كيف تحولين تجربة إطعام طفلك إلى “جرعة سعادة”؟

رأيت كثيراً من الأمهات اللاتي يقمن بإعطاء أطفالهن الرضع زجاجات الحليب ليقوموا هم بإرضاع أنفسهم! وما أخطر ذلك عليه لو تدرك الأم، قبل أن أتحدث من الناحية النفسية، يجب أن تدرك الأم أنها بذلك تترك ابنها ليختنق كيف شاء! نعم ومن مشاهدة بأم عيني، تركت إحدى الأمهات طفلها الذي لم يتجاوز العشرة أشهر ظناً منها أنه قد كبر وأن أمامها أعمالاً يجب أن تنهيها، حتى "تشردق" طفلها واختنق بالحليب ولو كان وحده لاختنق فعلاً.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/25 الساعة 05:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/25 الساعة 05:43 بتوقيت غرينتش

تعاني كثير من الأمهات عند إطعام أطفالهن، ويعتبر الوقت الذي تقضيه الأم في إطعام أطفالها وقتاً كبيراً وثميناً بالنسبة لها، وتحاول الأمهات جاهدات لإيجاد الطرق الأكثرة نفعاً وتجاوباً من قبل أطفالهن ليحصلوا بذلك على التغذية المطلوبة. وفي مرحلة ما يصبح إرغام وإجبار الطفل على تناول أي شيء مفيد فيه من الصعوبة ما فيه، ولا يدرك ذلك إلا من جرب!

حسناً، في مقالتي هذه، لن أتحدث عن أهمية الطعام للطفل ولا عن الأغذية والأطعمة التي يجب أن يأكلها أو يبتعد عنها، بل سأتكلم عن جرعات سعادة تضيفها الأم لأبنائها! نعم، لا تتعجب عزيزي القارئ، الأبوان وخاصة الأمهات بإمكانهن أن يضفن هذه الجرعة تماماً كالفيتامينات لأطفالهن..

أريدك أيها القارئ الكريم أن تتذكر كم من وجبة أكلتها وأنت غاضب ومزاجك سيئ، أظن أنك ستقول "لم أشعر بطعم لقمة واحدة" أو "لم أستطع إكمال وجبتي" والكثير من العبارات والمشاعر التي لا يستطيع أحد أن يخبئها أو ينكرها. حسناً، وبالتأكيد، لقد جربت أن تأكل أيضاً وأنت في مزاج جيد، أخبرنا عن شعورك وقتها، ستقول "لقد كان الطعام لذيذاً" ولربما لم يكن كذلك، أو قلت "لقد جربت شيئاً جديداً لم أتوقع أنني كنت سأجربه"! وأشياء أخرى كثيرة.

إذاً فمزاجك بلا شك يؤثرعلى طريقة تعاطيك لغذائك، فلماذا لا نجرب أن نحسِّن من مزاج أطفالنا عند تناولهم لطعامهم؟ نعم، فليكن وقت الطعام من أكثر الأوقات مرحاً لهم، فلنساعدهم على الجلوس على كرسي الطعام وكأنهم في نزهتهم المفضلة.. كيف؟ إليكم بعض الطرق التي جربتها بنفسي وأرى أنها طرق لطيفة وتساعد كثيراً في تقبل الطفل لطعامه..

عندما توقظين طفلك في الصباح، قبِّليه وضمِّيه وأشعريه أنك اشتقت إليه، وأخبريه أنكما ستقومان بتناول وجبة الإفطار معاً، ولا تنسي أن تضعي على القائمة الأشياء التي يحبها ويفضلها على مائدة الإفطار وأخبريه أنك حضرتي له ما يحب. أخبريه بكل ذلك وأنت مبتسمة وانظري إلى عينيه.
وأنتما تأكلان، حتى وإن كان يأكل لوحده، قدمي له بيديك بعض اللقيمات، وأخبريه أنك تحبين إطعامه وتستمتعين بذلك حتى لو كان كبيراً.
لا ترغميه على شيء لا يحبه، واتركيه يختار ماذا سيأكل.
حين تودين تحضير طعام يحبه هو، أخبريه مسبقاً، سيجعله ذلك متشوقاً، ويمكن أيضاً اتباع هذه الطريقة في أطعمة مختلفة مما يجعله فضولياً نحو التجربة الجديدة.
حين تودين تقديم حبة فاكهة على سبيل المثال، اغسليها وقبليها وقولي تفضل ألذ تفاحة مثلا لأطيب طفل! وأشعريه بسعادتك لتناولها خصوصاً في مثل هذه الأطعمة.
حين يطلب منك شيئاً وترغبين أنتِ أن يأكله، ابتسمي وأظهري بهجتك لذلك، الأطفال يدركون تماماً اللحظة التي نكون فيها سعداء أو العكس من ذلك.
حاولي أن لا تكون اللحظة التي سيتناول فيها طفلك طعامه لحظة للصراعات، ولتكن لحظة للحنان والحب الذي يفتقده أبناؤنا.
إذا طلب طفلك شيئاً لا تودين إعطاءه إياه الآن، فليكن ردك صارماً وليس قاسياً، حازماً وليس عالياً "بنبرته"، وأخبريه أن الآن ليس وقته وانتهى الأمر وحاولي إيجاد البديل بسرعة إن استطعتِ وقدميه بشكل طفولي ليصرف نظره عن مراده الأول.

هذا ما استطعت استنتاجه من خبرتي المتواضعة كأم، وأحببت نقله للأمهات، لعل هذا يفيدهن، ولكن هناك نقطة أخيرة ومهمة جداً وتلك تخص الأطفال الرضع! نعم وما أحوج الطفل الرضيع لحب الأم وحنانها..

رأيت كثيراً من الأمهات اللاتي يقمن بإعطاء أطفالهن الرضع زجاجات الحليب ليقوموا هم بإرضاع أنفسهم! وما أخطر ذلك عليه لو تدرك الأم، قبل أن أتحدث من الناحية النفسية، يجب أن تدرك الأم أنها بذلك تترك ابنها ليختنق كيف شاء! نعم ومن مشاهدة بأم عيني، تركت إحدى الأمهات طفلها الذي لم يتجاوز العشرة أشهر ظناً منها أنه قد كبر وأن أمامها أعمالاً يجب أن تنهيها، حتى "تشردق" طفلها واختنق بالحليب ولو كان وحده لاختنق فعلاً. فيا عزيزتي الأم الفاضلة، بضع دقائق في حماية ابنك لن تكلفك شيئاً ولن تضيع عليك عملاً، طفلك بحاجتك، ضميه وقبليه، ولينهي رضاعته وأيضاً أحبيه، أشعريه بأن رضاعته أهم ما يمكن أن يكون. لا تتركيه وحده، كوني معه ولينمو الحب بداخله كما تنمو أنسجته.

وأخيراً عزيزتي الأم.. أنتِ مع أبنائك كالعالم مع طلبته، أنتِ فقط تدركين حاجاتهم وتدركين أطباعهم، وأنتِ فقط من يحدد الطريقة الأفضل لكِ ولهم، فقط قدمي السعادة كفيتامينات لهم واجعليها مقبلات لنظام غذائهم وحياتهم بشكل عام.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد