آخر العلامات التجارية العالمية الشهيرة، تلحق بركب من سبقتها من شركات الملابس الشهيرة التي صارت تصنّع وتبيع الحجاب الشرعي للسيدات المسلمات، حيث استحدثت متاجر التجزئة الأمريكية الشهيرة Banana Republic خطاً لتصميمات أزياء بسيطة التصميم، لإنتاج غطاء الرأس للمرأة المسلمة.
بدأت الشركة الأسبوع الماضي ببيع صيحات من غطاء الرأس الشرعي، بما في ذلك المُصنَّع من أقمشة الستان والمُصمَّم بنقشات جلد الفهد، وطرحتها للبيع على موقعها الإلكتروني بمبالغ تتراوح من 40 إلى 50 دولاراً أمريكياً. وقد أضافت المنتج إلى قائمة "الكماليات" على موقعها الإلكتروني بوصفه جزءاً من جهودها نحو "عكس التنوع الغني لعملائها وموظفيها".
احتواء وتنوع؟
تقول صحيفة Washington Post الأمريكية إن الانتشار المتزايد لتطوير المتاجر الرائدة خطوط إنتاج للملابس "المحتشمة" وأغطية الرأس يشير إلى توجهها نحو الاحتواء والتنوع. وتشهد صناعة الملابس تغيُّراً هائلاً؛ إذ يقول المحللون إن الشركات مضطرة إلى إعادة التفكير في منتجاتها لجذب متسوقين جدد.
ويستخدم كثيرون منهم مواقعهم الإلكترونية بوصفها وسيلة للوصول إلى الفئات التي ربما تجاهلوها في المتاجر التقليدية، إذ كان يجري التركيز عادةً على ملء أرفف المتاجر بالمنتجات التي تجذب أكبر شريحة من المستهلكين.
وبدأت بعض متاجر التجزئة الكبيرة، مثل Macy's وUniqlo، التودد إلى المتسوقين المسلمين في السنوات الأخيرة؛ إذ أضافت منتجات تشمل أغطية الرأس وغيرها من الملابس المحتشمة مثل السترات ذات الرقبة الطويلة والمعاطف الصوفية الطويلة.
وتسوِّق متاجر Nike لدعمها الرياضيات المسلمات من خلال حملتها Pro Hijab. وكذلك باعت متاجر American Eagle أغطية الرأس المصنوعة من قطن الدنيم مقابل 20 دولاراً لفترة وجيزة ارتدتها بعض السيدات المسلمات، والآن يمكن رؤيتها في عروض الأزياء، وفي مجلس الشيوخ، وعلى غلاف أحد أعداد مجلة Sports Illustrated السنوية الذي خُصِّص لأزياء السباحة؛ إذ ظهرت عليه هذه السنة العارضة الصومالية الأمريكية حليمة أدين مرتدية الحجاب ولباس السباحة البوركيني.
قيمة المستهلكين المسلمين كبيرة
تقول صبيحة أنصاري، الشريكة المؤسِّسة لمؤسَّسة American Muslim Consumer Consortium، للصحيفة الأمريكية: "إن الشركات الكبيرة اكتشفت حقيقة أن هناك قيمة للمستهلكين المسلمين. ومن الجيد أن يُعتَرَف بهم كمستهلكين".
ولكن، هناك أيضاً أرباح كبيرة تتحقق: فقد أنفق المستهلكون المسلمون 264 مليار دولار على الملابس في عام 2016، ذلك وفقاً لتقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي الذي أعدته وكالة أنباء Thomson Reuters، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 373 مليار دولار بحلول عام 2022.
تقول ويندي ليبمان، المديرة التنفيذية لشركة استشارات WSL Strategic Retail: "إن الأمر برغماتي تماماً، إذ تحتاج متاجر التجزئة إلى خدمة أيّ شخص مستعد لإنفاق المال. هذا الجمهور يستحق الخدمة مثله مثل غيره. ولكن السؤال هو لماذا استغرق الأمر كل ذلك الوقت؟".
تقول ويندي إن "جزءاً من الإجابة قد يكون سياسياً. فالشركات أصبحت تتخذ مواقفها بناءً على بعض الموضوعات المطروحة بشكل متزايد، ابتداءً من البيئة ووصولاً إلى الهجرة، بوصفها رد فعل لخطاب الرئيس ترامب المثير للانقسام. وبالتالي فإن إضافة خط إنتاج لأغطية الرأس هي إحدى الطرق التي تستطيع المتاجر بها أن تُظهر أن الجميع مدعو لشراء منتجاتهم".
استحواذ لتحقيق أقصى أرباح؟
هذا، وقد عانت متاجر Banana Republic المملوكة لشركة GAP هي الأخرى من مشكلات مالية في السنوات الأخيرة، وذلك في أثناء محاولتها مواكبة سلاسل متاجر الموضة السريعة والمنافسين الجدد على شبكة الإنترنت. فقد انخفض معدل المبيعات للمتجر نفسه 3% مقارنة بأدائه العام الماضي في الربع السنوي نفسه، وهذا معيار أداء للمتاجر يراقب عن كثب لسنة واحدة على الأقل.
ومع ذلك، قال بعض المتسوقين إنهم شعروا بالضيق حول انخراط أكبر متاجر التجزئة في تجارة الحجاب. وتساءلوا إن كان هذا احتواءً لهم أم استحواذاً على رمز ديني من أجل تحقيق أقصى أرباح؟
تقول لينا سنوبار، مدونة أزياء أمريكية تبلغ من العمر 25 عاماً يتابع حسابها على إنستغرام (@withloveleena) نحو 800 ألف متابع: "من ناحية، يبدو الأمر وكأنهم يتربحون منَّا. ومن ناحية أخرى، تُعَدُّ هذه طريقةً لجعل الحجاب أمراً طبيعياً وجعلنا نشعر بالاحتواء أكثر".
وقد لجأت متاجر Banana Republic لسنوبار، التي تعمل ممرضة توليد في تيلر بولاية تكساس الأمريكية، للترويج لخطها الجديد على منصات التواصل الاجتماعي. وقالت إن غطاء الرأس ذا تصميم جلد الفهد الذي تلقته كان "جميلاً". ولكنها أضافت أنها لن تشتري مزيداً من Banana Republic وستظل وفية للشركات التي يمتلكها المسلمون مثل Haute Hijab وVoile Chic وأضافت: "سأظل مخلصة إلى تلك الشركات".