كيف تتحدث مع الطفل عن التحرش الجنسي للحفاظ على سلامته؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/09 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/09 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش

في الأماكن العامة والمدارس والحدائق أو حتى في المنزل! أصبحت قصص التحرش الجنسي بالأطفال والاعتداء عليهم أكثر انتشاراً في يومنا هذا.

ومع ارتفاع عدد الجهات والمنصات التي تعرض هذه الحالات بهدف إحالتها للقضاء وإدانتها ورفع العقوبات بحقها، يزداد أيضاً الوعي بأهمية شرح مواضيع التربية الجنسية التي تحدثنا عنها في تقرير سابق تجدونه (هنا).

كما أصبح من الضروري، بل من الواجب على الأهل تعريف أطفالهم في سن مبكرة بماهية التحرش الجنسي ليستطيعوا حماية أنفسهم أو طلب المساعدة عندما يحتاجون إليها دون خوف.

تعرف معنا في هذا التقرير على طرق التواصل مع الطفل والتحدث معه لشرح مفهوم التحرش الجنسي بشكل صحيح في سن مبكرة.

التحرش الجنسي بالأطفال

أولاً، لماذا عليك شرح التحرش الجنسي لطفلك؟

من المهم جداً أن تبدأ بشرح مفهوم التحرش الجنسي لطفلك في سن مبكرة، بعد عمر 3 سنوات تقريباً، بشكل مبسط ولغة تتناسب مع فهمه للأسباب التالية:

• الأطفال الذين يتم توعيتهم وتثقيفهم عن أجسادهم وحدودها وطرق حمايتها، والذين يشعرون بالراحة والثقة عند التحدث لوالديهم عن هذه المواضيع هم أقل عرضة للتحرش.

• في حوالي 90% من حالات التحرش الجنسي التي تم تقييمها في دراسة بحثية شاركت فيها وزارة العدل الأمريكية وبنيت على إحصاءات لحوادث التحرش، كان الأطفال يعرفون الجاني الذي قام بالاعتداء عليهم. وفي كثير من الأحيان، يكون المعتدي شخصاً يعرف العائلة أو ينتمي إليها. ولهذا السبب يخشى العديد من الأطفال التحدث عند تعرضهم لاعتداء ما.

كيف تبدأ بالحديث عن التحرش الجنسي مع طفلك؟

لست مضطراً للتحدث عن جميع جوانب التحرش الجنسي مع طفلك دفعة واحدة. ويمكن أن تبدأ من عمر 3 سنوات في تقديم معلومات بسيطة عن حدود الجسد وخصوصية بعض الأعضاء وحمايتها.

يعتبر التواصل المباشر من أفضل الطرق لتوعية الطفل وقد تكون فكرة جيدة إن بدأت بسؤالهم عن مشاعرهم ومخاوفهم في مواقف معينة أو اتجاه أشخاص معينين وأي تصرف يشعرهم بالارتياح أو عدمه.

كما أنه من الجيد استخدام القصص المصورة التي تشرح حدود الجسد وكيفية التعامل مع الغرباء والصرف الصحيح في حال التعرض لأي مضايقة أو اعتداء.

التحرش الجنسي بالأطفال

فيما يلي 5 نقاط مهمة عليك التحدث عنها مع طفلك بخصوص التحرش الجنسي:

1- علّم طفلك أن يقول "لا"

إذا رفض طفلك الاقتراب من شخص تعرفه ومصافحته أو تقبيله أو الجلوس بجانبه، أو شعر بالانزعاج إذا قام الشخص بذلك عنوة عنه، تحدث مع طفلك عن الموقف عند عودتك للمنزل أو عند جلوسك مع طفلك بمفردكم.

يمكنك أن تسأله عن الموقف كالتالي: "هل أزعجك تصرف (x) عندما اقترب منك وقبلك؟ بماذا شعرت؟" أو يمكنك أن تسأل: "هل شعرت أن تصرف السيد/ة (y) كان غريباً وغير مريح؟".

