى لا يشعر طفلك بالقلق وحده ويفتقد يداً تساعده.

المراهقون


الأبناء في مرحلة المراهقة لديهم الكثير من المعلومات حول السرطان، ولديهم الإجابات على بعض الأسئلة التي ربما يسألها الأطفال الأصغر عمراً، كما يصبح لديهم الفضول لمعرفة تأثير ذلك على حياتهم اليومية في المدرسة والنادي وعلاقتهم بأصدقائهم، ولكن انتبه من المعلومات الخاطئة التي قد يتعرف عليها من الأصدقاء حول السرطان، ولا تتجاهل خوفه من الألم والحزن حتى وإن تظاهر بالعكس. وقم بإبلاغه بكل خطوة واجعله شريكاً في القرار.

المراهقون يهتمون بمظهرهم وحالتهم الصحية وكذلك كيف سيندمجون مع من حولهم، هو قلق بالتأكيد من فقدان الشعر والوزن والتغيرات الشكلية التي ستحدث له أثناء مراحل العلاج، حاول أن تطلب من المحيطين مشاركته في الأنشطة والمظهر إن أمكن دون أن يكون ذلك عبئاً عليهم، بعض الأسر يحلق أفرادها شعرهم للتضامن مع الطفل بصورة عفوية دون أن يبلغوه أنهم يفعلون ذلك من أجله.

تذكر!!


– تدرب على ما ستقوله لطفلك قبل أن تبدأ في محادثته، واطلب النصيحة من الطبيب المعالج أو أي مختص بهذا الشأن.

– في المرة الأولى من حديثك مع طفلك، اطلب من أحد أفراد العائلة معاونتك في إبلاغه بالمرض، أو اطلب معاونة الممرضة أو الطبيب المعالج اللذين قد يقدمان العون في التفاصيل الطبية بصورة مبسطة، لكن احذر من واقعية الطبيب الزائدة لذلك حاول أن ترتب هذه الأمور معه قبل الحديث مع طفلك.

– لا تكتف بالحديث مع طفلك مرة واحدة، افتح باب النقاش دائماً وكرر الحديث أكثر من مرة بصورة هادئة وقوية وغير حزينة، طفلك أضعف من أن يرى في عينيك الحزن أو الدموع، فهو يكتب القوة من رسائل لغتك الجسدية.

– أجب على تساؤلات طفلك، وإذا لم تجد إجابة لسؤال لديه ابحث عنه واسأل الطبيب ثم تابع الأمر لاحقاً.

– لا تمنع طفلك من ممارسة حقه الطبيعي في التعبير عن مشاعره، أنت مصدر قوته ودعمه، افسح له المجال لمشاركتك مشاعره وخوفه وحزنه، فإذا حرمته من هذا الحق سيظن أنه ليس من حقه البوح بمشاعره لأحد وسيشعر بالوحدة.

– لا تعزل طفلك عن حياته الطبيعية والأصدقاء واللعب ومشاهدة التلفزيون والحضور بالمدرسة.

– ربما يسمع طفلك بعض الكلمات حول المرض من الطبيب أو الفريق المعالج، قم بشرح معناها بصورة مبسطة، مثال، ما هو العلاج الكيميائي chemotherapy، اشرح له بأنه علاج خاص يقضي على الخلايا السرطانية بجسمه، تعرف على المزيد من المعلومات على مصطلحات السرطان.

ماذا عن الموت؟


قد يصبح التحدي الأكبر هو طمأنة الطفل فيما يتعلق بأمر الموت، طفلك يحب الحياة بلا شك، ومهما كانت معلوماته عن الموت إلا أنه لا يحبه ولا يتمناه، عليك أن تطمئنه أنك ستظل إلى جواره وستدعمه حتى يصل إلى مرحلة الشفاء والاستمتاع بحياته ومستقبله.

علامات:
تحميل المزيد