موضة الياقات العالية تكتسح إطلالات الأوسكار وعروض الأزياء.. لماذا؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/01 الساعة 21:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/01 الساعة 21:34 بتوقيت غرينتش
Retro style black and white fashion portrait of elegant female model with hair bun hairstyle and eyeliner makeup

حين ينظر المرء إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار، وأسابيع الموضة في مدينتين مختلفتين، والإرث الذي تركه اثنان من أكبر نجوم الموضة -كارل لاغرفيلد، ونجمة المجتمع الأمريكي لي رادزويل (شقيقة جاكي كينيدي)- سيجد نفسه أمام موضةٍ جديدةٍ واسعة الانتشار: موضة الياقات العالية الأنيقة.

أبرز ما في فستان جيما تشان للمصمم فالنتينو، والذي ارتدته بحفل الأوسكار، لم يكن لونه الزهري، بل ياقته الطويلة المكشكشة.

كانت الياقات العالية شائعةً جداً تلك الليلة.

فستان أفضل ممثلة أوليفيا كولمان الراقي باللون الأخضر الغامق، من تصميم برادا، كان برقبةٍ عاليةٍ، وكذلك الفستان المثير الذي صممه توم فورد وارتدته جينيفر لوبيز.

ومثلهما كان التونيك الأسود الثوري البنية الذي اختارته العارضة هيلين لاسيشانه زوجة فاريل ويليامز الأنيقة، وفستان إيرينا شايك الأسود المفتوح من الظهر.

خياراتٌ مختلفةٌ للغاية، لكنها جميعاً بياقةٍ عاليةٍ. تكتسب صيحة الياقات العالية زخماً متزايداً، وفقاً لصحيفة The Guardian.

وفاة رادزويل تطلق موضة الياقات العالية

عندما تُوفيت رادزويل في اليوم الأول من أسبوع الموضة بلندن، امتلأت صفحات الموضة على إنستغرام بصورٍ لها ترتدي فيها قميصاً أبيض برقبةٍ عالية تحت سترةٍ في شوارع باريس، مع وشاحٍ حريريٍّ مربوطٍ عالياً وبإحكامٍ حول رقبتها وهي تجلس في الصف الأول في عرضٍ أُقيمَ بعرض New York show.

بعدها، انتشرت هذه الإطلالة كالعدوى في عروض الأزياء.

وفيكتوريا بيكهام تعتمدها في عروضها لموسم 2019

وفي العرض الذي أطلقته فيكتوريا بيكهام كانت تلك الإطلالة هي الإطلالة الأولى، بوشاحٍ أحمر ملفوفٍ حول الرقبة على سترة مرسومة عليها مربعات ومعلَّقة على الكتف، تحمل تلك الإطلالة الطابع الأنيق للساحل الشرقي الذي كان سيحظى بإعجاب رادزويل بكل تأكيدٍ. (شاهدي المجموعة كما نشرتها Vogue)

وفي عرض أزياء Erdem كانت الإطلالة الأكثر انتشاراً هي الياقات العالية جداً تحت السترات المصنوعة من صوف الكشمير والمرصعة بالجواهر مع الأحذية ذات الكعوب القصيرة.

هذا هو الطراز نفسه الذي كان يعجب رادزويل. وفي عرض أزياء Roksanda، برزت فساتين السهرة ذات الياقات المرتفعة جداً بطوقٍ من الريش.

حتى كارل لاغرفيلد كان من محبذيها قبل وفاته

ألقى موت لاغرفيلد بظلالٍ طويلةٍ -تكاملت مع موضة الياقات العالية- على أسبوع الموضة في ميلان.

في دار أزياء Fendi التي صمم لها لاغرفيلد مدة 45 عاماً، كانت الياقات العالية المدببة المبالغ فيها، والياقات والأقواس الممطوطة المرتفعة الشائعة في تصميماتها تجعل التصميمات تعيد نكهة لاغرفيلد من الياقات المرتفعة المتغطرسة إلى عروض الأزياء.

ولكن الياقات العالية لم تكن فقط إجلالاً لكارل. ارتدى عارضو الأزياء في دار Gucci القلادات المدببة فوق السترات ذات الياقات العالية أو مع قميصٍ ورابطة عنقٍ.

