هل يمكنك أن تؤدّب ابنك بالضرب بطريقة ذكيّة؟.. دراسة مفاجئة حول تأثير تأديب الأطفال بالضرب

عربي بوست
تم النشر: 2024/03/04 الساعة 07:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/03/04 الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش
ضرب الأطفال/ shutterstock

لا شكّ أنّ تأديب الطفل جزء مُهمّ من عملية تربيته، فمن خلاله يُعلّم الآباء أطفالهم القيم والسلوكيات المناسبة التي تساعدهم على التكيُّف في المجتمع. 

ولتأديب الطفل أساليب مُتنوعة، منها استخدام الإرشاد والنصح، ومنها في بعض الأحيان اللجوء للضرب، الذي يعتقد كثير من الآباء أنّه ضروري لتوجيه أبنائهم بشكل صحيح.

فهل يمكن اعتبار أنّ الضرب فعّال في تأديب الأطفال؟ وهل يمكن أن يحقّق النتيجة المرجوّة في انضباط الأطفال ويعلمهم الاحترام والمسؤولية؟ 

إذا كنت تودُّ معرفة إجابة هذه الأسئلة، واصل قراءة المقالة:

هل ضرب الأطفال حلّ لتأديبهم؟ 

أظهرت دراسة نشرتها صحيفة "التليغراف" نتائج مفاجئة حول تأثير تأديب الأطفال بالضرب، حيث وجدت أن الأطفال الذين تعرّضوا للضرب حتى سن السادسة كانوا يظهرون أداءً أفضل في المدرسة، ويكونون أكثر تفاؤلاً بشأن حياتهم، من أولئك الذين لم يتعرضوا للضرب على الإطلاق.

كما كشفت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب كانوا أكثر ميلاً للقيام بأعمال تطوعية، وأكثر حرصاً على الالتحاق بالجامعة.

وعلى الرغم من هذه النتائج، فإن مجموعات حقوق الأطفال شكّكوا في صحة تلك الدراسة، حيث رأوا أن الضرب قد يسبب مشاكل صحية عقلية للأطفال على المدى الطويل.

ضرب الأطفال/shutterstock
ضرب الأطفال/shutterstock

وشملت الدراسة استجواب 179 مراهقاً حول تجاربهم بالضرب في طفولتهم، وتمّت مقارنة إجاباتهم مع سلوكهم اللاحق. 

ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب كانوا يظهرون أداءً أفضل في الجوانب الإيجابية مثل النجاح الأكاديمي، ولكن كان أداؤهم أقل جودة في بعض صدامات الحياة الأخرى، مثل المشاركة في المعارك.

وعلى الرغم من هذه النتائج، فإن الشباب الذين زعموا أنهم ما زالوا يتعرضون للضرب، سجلوا نتائج أسوأ في جميع الفئات، ما يثير المزيد من التساؤلات حول تأثير ضرب الأطفال المُتكرّر عليهم.

لذلك، لا يمكن اعتبار ضرب الأطفال حلاً فعّالاً أو ملائماً لتأديبهم، وبدلاً منه هناك طرق أكثر فاعلية وصحية لتوجيه سلوك الأطفال وتعليمهم القيم والمعايير الصحيحة، فكيف يُمكن تأديب الأطفال دون ضربهم؟

استخدم نفس القواعد لمعاقبة طفلك 

يحتاج طفلك إلى معرفة وفهم كل قاعدة من القواعد التي ترغب بتعليمه إياها على حدة، بالإضافة إلى إنذاره بالعقوبة التي تنتظره عند خرق القواعد، لذلك ينصحنا موقع wikihow بعدم تغيير قواعد تعاملك مع طفلك بشكل تعسفي، أو تغيير العقوبات على سلوكيات معينة دون سبب واضح للقيام بذلك. 

أمّا إذا كان طفلك يخالف نفس القاعدة بشكل متكرر، فتحدذث معه عن سبب أهمية إرادتك اتباعه هذه القاعدة، يمكنك أن تقول له على سبيل المثال: "نحن لا نركض في المنزل؛ لأنه من السهل أن نتأذى أو نكسر الأشياء"، كما أنّ هذه الطريقة تُزوّد الأطفال بتذكير مرئي بالقاعدة، ممّا يُسهّل عليهم تذكّرها عند الحاجة.

