تنتظرين مولودك الأول أو أصبحت أماً لأول مرة؟ هذا وزن الطفل الطبيعي عند الولادة حسب الأطباء 

في لحظة مليئة بالفرح والترقب، تستقبل الأمهات أطفالهن الجدد، وتحمل كل واحدة منهن أحلاماً وآمالاً عريضة تخص مستقبل هذا الضيف الصغير الذي لطالما انتظرته. ولكن، مع السعادة الغامرة تأتي أيضاً الأسئلة والشكوك، خاصةً حول صحة الطفل الجديد. 

من بين أكثر الأسئلة شيوعاً، والتي تشغل بال الأمهات حديثات العهد بالأمومة: وزن الطفل الطبيعي عند الولادة. هذا السؤال، الذي قد يبدو بسيطاً للوهلة الأولى، يخفي خلفه أبعاداً عديدة تتعلق بالصحة والتغذية والنمو السليم للطفل.

فالوزن عند الولادة ليس مجرد رقم، بل هو مؤشر حيوي يعكس العديد من جوانب الرعاية الصحية قبل وبعد الولادة. في هذا المقال، نغوص في عالم ولادة الأطفال ونستكشف معاً العوامل التي تحدد الوزن الطبيعي للمولود، وكيف يمكن للأمهات التعامل مع التحديات التي قد تواجهها في هذا الجانب الحيوي من رحلة الأمومة.

وزن الطفل الطبيعي عند الولادة 

يجب التأكيد أولاً على أن الوزن "المتوسط" لا يعتبر بالضرورة مؤشراً على "الطبيعية". الأطفال، مثل البالغين، يختلفون في الأشكال والأحجام. وجود الطفل ضمن نسبة مئوية أدنى لا يعني بالضرورة وجود خلل في تطوره الجسدي أو نموه.

لكن مع الأخذ بعين الاعتبار هذه المعلومة، يمكن لمخططات الوزن أن توفر أداة عامة مفيدة لمتابعة تقدم نمو الطفل. تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالاعتماد على مخططات الوزن التي وضعتها منظمة الصحة العالمية (WHO) لتتبع نمو الأطفال حتى سن العامين.

تكشف آخر البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية عن معايير وزن الولادة للأطفال حديثي الولادة، حيث يصل متوسط وزن الطفل الذكر الناضج عند الولادة إلى حوالي 3.3 كيلوغرام، فيما يسجل وزن الإناث الناضجات عند الولادة نحو 3.2 كيلوغرام. 

هذه الإحصائيات تبرز التنوع الطبيعي في أوزان الأطفال الذين يولدون بين الأسبوع الـ37 والـ40 من الحمل، بمتوسطات تتراوح بين 2.5 و4 كيلوغرامات.

حسب موقع "medicalnewstoday" الأمريكي فإن وزن الطفل الطبيعي عند الولادة الذي يقل عن 2.5 كيلوغرام، أو 5 أرطال و8 أونصات، يعتبر منخفضاً. ومع ذلك، يُعد فقدان الأطفال لنحو 10% من وزنهم بعد الولادة مباشرة أمراً طبيعياً، ناتجاً عمّا يبدو أنه فقدان للسوائل، دون أن يثير ذلك قلقاً كبيراً. 

يطمئن الخبراء الآباء والأمهات بأن الأطفال يعوضون عادة هذا النقص في الوزن خلال الأسبوع الأول من حياتهم، ما يشير إلى بداية صحية وموفقة في رحلة النمو.

وزن الطفل حسب السن 

يمكن لمخططات الوزن أن تساعد الأشخاص في تحديد النسبة المئوية التي يقع فيها وزن طفلهم. على سبيل المثال، إذا كان وزن الطفل يقع في النسبة المئوية الـ60، فهذا يعني أن 40% من الأطفال من نفس العمر والجنس يزنون أكثر، و60% من هؤلاء الأطفال يزنون أقل.

هذا لا يعني بالضرورة أن وزن أي طفل زائد أو ناقص عن اللازم. يمكن أن يشير ببساطة إلى المكان الذي يقع فيه وزن الطفل ضمن طيف الوزن.

يوضح المخطط أدناه أوزان الأطفال التي تقع في النسبة المئوية الـ50، وهي تمثل متوسط الوزن. من الشائع أن يكون وزن الأطفال الذكور أثقل قليلاً من وزن الإناث، لذا يتم تقسيم المخطط حسب جنس المولود.

أسباب تؤثر في وزن الطفل 

من المهم عدم التركيز فقط على وزن الطفل الطبيعي عند الولادة  كمؤشر وحيد للتطور البدني للطفل. تشمل القياسات الأخرى لهذا التطور طول الطفل ومحيط رأسه.