الياقات المدببة من غوتشي
الياقات المدببة من غوتشي

الهدف منها إبراز العنق ولفت الأنظار إليها

صرح مصمم الأزياء أليساندرو ميشيل، في أثناء ظهوره بالمؤتمر الصحفي اللاحق لعرض الأزياء الخاص به، بأن تلك الموديلات لن تُطرح في الأسواق، "لأنها خطيرةٌ بعض الشيء"، ولكن تلك الإطلالات موجودةٌ في العروض فقط، لتبرز الرقبة على أنها العنصر الرئيس في إطلالة هذا الموسم.

وفي Versace، بحفل الفتيات الكلاسيكي لفترة التسعينيات، أُعيد إحياء إطلالة الـ "تي شيرت" خفيف القماش تحت فستانٍ شفافٍ ذي حمالاتٍ رفيعةٍ، ولكن بإضافة ياقةٍ طويلةٍ من القماش المجعد تصل للأذن، وتعلوها طبقةٌ من الدانتيل المفرغ.

ما يتصدر عناوين الموضة الآن ارتفاع الياقات وليس قِصر التنانير

عندما اخترع عالم الاقتصاد جورج تايلور مؤشر طول التنانير عام 1926، الذي أوضح فيه أن قِصر التنانير يعكس ازدهار الاقتصاد، كانت وجهة نظره هي أنه في أوقات الثراء تختار النساء ملابس أقصر لتكشف عن جواربها الحريرية، وفي أوقات الفقر يرتدين فساتين أطول لإخفاء عدم امتلاكهن الجوارب.

بالوضع في الحسبان أن "إظهاركِ جواربكِ الحريرية" وُجد قبل العملة -وأن مؤرخة الأزياء المحترمة فاليري ستيلي أرّخت انهيار مؤشر طول التنانير عام 1927، عندما سقطت سوق الملابس قبل سقوط سوق البورصة بعامين- تجد أنه من العجيب كيف ظل مؤشر هيملن أسطورةً حضاريةً كل هذا الوقت.

تنوعت أشكال الموضة وتشعبت حتى أصبحت التنانير بلا طولٍ محدد

سيطرت التنانير الطويلة على عروض الأزياء في العقد الماضي، ولكن ليس بشكلٍ حصريٍّ، بالنظر إلى دار أزياء Balmain.

وبعيداً عن سوق الأسهم، يعكس هذا التحول اتجاه اقتصاد الأزياء إلى العالمية، حيث يخدم معايير ثقافاتٍ غير غربيةٍ، كما يعكس النسبة المتزايدة للنساء الأكبر سناً في قاعدة العملاء.

أصبحت الياقات العالية الآن في مكانة التنانير القصيرة نفسها في الستينيات.

في مارس/آذار 2011، وضعت مصممة الأزياء فيبي فيلو في عرض أزياء Celine ياقةً طويلةً بيضاء، لترجع بذلك الياقات العالية الانسيابية إلى خارطة الموضة مرةً أخرى.

كانت الياقات الطويلة تُلبس في طبقاتٍ تحت السترات ذات الرقبة القصيرة، والسترات ذات القلنسوة، والقمصان القطنية.

حان الوقت لإعطاء رقبتك مكانتها المستحقة

نتج عن صيحة الياقات العالية الجديدة قصَّات شعرٍ جديدةٍ: الياقة العالية المثنية، يوضع فيها الشعر الطويل داخل الياقة ليبدو كأنه مقصوصٌ.

بعد أن ظلت موضة الياقات العالية هي السائدة مدة ثماني سنواتٍ، وبدلاً من أن تبدأ في الاختفاء وصلت إلى أعلى مجدها. الياقة العالية لن تكون بعد ذلك في الطبقات التحتية للملابس، ولكنها ستكون القطعة الأبرز.

لن ترى القلادات البارزة من صنع Gucci في الشارع قريباً، ولكنك سترى وشاحاً حريرياً مربوطاً على شكل رابطة عنقٍ، أو بلوزةً مسائيةً ذات ياقةٍ عاليةٍ من تصميم Karl-esque، أو طوقاً من الريش، أو سترةً منتفخةً ذات رقبةٍ ضيقةٍ يصل سحابها إلى الذقن.

لطالما كانت الياقات معبرةً عن الحالة:

  • الياقات الرومانية الطويلة
  • الحلقات التي يرتديها القساوسة
  • رابطة العنق التقليدية.
  • العقد المصنوع من اللؤلؤ
  • الياقة البيضاء، والزرقاء

يمكن أن يكون فستانك بأي طولٍ يعجبك، لأن الجزء الأهم هو الموجود على الرقبة.

هذا الموسم، حان الوقت لإعطاء رقبتك مكانتها المستحقة.

تحميل المزيد