لا تتحكم بغضبك وتعتدي جسدياً ولفظياً على الآخرين ثم تشعر بالذنب؟ قد تكون مصاباً بالاضطراب الانفجاري المتقطع.. إليك أعراضه وطرق معالجته

عربي بوست
تم النشر: 2024/05/24 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/05/24 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
شخص يعاني من الاضطراب الانفجاري المتقطع -المصدر: صورة تعبيرية من shutterstock

تُعد القدرة على التحكم في الغضب وضبط الانفعالات من السمات الأساسية للحياة الاجتماعية السليمة والتفاعل اليومي المتزن. ومع ذلك، هناك بعض الأفراد الذين يعانون من عدم القدرة على التحكم في غضبهم. يُعرّف علم النفس هذا السلوك، وفقاً لموقع WEBMD، بأنه الاضطراب الانفجاري المتقطع (IED)، وهو اضطراب عقلي يعاني أصحابه من نوبات غضب شديدة ومفاجئة دون سبب واضح ينتج عنه سلوك عدواني وعنيف، مثل الصراخ، الشجار، تحطيم الأشياء، الإساءة للآخرين، أو الغضب أثناء القيادة، ما يؤدي إلى ردود فعل عنيفة وغير مبررة، تتسبب في تدمير العلاقات الشخصية، وخلق مشاكل في العمل. 

فما هي أسباب الاضطراب الانفجاري المتقطع؟ وما هي أعراضه؟ وكيف من الممكن معالجته؟ 

ما هي أسباب الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

وفقاً لموقع MAYOCLINIC لا يدرك الخبراء حتى الآن الأسباب الكاملة التي تكمن وراء الإصابة بالاضطراب الانفجاري المتقطع، ومع ذلك هناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة به، مثل:

الاكتئاب من أسباب الاضطراب الانفجاري المتقطع-المصدر:shutterstock
الاكتئاب من أسباب الاضطراب الانفجاري المتقطع-المصدر:shutterstock
  • الجينات: يميل هذا الاضطراب إلى الانتشار داخل العائلات، لذا من الممكن أن تكون قد ورثت الجين الذي يجعلك أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب من عائلتك، حيثُ يرتبط ما يصل إلى 72% من تشخيصات المرض بتاريخ عائلي.
  • الدماغ: تختلف بنية الدماغ وكيمياؤه، وكذلك كيفية عمله لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، عن تلك الموجودة لدى شخص لا يعاني من  نوبات الغضب، حيثُ تظهر الأبحاث أن الأشخاص المصابين بهذا المرض لديهم مستويات أقل من هرمون الناقل العصبي المسمى السيروتونين، وهو أحد النواقل العصبية التي توجد في الخلايا العصبية والمسؤول عن تقلّبات المزاج.

فضلاً عما ذكر، تزيد الإصابة باضطراب عقلي لدى المريض من فرص إصابته بالاضطراب الانفجاري المتقطع، ومن بين هذه الأمراض:

  • اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)
  • اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع 
  • اضطراب الشخصية الحدية 
  • الاكتئاب 
  • القلق

كما أنّ تعرّض العديد من الأطفال للإيذاء عندما كانوا أطفالاً، أو التنمّر عليهم من قبل عائلتهم أو أصدقائهم، أو مرورهم بظروف صعبة وصادمة أو مؤلمة أخرى يمكن أن يزيد من احتمالية إصابتهم بهذا المرض.

ما هي أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع؟ 

تحدث الهجمات الاندفاعية وثورات الغضب لدى أصحاب هذا المرض بشكل  مفاجئ، ودون سابق إنذار، وعادة ما تستمر أقل من 30 دقيقة، كما قد تحدث هذه النوبات بشكل متكرّر أو يفصل بينها أسابيع أو أشهر، وقد تحدث نوبات لفظية أو هجمات جسدية أقل حدة بين هذه الأوقات، كما قد يكون المريض عصبياً أو مندفعاً أو عدوانياً أو غاضباً في معظم الأوقات.

نوبة غضب مريض لا يتحكم بانفعالاته-المصدر: صورة تعبيرية من shutterstock
نوبة غضب مريض لا يتحكم بانفعالاته-المصدر: صورة تعبيرية من shutterstock

وقبل النوبة العدوانية، قد يشعر المريض بما يلي:

  • الغضب.
  • المزيد من التوتر.
  • الأفكار المتسارعة.
  • تنميل الأصابع.
  • نبضات قلب سريعة. 
  • ضيق الصدر.

كما تكون الانفجارات اللفظية والسلوكية مبالغاً فيها للغاية بالنسبة للموقف، دون التفكير فيما قد يحدث نتيجة لذلك، ويمكن أن تشمل النوبات ما يلي:

  • نوبات الغضب.
  • خطابات طويلة وغاضبة.
  • الصراخ.
  • الصفع أو دفع الأشخاص دون التفكير في سلامتهم.
  • تهديد أو إيذاء الأشخاص أو تكسير ممتلكاتهم الخاصّة.

أمّا بعد النوبات فيشعر المريض بالتعب كما يخالجه الشعور بالذنب أو الأسف على أفعاله أو بالإحراج من الأشخاص الذين تسبّب لهم بالأذى، لذلك من الضروري إذا أدركت أن سلوكك عند الغضب يشمل أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع، عليك أن تتحدث مع طبيبك أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية حول خيارات العلاج. 

كيف يمكن تشخيص الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

بحسب موقع MEDICALNEWSTODAY لا توجد أي اختبارات خاصّة لتشخيص الاضطراب، سيطرح الطبيب النفسي أو الاختصاصي النفسي أو الاختصاصي الاجتماعي، أسئلة حول تاريخ الصحة البدنية والعقلية لك ولعائلتك، وعلاقاتك، ومدرستك أو عملك، والتحكم في انفعالاتك، وقد يطلبون أيضاً حضور أفراد من عائلتك وأصدقائك لجمع المزيد من المعلومات حول سلوكك الانفعالي. 

ويذكر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، الإصدار الخامس (DSM-5) أنه يجب على الشخص أن يُظهر فشلاً في التحكم في دوافعه العدوانية بإحدى حالتين حتى يتم تشخيص إصابته بالاضطراب الانفجاري المتقطع، وهي تتمثل فيما يلي:

  • نوبات عالية التردد/منخفضة الشدة: هذا يعني أنك تعاني من نوبات متكررة، ولكنها قد لا تكون شديدة، في هذه الحالة يجب أن تكون قد أظهرت سلوكاً عدوانياً جسدياً أو لفظياً تجاه الأشخاص أو الحيوانات أو الممتلكات مرتين على الأقل في الأسبوع خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
  • نوبات منخفضة التردد/عالية الحدة: هذا يعني أن نوبات غضبك لا تحدث كثيراً، ولكن عندما تحدث، فهي شديدة جداً، وفي هذه الحالة يجب أن يكون لديك 3 انفعالات تسببت من خلالها في إتلاف الممتلكات أو الإضرار الجسدي بالأشخاص أو الحيوانات خلال العام الماضي.

في كلا التشخيصين، لا بد أن تكون النوبات غير متناسبة مع الوضع، وأن تكون قد قمت بها بشكل متهور وغير مخطط لها.

هل من الممكن علاج المرض؟

العلاج بالأدوية

على الرغم من عدم وجود أدوية محددة لعلاج الاضطراب الانفجاري المتقطع، لا يزال هناك العديد من الخيارات الفعالة، مثل الأدوية المضادة للقلق، ومثبتات المزاج، ومن المهم ملاحظة أن أدوية الصحة العقلية قد تستغرق ما يصل إلى شهرين حتى يكون لها تأثيرها الكامل على المريض. وعلاوة على ذلك، قد يحتاج الأشخاص إلى وصفة طبية طويلة الأمد.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

كما قد يوصي الأطباء بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) للأفراد الذين يعانون من الاضطراب الانفجاري المتقطع، حيث يسمح العلاج السلوكي المعرفي للناس بفهم أنفسهم والتعرف على المواقف التي تسبّب نوبات الغضب الشديدة لديهم.

العلاج السلوكي المعرفي-المصدر: صورة تعبيرية من shutterstock
العلاج السلوكي المعرفي-المصدر: صورة تعبيرية من shutterstock

كما يمكّن العلاج السلوكي المعرفي أولئك الذين يعانون من الاضطراب الانفجاري إدارة غضبهم بطريقة صحية وفعّالة بدلاً من الانفجارات العنيفة واللفظية، ولا يضمن هذا العلاج عدم تعرض أي شخص آخر للأذى أثناء نوبة غضب المريض فحسب، بل تساعد المرضى أيضاً على الشعور بالتحسن تجاه وضعهم من خلال تزويدهم بمستوى من التحكم لم يكن لديهم من قبل.

تحميل المزيد