قد تؤدي إلى النوبة القلبية والوفاة.. حساسية الفول السوداني، الأسباب والأعراض والمضاعفات وطرق العلاج 

عربي بوست
تم النشر: 2024/02/04 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/02/04 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش
حساسية الفول السوداني| Shutterstock

تعتبر حساسية الفول السوداني من بين أنواع الحساسية التي نادراً ما تختفي مع التقدم في السن، وتستمر مع الشخص منذ الطفولة إلى ما بعد البلوغ، وذلك عكس حساسية حليب البقر أو البيض على سبيل المثال.

إذ إن 80% من الأشخاص المصابين بهذه الحساسية رافقتهم مدى الحياة، الشيء الذي يشكل خطراً كبيراً على حياتهم بسبب رد الفعل التحسسي، والذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

وحسب منظمة أبحاث وتعليم حساسية الغذاء (FARE)، فإن حساسية الغذاء بشكل عام أصبحت في تزايد ملحوظ، وقد زادت لثلاثة أضعاف خلال السنوات الأخيرة، مقارنةً بأواخر التسعينيات ومنتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

فيما شهدت حساسية الفول السوداني زيادةً بنسبة 21% بين الأطفال في الولايات المتحدة منذ عام 2010. وقد يعاني ما يقرب من 2.5% من الأطفال الأمريكيين من حساسية الفول السوداني، وفقاً للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (ACAAI).

ما أعراض حساسية الفول السوداني؟

هناك عدة أعراض يمكنها أن تكشف عن إصابة الشخص بحساسية الفول السوداني، والتي يمكن أن تتراوح من طفح جلدي خفيف وآلام في المعدة إلى الحساسية المفرطة الشديدة أو السكتة القلبية في أسوأ الحالات وأخطرها.

حساسية الفول السوداني| Shutterstock
حساسية الفول السوداني| Shutterstock

فيما قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • العطس
  • انسداد أو سيلان الأنف
  • عيون دامعة أو حكة مستمرة في العيون
  • تورم على الجلد
  • تقلّصات المعدة
  • إسهال
  • الدوخة أو الإغماء
  • الغثيان أو القيء

أسباب حساسية الفول السوداني

تعتبر عوامل الوراثة من بين أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حساسية الفول السوداني، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2015 عن الحساسية الغذائية أن بعض الجينات المشتركة كانت موجودة في 20% من المشاركين الذين يعانون من حساسية الفول السوداني.

فيما يمكن اعتبار تعرض الأطفال منذ سن مبكرة للفول السوداني وتناوله بكثرة، من بين المسببات التي تؤدي لرد الفعل التحسسي الذي يستمر إلى مراحل متقدمة من العمر.

كما يتبنَّى المزيد من الناس أنظمة غذائية نباتية ويستبدلون اللحوم بالفول السوداني وجوز الأشجار كمصدر للبروتين، الشيء الذي قد يؤدي بهم إلى الإصابة بالحساسية من هذا النوع من المكسرات.

حساسية الفول السوداني| Shutterstock
حساسية الفول السوداني| Shutterstock

كيف تؤثر هذه الحساسية على الأطفال؟

وفقاً لدراسة أجريت عام 2010، تضاعفت حالات حساسية الفول السوداني لدى الأطفال أكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 1997 و2008، حيث ارتفعت من 0.4% إلى 1.4%، وذلك حسب متوسط التشخيص، الذي يبدأ من الشهر 18 من عمر الشخص.

فيما وجدت دراسة أخرى أجريت عام 2007 أن الأطفال الذين ولدوا بعد عام 2000 كان متوسط تعرضهم الأولي للفول السوداني عند عمر 12 شهراً.

وقبل خمس سنوات فقط، كان الطفل العادي يتعرض لأول مرة للفول السوداني عندما كان عمره 22 شهراً.

لذلك نظراً لأن حساسية الفول السوداني يمكن أن تهدد الحياة، يوصي الباحثون بأن يقوم الآباء بتأخير إدخال الفول السوداني لنظام الأطفال الغذائي، إلى أن يصبح الطفل في سن يستطيع فيها التعامل بشكل جيد مع التفاعلات التحسسية.

