لا تقارني الفصل الأول من حياتك بالفصل العشرين من حياة شخص آخر،
اعتبري أن حياتك مقسمة إلى فصول.. كل فصل يحمل معه قصة فشل، قصة نجاح، قصة كفاح لتحقيق طموحك.
لا يجب دائماً اتباع نفس طريقة عيش الآخرين، لطالما كنت مختلفة في لباسي، طموحي، أحلامي
وتخصصي الجامعي.
فكَوني من عائلة محافظة منحدرة من الجنوب، معظم بناتها لم يكملن الدراسة من أجل الزواج في سن مبكرة، غالبيتهن ضحين بتعليمهن وطموحهن لأجل فارس الأحلام الذي سينقذهن من الواقع، في حين أن جل ما يستهويني هو المعادلات الفيزيائية والميكانيك الصلبة والإلكترونيات.
كلما حضرت لمناسبة عائلية.. عرس، خطبة أو مجرد جلسة شاي. إلا وتتهاطل علي العديد من الأسئلة يميناً وشمالاً، متى يحين الموعد؟ ألا تريدين الزواج؟ والمقولة الشهيرة "تزوجي، نريد رؤية أطفالك وأن مكان الفتاة الحقيقي هو بيتها بجانب زوجها"، كأن الرجل سيحقق المعادلة الصعبة وأن دور المرأة منحصر في تنظيف البيت، الطبخ، الغسيل، الاهتمام بشؤون البيت وتصفح الإنترنت من أجل أخذ وصفة لأكلة ما. في حين أنه يقضي أغلب وقته في العمل، قراءة الجرائد، متابعة القنوات الإخبارية والذهاب إلى زيارة الأصدقاء في مكان ما بشكل شبه يومي والتطرق معهم إلى مناقشات سياسية، رياضية
واقتصادية وغيرها من الأشياء التي تشغل تفكير الرجال.
ماري كوري ورغم زواجها ورفض الجامعة إلحاقها بالعمل لديها لمجرد كونها امرأة، لكن إصرارها جعلها تتابع بحثها العلمي وحصولها برفقة زوجها على جائزتين نوبل في الفيزياء والكيمياء.
أنجيلا ميركل أو المرأة الحديدية كما أحب أن أسميها فهي مثال لكل نساء العالم فهي
ناجحة يشهد لها الجميع بكفاءتها العالية سياسياً.
ملالا يوسف حائزة على نوبل للسلام فهي ناشطة حقوق الإنسان من باكستان
حاولت حركة طالبان اغتيالها لمجرد أنها تعلم الفتيات القراءة والكتابة.
ولطيفة بن زياتن أم فقدت ابنها في ريعان شبابه بعد أن تم اغتياله على يد إرهابي، أقدمت على تأسيس جمعية من أجل مساعدة الشباب وتشجيع العلمانية والحوار.
أربع نساء من مختلف الأعمار والجنسيات والديانات والمجالات هن مثال لي أستمد من مواقفهن
وخطاباتهن قوتي، نساء أردن أن يسبحن ضد التيار ويبرزن في عملهن.
بالمقابل هناك الفئة القليلة في محيطي والتي أنتمي إليها، ما زالت تصارع من أجل تحقيق الأهداف وإثبات أن المرأة ليست مجرد جسد وأن بإصرارنا سنتخطى التحديات والصعوبات والعقول الفارغة التي نواجهها وأيضاً بتحدينا أمام مجتمع يحكم على أن الأنثى إذا ما طبقت السن الخامسة والعشرين ولم تتزوج فهي عانس وفاشلة في حياتها رغم شهاداتها العليا ورغم منصبها ورغم مستواها الثقافي والاجتماعي والإقتصادي..
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.