استمع لإجابة طفلك وأخبره أن من حقه الرفض وقول "لا أريد" بلطف عندما لا يريد لشخص ما أن يقترب منه. وأن بإمكانه الابتعاد وإخبارك  عندما لا يشعر بالارتياح تجاه أي تصرف.

وكي تزيد من وعي طفلك، يمكن أن تشرح له المواقف التي يمكن له فيها أن يرفض ويبتعد ويأتي لإخبارك:

  • إذا لامس أحد ما المناطق الحساسة في جسم طفلك أو مناطق أخرى بطريقة سببت له شعور الخوف أو عدم الارتياح أو الألم.
  • إذا طلب شخص ما من طفلك أن يفعل شيئاً خطيراً أو مخيفاً أو مربكاً بالنسبة له مثل نزع ملابسه أو رؤية صور أو مشاهد غير لائقة.
  • إذا هدد شخص ما طفلك أو ابتزّه أو قدم له رشوة. وهنا عليك أن تشرح لطفلك أنه بإمكانه أن يثق بك ويخبرك بأي شيء دون أن يخشى غضبك وأنك سوف تصدقه وتقف بجانبه حتى لو أخبره ذلك الشخص الآخر بعكس ذلك.

من المهم أن تشرح له أيضاً أن قبول الهدايا من الغرباء ممنوع وحتى عندما يطلب الأقارب أو الأصدقاء مقابلاً لهديتهم فعليه إخبارك أولاً قبل أن يقبلها.

2- ساعد الطفل على فهم إشارات الخطر

مثل البالغين، تعطي أجساد الأطفال علامات تحذيرية لهم عندما يكون هناك خطر ما أو عندما لا يشعرون بالأمان. ويمكن أن تحدث هذه العلامات في العديد من المواقف مثل التحرش الجنسي لكن الأطفال قد لا يعرفون التعامل معها أو فهمها بشكل جيد.

إذا تمكن طفلك من التعرف على هذه العلامات، سيكون قادراً على التنبؤ بأنه في خطر ليدافع عن نفسه أو يهرب أو يطلب المساعدة.

يمكن أن تشرح لطفلك هذه العلامات بالطريقة التالية، قد تقول مثلاً، "عندما تتعرَّض لموقفٍ غريب وتشعر بعدم الأمان، قد تشعر بألم في بطنك أو قد ينبض قلبك بسرعة أو قد تشعر بحرارة عالية في جسمك بالحرارة أو قد ترتجف بسبب الخوف".

ثم توضح لطفلك أنه إذا شعر في موقف ما بمثل هذه العلامات وكان برفقة شخص ما في مكان معين، فعليه أن يذهب إلى مكان آخر وأن يبحث عن شخص آخر يعرفه مثل والديه أو أحد الأقرباء أو الأصدقاء حتى يشعر بالأمان. ثم عليه إخبارك بما حصل حتى تتمكن من مساعدته وإبقائه آمناً.

3- علّم الطفل الفرق بين اللمسة الآمنة وغير الآمنة

يحتاج طفلك إلى معرفة أن جسده هو ملكيته الخاصة وأن له حدوداً وعورة عليه حمايتها وعدم كشفها أو السماح للآخرين بالاقتراب منها. عندما يفهم طفلك هذا، يمكنه أن يحمي نفسه ويمنع الآخرين من تجاوز حدودهم إذا طلبوا رؤية جسده أو التقاط صور له أو مقاطع فيديو لجسده، خاصةً أعضاءه التناسلية.

لشرح ذلك يمكن أن تقول لطفلك: "جسدك ملك لك. لا أحد يستطيع أن يلمس أو يرى جسدك دون سبب وجيه، مثل زيارة الطبيب. إذا أراد أي شخص، حتى لو كان شخصاً تعرفه، أن يرى أو يلمس أعضائك الخاصة، يجب أن تمنعه وتخبرني على الفور، حتى لو طلب منك إبقاء الأمر سراً".

