"نعيش معاً أو نموت معاً"، بهذه العبارة كتبت سيدة سعودية تدعى مريم الزهراني، البالغة من العمر 33 عاماً، قصة نجاح وقصة إنسانية تروى لأجيال قادمة.
وتعود تفاصيل القصة إلى حمل السيدة بطفلة مصابة بمتلازمة داون، ليقرر الأطباء أن تجهض كون هذا الحمل خطراً على حياتها، إلا أنها رفضت الفكرة وتشبثت بالأمل وهي تخبر طبيبها وزوجها: "إما نعيش معاً أنا وهذه الطفلة أو نموت معاً".
صعوبات الحمل
تقول الزهراني لـ"عربي بوست" إن "حملي كان مختلفاً جداً، حيث كنت أعاني منذ الشهر الثاني لإصابتي بـ"إنفلونزا ب"، التي سببت لي ارتفاعاً في درجة الحرارة لتصل إلى ٤٠ درجة مئوية".
وأضافت "هذا النوع لا يؤثر به المضادات الحيوية، الأمر الذي تسبب لي بتضخم بحجم الكلى واستدعى الوضع بقائي بالمستشفى طيلة فترة الحمل، حتى قرر الأطباء ولادتي بالشهر الثامن، وأخبروني بأن طفلتي التي بداخل جسمي ستكون داون بنسبة 99% منذ الشهر الرابع".
صعوبات كثيرة واجهت الزهراني بعد الولادة، حيث توضح "أول الصعوبات هي عدم وجود مكان يتقبل ابنتي لتتعلم وتتدرب، وتصبح مثل غيرها من الأطفال الطبيعيين والجميع وضعها في قائمة الانتظار".
لم يكن من السهل عليها تقبّل تلك الفكرة فقد "ضاقت بي الحياة وتكالبت عليّ الظروف من جميع الاتجاهات، دعوة الله أن أسافر بها إلى أبعد مكان، حتى أجد لها مجتمع يتقبلها ولا يضعها بالانتظار، وتأخذ نصيبها من التدريب والتأهيل".
الحال الذي وصلت إليه الزهراني كان سبباً لاتخاذها القرار بالسفر إلى الصين، وتقول "هناك الكل تقبّل ابنتي وعاشت أجمل لحظات حياتها تعلمت الجلوس والوقوف والمشي والاعتماد على نفسها بالأكل واللعب والاستمتاع بالحياة، وعدت وطفلتي مثلها مثل أي طفل لم يفوتها شي من الأمور التي يجب أن تتعلمها، حيث مكثت هناك ما يقارب العامين".
مركز تحدي وإبداع متلازمة داون
بعد عودة الزهراني إلى السعودية اختارت افتتاح مركز متخصص لمتلازمة الداون والسبب كما توضح "ووجدت أن طفلتي ستكون ضمن قائمة الانتظار حتى بعد مضي عامين ولم يتغير من الوضع شيء، وهنا قررت عدم الاستسلام أيضاً وقررت فتح مركز متخصص لهذه الفئة الغالية في المجتمع والتي لم تجد الرعاية والاهتمام الكافيين".
"تحدي وإبداع لمتلازمة داون" هو الاسم الذي اختارته الزهراني للمركز وتعني به " تحدي لكل عائق يعوق أطفالنا، ومفردة إبداع" على حد وصفها.
حلم التوسع
"أحلم بالتوسع" بهذه العبارة اختتمت مريم الزهراني حديثها "لا حدود لطموحاتي وأحلم بالتوسع في المركز الذي بدأ يستقطب أعداد كبيرة من أحبابنا ذوي متلازمة داون، ورغم أنه لم يعرف السبب في ولادة طفل داون حتى الآن، إلاّ أننا نشكر الله ونحمده على اختياره لنا كأسر متميزة بميزة فضلنا بها الله عن خلقه".