تأثير حساسية الفول السوداني على الأطفال| Shutterstock
تأثير حساسية الفول السوداني على الأطفال| Shutterstock

كيف تؤثر هذه الحساسية على البالغين؟

فرص حدوث رد فعل تحسسي شديد لدى البالغين أعلى منها لدى الأطفال، وذلك لأن الشباب معرضون بشكل أكبر لخطر الحساسية المفرطة الشديدة، وفقاً للإحصاءات التي نشرتها مجموعة غير ربحية لأبحاث الحساسية الغذائية والتعليم.

إذ يصبح في هذه المرحلة العمرية من السهل تناول المكسرات بمختلف أنواعها، ويمكن أن يكون الفول السوداني من بينها، الشيء الذي يزيد من خطر التعرض لرد الفعل التحسسي.

كما يمكن للشخص البالغ الذي يعاني من حساسية الفول السوداني أن يتناول بعض الأطعمة الأخرى التي تحتوي على شيء من هذا المكون الغذائي، الأمر الذي يمكن أن يشكل خطراً على حياته.

المضاعفات المرتبطة بحساسية الفول السوداني

من بين جميع أنواع الحساسية الغذائية، تعد حساسية الفول السوداني هي الأكثر شيوعاً، ويكون الأشخاص الذين يعانون من هذه الحساسية أكثر عرضة لخطر الحساسية المفرطة، وهي رد فعل تحسسي شديد قد يسبب عدداً من الأعراض، بما في ذلك:

  • آلام الجهاز الهضمي
  • القشعريرة
  • تورم في الشفاه أو اللسان أو الحلق
  • مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل ضيق التنفس والصفير
  • وفي الحالات الأكثر خطورة قد تؤدي تشنجات الشريان التاجي إلى نوبة قلبية.
أعراض الحساسية على البالغين| shutterstock
أعراض الحساسية على البالغين| shutterstock

كيف يتم التشخيص؟

تتوفر اختبارات متعددة للمساعدة في تشخيص الحساسية الغذائية، من بينها نذكر اختبار وخز الجلد، أو فحص الدم، أو تحدي الطعام عن طريق الفم.

وعند القيام بتحدي الطعام عن طريق الفم ستأكل أجزاء صغيرة من مسببات الحساسية المشتبه بها، بينما ينتظر طبيبك ليرى كيف تتفاعل معها.

يمكن إجراء اختبارات الحساسية بواسطة طبيب الرعاية الأولية أو أخصائي الحساسية.

طرق العلاج الممكنة

يجب على الأشخاص المعرضين لخطر الحساسية المفرطة الاحتفاظ بحاقن الإبينفرين التلقائي في متناول اليد في حالة الطوارئ.

أما عند التعرض لنوبات تحسسية خفيفة، فقد تساعد مضادات الهيستامين المتاحة دون وصفة طبية في تقليل الأعراض، مثل حكة الفم أو الشرى.

ومع ذلك، فإن مضادات الهيستامين المتاحة دون وصفة طبية لن تخفف أعراض الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي.

لذلك من المهم وضع خطة طوارئ لحساسية الطعام مع طبيبك، وفهم أفضل الطرق لعلاج رد الفعل، سواء أكان خفيفاً أو شديداً.

الفول السوداني| shutterstock
الفول السوداني| shutterstock

طرق الوقاية من حساسية الفول السوداني

نصحت لجنة خبراء عام 2010 حول تشخيص وإدارة الحساسية الغذائية برعاية المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) النساء بعدم إزالة الفول السوداني من نظامهن الغذائي أثناء الحمل والرضاعة. وذلك لأنهم لم يجدوا أي علاقة بين النظام الغذائي للأم واحتمالية إصابة الطفل بحساسية الفول السوداني.

فيما قدمت وزارة الصحة في المملكة المتحدة التوصية نفسها، ومع ذلك نصحت الآباء بالامتناع عن تقديم الفول السوداني للطفل خلال الأشهر الستة الأولى من حياته.

بالإضافة إلى ذلك، أوصت وزارة الصحة الأمهات بإرضاع أطفالهن رضاعةً طبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل بعد الولادة.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد