يصادف الإنسان خلال حياته العديد من المشاكل الجلدية التي قد يكون البعض منها ناتج عن بعض التحسسات أو موسمية، فيما توجد أمراض أخرى قد تكون ناتجة عن أسباب أخرى مثل مرض فرفرية purpura الذي ينتج عنه تغير في لون الجلد.
ما هو مرض فرفرية؟
فرفرية أو purpura هي بقع أو نقاط بلون أرجواني تظهر على الجلد أو الأغشية المخاطية مثل الفم والحلق، تتباين بحسب لون البشرة. فعلى البشرة الداكنة، قد تكون هذه البقع باللون الأسود المائل للبني، بينما تظهر باللون الأرجواني المحمر على البشرة الفاتحة. غالباً ما تبدو فرفرية ككدمات أو كأنها بقع دموية تحت الجلد.
هذه الظاهرة تنتج عن تسرب الدم من الأوعية الدموية الصغيرة تحت سطح الجلد. فرفرية بحد ذاتها ليست مرضاً، بل هي دلالة على وجود حالة أخرى تؤدي إلى النزيف. يمكن أن تنجم أيضاً عن تفاعلات دوائية، نقص في الفيتامينات، أو اضطرابات خلقية.
توجد أنواع متعددة من فرفرية، تُصنف بناءً على الحالة المسببة لها. يجب على مقدمي الرعاية الصحية معالجة أي نزيف أو كدمات تحت الجلد، خصوصاً تلك غير الناجمة عن إصابة معروفة، لأنها قد تكون إشارة إلى حالة صحية أكثر خطورة.
ما هي أنواع فرفرية؟
النوعان الرئيسيان من الفرفرية يرتبطان بمستويات الصفائح الدموية، التي تلعب دوراً حاسماً في تجلط الدم ومنع النزيف الشديد. فرفرية نقص الصفيحات تظهر عندما يكون عدد الصفائح الدموية منخفضاً، بينما في فرفرية غير نقص الصفيحات، تكون مستويات الصفائح الدموية طبيعية ولا يتعلق الأمر بمستوياتها.
هناك أنواع أخرى من فرفرية التي قد تكون خطيرة وتحتاج إلى تدخل طبي طارئ، منها:
- نقص الصفيحات الناجم عن الهيبارين: حيث يسبب الهيبارين، وهو دواء مضاد للتخثر، تجلط الدم أكثر من اللازم رداً على تفاعل سلبي.
- نخر الجلد الناجم عن الوارفارين: تموت أنسجة الجلد بسبب تفاعل سلبي مع دواء الوارفارين، المستخدم أيضاً لمنع تخثر الدم.
- التخثر المنتشر داخل الأوعية الدموية (DIC): حالة خطيرة تحدث عندما تكون البروتينات التي تنظم تخثر الدم مفرطة النشاط، مما يؤدي إلى تجلط الدم بشكل مفرط.
فرفرية الشيخوخة تحدث بسبب ضعف الأوعية الدموية مع التقدم في العمر أو التعرض لأشعة الشمس، وهي شائعة بين كبار السن وتظهر ككدمات أو بقع على الجلد.
أما بالنسبة للفرق بين النمشات والفرفرية، فالنمشات هي نقاط فرفرية صغيرة لا يتجاوز قطرها 4 ملم، في حين تسمى البقع التي يتراوح قطرها بين 4 ملم و10 ملم بالفرفرية. فرفرية التي يزيد قطرها عن سنتيمتر واحد تعرف بالكدمات.
من يصاب بفرفرية؟
يمكن لأي شخص أن يصاب بالفرفرية، لكنها أكثر شيوعاً بين البالغين مقارنةً بالأطفال. في الأطفال، غالباً ما تتحسن الحالة بسرعة ودون حاجة للعلاج، بينما في البالغين، قد تشير فرفرية إلى وجود مشكلة صحية كامنة، على الرغم من أنها قد تزول أحياناً دون تدخل طبي.
من بين الأسباب المحتملة للاصابة purpura نجد:
- فرفرية نقص الصفيحات وتكون ناتجة عن بعض الأدوية التي قد تؤثر على وظيفة الصفائح الدموية أو التخثر، بالإضافة إلى الاضطرابات المناعية مثل فرفرية نقص الصفيحات مجهولة السبب (ITP) ونقص الصفيحات المناعي.
كما قد يكون لالتهابات مجرى الدم دور في الإصابة بها، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، التهاب الكبد الوبائي سي، الحصبة الألمانية، وفيروس إبشتاين بار. زيادة على كال من العدوى البكتيرية مثل حمى الجبال الصخرية المبقعة، والأمراض المناعية مثل مرض الذئبة وأمراض نخاع العظام.
- فرفرية غير نقص الصفيحات وتكون ناجمة عن الأدوية والمنشطات التي تؤثر على تخثر الدم أو وظيفة الصفائح الدموية، بالإضافة إلى اضطرابات تخثر الدم وضعف الأوعية الدموية، والذي قد يكون نتيجة للتقدم في السن أو التعرض لأشعة الشمس.
كما للحالات الخلقية مثل متلازمة إهلرز-دانلوس وتوسع الشعريات دور في الإصابة بالفرفرية، إلى جانب كل من التهاب الأوعية الدموية وهو التهاب يصيب الأوعية الدموية. والنقص في فيتامين سي الذي يمكن أن يؤدي إلى ضعف الأوعية الدموية وسهولة الإصابة بالكدمات.
ما هي عوامل الخطر لفرفرية؟
بالرغم من أن الفرفرية نفسها لا تسبب مضاعفات مباشرة، إلا أن الحالات الأساسية المسببة لها يمكن أن تكون خطيرة. على سبيل المثال:
- نزيف حاد أو مميت: إذا كان سبب الفرفرية هو اضطراب تخثر الدم، فقد يتعرض المصاب لنزيف حاد أو مميت يصعب السيطرة عليه.
- التهابات: بعض الأمراض المعدية التي تسبب الفرفرية يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج بشكل مناسب.
- مضاعفات السرطان وأمراض النخاع العظمي: مثل فشل نخاع العظم وانتشار السرطان، والذي يمكن أن يؤثر على قدرة الجسم على إنتاج خلايا دم سليمة.
من الضروري مراجعة مقدم الرعاية الصحية عند ملاحظة بقع دموية أو كدمات غير مبررة لتحديد السبب الكامن وراءها والعمل على تقليل خطر حدوث المضاعفات المحتملة.
طرق علاج مرض الفرفرية
علاج الفرفرية يتطلب بشكل أساسي تحديد ومعالجة السبب الكامن وراء النزيف. في بعض الحالات، قد لا يكون العلاج ضرورياً وتزول الفرفرية من تلقاء نفسها. بمجرد تحديد السبب، يمكن لمقدم الرعاية الصحية اتخاذ الخطوات التالية:
- تغيير الأدوية: إذا كانت الأدوية تسبب الفرفرية، قد يوصي الطبيب بتعديل الدواء أو استبداله.
- إدارة المرض الأساسي: توجيه العلاج نحو السيطرة على المرض الذي يسبب الفرفرية.
- نصائح للتعامل مع الفرفرية: قد يقترح الطبيب طرقاً للتعامل مع الفرفرية، مثل تغطية البقع الجلدية لتحسين المظهر الجمالي.
من بين أبرز علاجات مرض الفرفرية نجد:
الكورتيكوستيرويدات تُستخدم لمنع الجسم من تدمير الصفائح الدموية بشكل ذاتي. كما قد يلجأ الأطباء إلى علاجات الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG) الذي يمكن أن تساعد في رفع مستويات الصفائح الدموية بسرعة.
بالإضافة إلى الأدوية المثبطة للمناعة مثل ريتوكسيماب أو الأزوثيوبرين والذي تُستخدم لمنع الجهاز المناعي من تدمير الصفائح الدموية.
زيادة على منبهات مستقبلات الثرومبوبويتين مثل روميبلوستيم أو إلترومبوباج لتحفيز الجسم على إنتاج المزيد من الصفائح الدموية.
كل هذه العلاجات تحمل آثاراً جانبية محتملة، ويجب مناقشتها بعناية مع مقدم الرعاية الصحية لضمان فهم المخاطر والفوائد المرتبطة بكل خيار علاجي.