إن مسالك الحب وعرة، قد نرتطم به أو يرتطم بنا.. لا أحد يعرف كيف يذوب هذا القلب ومتى، قد ينفصل قلبان عاشقان لأسباب لا علاقة لها بقدرتهما على أن يكونا معاً أو لا، وقد ينفصلان لأن أحدهما قد أسرف في الحب فخاب عندما لم يجد مقابلاً، حكايات الحب كثيرة، غير أننا نلتقي في الألم الذي يأتي بعد حب كبير دون نهاية سعيدة، على أية حال، قد نكون سبباً في هذا الألم وقد لا نكون..
وبصرف النظر عن أي شيء، ليس ثمة شفاء دون عون الله وأخذ "كورس الدواء كاملاً" ولو كان علقماً مع فترة نقاهة كافية، وأنتِ تحاولين القبض على الجمر دون أن يحرقك وقبل بداية عام جديد أهديكِ هذه الوصايا.
يقولون: "إن الأعوام الجديدة بدايات جديدة"، غير أن البدايات الحقيقية هي بدايات الأمل والانتصار والتوكل على الله والإرادة قبل كل شيء، فليكن عامك الجديد جامعاً للبدايتين وإليكِ أنت التي تعيشين على رماد حب، أو أنتِ التي تبحثين عن حب، أو أنتِ التي تنتظرين فارس الأحلام كي يدق الباب، إليكن وأنتن ترسمن مستقبلاً في الخيال أكتب هذه الوصايا..
الوصية الأولى : كوني مع الله، لا يشغلنَّك الانتظار عن محبوبكِ الأغلى.. إن حب الله هو الملهم، وللجلوس بين يدي الله هيبة تعلو بروحكِ، لا تحرمي نفسك هذا النور، ولا تطفئي إشراقة وجهك البهي بخيباتٍ من صنع يديكِ، إن الاقتراب من النار يحرق القلب، والاقتراب من النور يريح الروح ويضيء القلب، فكيف وأنتِ ترتلين أعذب الكلم في حضرة نور الله العظيم.
الوصية الثانية: دللي نفسكِ، اشتري الشوكلاته، القهوة، العطور، الإكسسورات، الماكياج -لا أوصيكِ- وتذكري أنت أغلى من أن تذبل جفونك ويخفت نبض قلبك.
الوصية الثالثة: احلمي واعملي.. اكتبي أحلامك على ورقة، وفكري في تحقيقها ولا تشغلي نفسكِ كثيراً بتذكر القصص الدرامية والخيبات التي أرهقتك، اصنعي من الرماد طائر عنقاء جديد وحلقي ولا تلتفتي خلفك إلا لإلقاء نظرة انتصار على كل ما ومن أتعبكِ.
الوصية الرابعة: لا شيء مخلّد، تذكري هذه الجملة جيداً كلما دقت الأحزان بابكِ، تذكري أن أعمارنا أقصر مما نتخيل وأغلى من أن نقضيها بين وديان الهم والانتظار، وتذكري أن ثمة من يحسدك على وقتك الآن.. فاستغلي وقتك بما ينعش روحك، وأوصيكِ بأن تكافئي نفسكَ كلما حققتِ إنجازاً يليقُ بكِ.
الوصية الخامسة: تجنبي النكد.. وأنت تعدين قهوة الصباح، أو شاي الصباح، أو نسكافيه الصباح ابتسمي.. أخبري نفسك كل صباح أنك تستحقين أن تكوني سعيدة، وأن وظيفتك الأولى بعد أن ترضي الله في يومكِ هي أن تكوني سعيدة وتسعدي من حولك.
الوصية السادسة: اصنعي الهدايا.. اقتربي من الأطفال.. من الأصدقاء الذين تبتسمين معهم.. وتُضْحِكِين كلَّ روحك، وتفنني في العطاء، وقتك الذي تقضينه في قراءة رسائل قديمة، أو تصفح ذكريات خلت في دفتر أيامك أثمن من أن يأتي إليكِ بدموع ووجع وأسى، اقلبي الطاولة على الأحزان وعلى شياطين الإنس والألم، غادري هذه اللحظة بأية طريقة ومع الوقت ستعرفين أنّ الله معكِ ما دمتِ معه، لا تضيِّعي نفسك في زقاق الخيال والوهم وتذكري أن نفسك أمانة فأحسني إليها.
الوصية السابعة: اصغي إلى موسيقى الكون، وامشي بين الأشجار وتنفسي بكامل رئتيك، لا شيء يعدل لحظة الزفير، زفير التخلص من كل ما قد يضيق به الصدر.
الوصية الثامنة: دعكِ من الروايات والقصص والتفاصيل الرومانسية والحب الفاتن، أنوار القلم الساطعة التي تضعنا أمام هذا النوع من الحب ما هي إلا طريقة في رسم الخيال الذي يجعل الحياة خالية من المسؤوليات والمنغصات، ومرسومة على قدر هذا الحب بأرض تتسع للحبيبين، فقط جميل أن نقرأ الأدب من هذا النوع لنحلم فقط، وأنتِ تقرئين النهايات الفاتنة أو تفاصيل المواقف الرومانسية.. إياك أن تنبهري حد الإفراط في التوقعات، ذلك أن الصفحة الأخيرة من الرواية ستثبت لكِ أنكِ حتى في داخل الرواية حالمة، الواقعيون لا يتألمون كثيراً، لأنهم لا يضحكون على أنفسهم، لا تسلمي قلبكَ إلا لمن يختارك ويختار أن يكمل حياته برفقتك وترين فيه زوجاً ووطناً وحياة، لا تراهني على عمرك تحت أي ظرف، كوني بخير، وهذا اعتذارٌ شفيف من الشاعر المرهف عبد الرزاق عبد الواحد يقول لكِ فيه:
عُذراً لعينِكِ ما سالَتْ مَدامعُها……………. عذراً لكفِّكِ ما رَفَّتْ أصابُعها
وما رجَفْتِ، وما أجهَشتِ باكيةً……………… وما ضلوعُكِ أدمَتْها مَواجِعُها
عذراً لكلِّ شجىً مُرٍّ غَصَصْت بهِ……………. لبابِ حُزنٍ ندى عينيكِ قارِعُها
كل عام وأنتِ بخير. وكوني أمينة على قلبك.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.