يمكن أن تخبر طفلك أن اللمسات غير الآمنة هي لمسات الأعضاء الخاصة التي لا يجب لأي أحد غير الوالدين أن يلمسها.

كما أنها تشمل اللمسات التي تسبب آلاماً أو شعوراً بالخجل أو الخوف أو عدم الراحة. وأن هذه اللمسات قد تشمل الحضن أو الدغدغة أو التقبيل بطريقة مزعجة وغير مريحة.

من المهم أيضاً أن تسمي الأعضاء الخاصة بمسمياتها الحقيقية حتى يمكن لطفلك التواصل بوضوح حول جسده وكي لا يشعر أنها مناطق معيبة أو يخاف من التحدث معك عنها.

4- عرّف طفلك على الأماكن الآمنة وغير الآمنة

لا يمكن للأطفال الصغار التمييز بين الأماكن الآمنة وغير الآمنة، لذلك من الأفضل التركيز على شعورهم في الأماكن المختلفة.

لمساعدة طفلك أن يفهم الفرق، جرب أن تسأله مثلاً، "أين تشعر بالسعادة وتعلم أنك ستكون بأمان؟"، أو "مع من تشعر بالأمان؟".

استمع لإجابة طفلك أولاً ثم اشرح له أن المكان الآمن هو المكان الذي يوجد فيه الكثير من الأشخاص الذين يعرفهم خاصة الوالدين أو الأقرباء أو الأصدقاء الموثوقين أو معلمي المدرسة، أعطِ أمثلة واضحة واذكر أسماء بعض هؤلاء الأشخاص.

أما الأماكن غير الآمنة، فهي الأماكن التي لا يمكن لطفلك رؤية أي أشخاص آخرين حوله سوى شخص واحد لا يعرفه أو حتى إن كان يعرفه فهو يقوم بشيء غريب أو مزعج كلمسه.

من المهم أن توضح لطفلك ايضاً أن غرفته أو المنزل قد يكون مكاناً غير آمن أيضاً في بعض الحالات، مثل وجود شخص يقوم بإزعاجه في غرفته أو في الحمام خاصة إن كانوا بمفردهم.

5- اِلْعَب مع طفلك لعبة "ماذا لو؟"

يمكن أن تساعد لعبة افتراض المواقف "ماذا لو" على زيادة الوعي لدى طفلك وتعليمه كيفية التصرف بشكل صحيح في مواقف قد يصعب عليه التعامل معها.

يمكن أن تسأل طفلك:

"ماذا كنت ستفعل لو لم أكن عند باب المدرسة وقت انتهاء الدوام؟".

"ماذا ستفعل إذا أراد شخص لا تعرفه أن يأخذك معه وإيصالك للبيت؟".

"ماذا ستفعل إذا شعرت بعدم الارتياح أو الخوف بسبب أحد ما في حمام المدرسة؟".

"ماذا ستفعل إذا لمس شخص ما جسدك بطريقة مزعجة وغير مريحة؟".

بعد سؤاله، استمع لإجابة طفلك وناقشها ثم أخبره بالتصرف الصحيح الذي عليه القيام به.

تذكّر…

إذا صارحك طفلك بتعرضه لمضايقة أو اعتداء، عليك الاستماع له بهدوء دون إخافته أو إسكاته وعدم تصديقه لأن الأطفال نادراً ما يكذبون عند تعرضهم لموقف التحرش.

كما أن للتحرش الجنسي آثاراً ودلائل لا يمكن إنكارها وتكون دليلاً واضحاً على أن طفلك تعرض له. تتمثل الآثار النفسية، بالخوف من الاقتراب من أي شخص وعلامات الصدمة والبكاء من غير سبب وحتى الكوابيس.

أما الآثار الجسدية، فهي وجود بقع أو كدمات أو ألم نتيجة الضرب أو الاعتداء.

تحميل المزيد