أخذ القياسات الثلاثة بعين الاعتبار يعطي الأطباء فكرة عن كيفية نمو الطفل مقارنةً بأطفال آخرين من نفس العمر والجنس، في الوقت نفسه، من المهم أيضاً الانتباه إلى المعالم التطورية الأخرى للطفل. 

لمن يبحث عن مزيد من المعلومات حول ما يؤثر على وزن الطفل، هناك عدة عوامل قد تكون متورطة، بما في ذلك:

1. الجنس: يميل المواليد الذكور إلى أن يكونوا أكبر حجماً من الإناث، وعادة ما يكتسبون الوزن بشكل أسرع خلال فترة الرضاعة.
2. التغذية: يمكن أن يعتمد معدل زيادة الوزن والنمو أيضاً على ما إذا كان الطفل يتناول حليب الأم أم الحليب الصناعي.

تلاحظ الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم يكتسبون الوزن وينمون بشكل أسرع من الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي خلال الأشهر الستة الأولى.

ومع ذلك، قد يتغير هذا المعدل خلال الأشهر الستة التالية. قد يكتسب الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم وزناً وينمون بشكل أبطأ من الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي عندما يتراوح عمرهم بين 6 أشهر إلى سنة.

3. الحالات الطبية: يمكن أن تتسبب المشاكل الصحية الكامنة في بطء زيادة وزن الطفل. على سبيل المثال، قد يزداد وزن الأطفال الذين يعانون من عيوب قلبية خلقية بمعدل أبطأ من الأطفال من دون هذه الحالة.

المشكلات الصحية التي تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية أو الهضم، مثل مرض السيلياك، قد تؤدي أيضاً إلى بطء في زيادة الوزن.

4. الولادة المبكرة: قد ينمو الأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم ويكتسبون وزناً بشكل أبطأ خلال السنة الأولى مقارنة بالأطفال الذين ولدوا في موعدهم الطبيعي.

ومع ذلك، يكتسب العديد من الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان وزناً بسرعة، و"يعوضون" ذلك بحلول عيد ميلادهم الأول.

هل يجب الشعور بالقلق؟

المواليد الجدد صغار جداً، وقد تصعب معرفة ما إذا كان طفلك يكتسب الوزن كما ينبغي. قد تقلق من أن طفلك قد فقد الكثير من الوزن في الأيام القليلة الأولى، أو أنه لا يتناول ما يكفي من حليب الأم أو الحليب الصناعي. إذا كان الأمر كذلك، فتحدث إلى طبيبك، الذي قد يسألك عن:

• عدد مرات الرضاعة التي يحصل عليها طفلك في اليوم: قد يرضع الطفل المغذى بحليب الأم حوالي 8 مرات أو أكثر في فترة 24 ساعة؛ الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي عادة ما يأكلون بشكل أقل تكراراً، ربما كل 3 إلى 4 ساعات. يمكن لمستشار الرضاعة الطبيعية أن يقدم اقتراحات لزيادة الراحة وتحسين التقنية، إذا كانت الأم بحاجة إلى مساعدة إضافية.
• كمية الطعام التي يتناولها طفلك في كل رضعة: يجب أن يرضع الطفل عموماً لمدة لا تقل عن 10 دقائق، ينبغي سماعه يبلع بعد كل 3 أو 4 مصات، ويجب أن يبدو راضياً عند الانتهاء. في هذا العمر، قد يشرب الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي ما يصل إلى 3 إلى 4 أونصات (90 إلى 120 ملليلتراً) في المرة الواحدة.
• مدى تكرار تبول طفلك: قد يكون لدى الطفل المرضع من الثدي حفاض واحد أو اثنان مبللان في اليوم. فيما يتوقع حوالي 6 حفاضات مبللة بحلول عمر 3 إلى 5 أيام لجميع الأطفال. بعد ذلك، يجب أن يكون لدى الأطفال ما لا يقل عن 6 إلى 8 حفاضات مبللة في اليوم.
• عدد مرات حركات الأمعاء التي يقوم بها طفلك كل يوم، وكيف تكون. قد يكون لدى المواليد الجدد حفاض واحد متسخ في اليوم في البداية. البراز داكن وقطراني في الأيام القليلة الأولى، ثم يصبح ليناً أو سائلاً وأصفر مخضراً بحلول اليوم الثالث إلى الرابع. عادة ما يكون للمواليد الجدد عدة حفاضات متسخة في اليوم إذا كانوا يتغذون على حليب الأم، وأقل إذا كانوا يتغذون على الحليب الصناعي.