 أثنِ على طفلك عند قيامه بتصرّف صحيح

كما أنّ تعريف طفلك بالقواعد التي يجب عليه اتّباعها وعدم مخالفتها، يجب عليك أيضاً الثناء عليه عند الإصابة في القيام بما طلبته منه، كأن تقول له مثلاً: "لقد قمت بعمل رائع عند التقاطك ألعابك بمفردك اليوم!".

 تجاهل سلوك طفلك السيئ 

بحسب موقع CHILDMIND، فإن تجاهل السلوك السيئ، يمكن بدوره أن يجعل الأطفال يُدركون أيضاً العواقب الطبيعية لأفعالهم. 

تربية الطفل/shutterstock
تربية الطفل/shutterstock

على سبيل المثال، إذا استمر طفلك في إلقاء ألعابه على الأرض وتحطيمها عن قصد، فلن يتبقى لديه المزيد من الألعاب ليتسلّى بها في المستقبل، إذا واجهت هذه المشكلة بالصمت، فلن يمرّ وقت طويل قبل أن يتعلّم طفلك الحرص على سلامة ألعابه.

أعطِ طفلك مهلة قبل ضربه 

 يمكن أن تكون المهلة مفيدة بشكل خاص عند انتهاك طفلك لقاعدة معينة، حيث تُعدُّ المهلة أداة انضباط فعّالة تُحذّره بها قبل ضربه، وتخبره بأنّه سيحصل على عقاب لما اقترفه إذا لم يتوقف عن الخطأ، وتذكيره بالخطأ الذي ارتكبه بأقل عدد ممكن من الكلمات – وبأقل قدر ممكن من العاطفة.

 أنواع عقاب غير فعّالة 

يُحدّثنا "معهد عقل الطفل" (childmind institute) عن بعض أنواع العقوبات الشائعة عند الآباء، رغم كونها لا تعطي التأثير المطلوب، منها ما يلي:

الاهتمام السلبي: العقوبات السلبية، مثل رفع الصوت أو الصراخ يمكن أن تعزز أحياناً السلوك الذي نحاول منعه؛ وذلك لأن الأطفال يقدّرون اهتمام الكبار المهمّين في حياتهم، لدرجة أن أي اهتمام سواء إيجابي أو سلبي يكون أفضل من لا شيء؛ لهذا يمكن أن يؤدي الانتباه السلبي إلى زيادة السلوك السيئ بمرور الوقت، والتأثير سلباً على تقدير الأطفال لذاتهم كذلك.

العقاب المتأخر/shutterstock
العقاب المتأخر/shutterstock

العقاب المتأخر: العقوبات الفورية هي الأكثر فعالية، فمن غير المرجّح أن يربط الأطفال سلوكهم بالنتيجة إذا كان هناك الكثير من الوقت بين الخطأ والعقاب، حيث إنّ النتائج المتأخرة أقل احتمالية في تحقيق مفعولها في تغيير سلوك الطفل بالفعل.

عقاب غير متناسب مع الخطأ: يمكن للوالدين في بعض الأحيان أن يصابوا بالإحباط، لدرجة أنهم يبالغون في رد فعلهم عند تقدير العقاب، وهذا النوع من العقوبات المبالغ فيها تسبّب الإحباط للأطفال، وقد يتخلون حتى عن محاولة التصرف بشكل جيد فيما بعد.

الصفع والضرب: ذكر موقع "هيلثي تشيلدرن" (healthychildren) أنه في حين أن معظم أطباء الأطفال وخبراء الأبوة والأمومة لا ينصحون بالصفع أو الضرب على الأرداف، فإن الغالبية العظمى من الآباء في جميع أنحاء العالم يعترفون بضرب أطفالهم على الأرداف.

ويعتبر العديد من الآباء الصفع الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية لتغيير سلوك الطفل، لكن الدراسات تظهر أن العقاب البدني له عواقب طويلة الأمد على الأطفال.

وبشكل عام، تظلُّ العقوبات البنّاءة والإيجابية أكثر فعاليّة في تشجيع السلوك المرغوب فيه، وتعزيز علاقات صحية مع أطفالك، بعيداً عن الضرب الذي يشكّل خطراً كبيراً على صحتهم الجسدية والنفسية، ويثير مخاوف كبيرة بالنسبة لهم، قد يتأثرون بها في مستقبلهم البعيد..

علامات:
تحميل المزيد