تستهلك المكملات الغذائية بكثرة دون الالتزام بجرعة محددة؟ احذر! فقد تؤدي إلى سمية “فيتامين د”

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/07 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/16 الساعة 18:22 بتوقيت غرينتش
سمية فيتامين د| shutterstock

تحدث سمية "فيتامين د" عند تناول الشخص كميةً كبيرةً من المكملات الغذائية الخاصة بهذا الفيتامين، كما أن تناول جرعة زائدة حتى وإن لم تكن سامة يمكن أن يكون مضراً بالصحة.

ورغم أن سمية فيتامين د نادرة فإنها يمكن أن تحدث بعد تراكم الفيتامين الإضافي في الجسم عند تناول جرعات زائدة بشكل مستمر.

ولا يعتبر التعرض لأشعة الشمس والحصول على هذا الفيتامين منها، أو من خلال تناول الطعام، من بين مسببات السمية، إذ إنه يحدث فقط بسبب المكملات الغذائية.

سمية "فيتامين د".. كيف تحدث؟

فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، عكس الفيتامينات الأخرى القابلة للذوبان في الماء، لذلك في هذه الحالة يكون من الصعب على الجسم التخلص منه في حال كانت نسبته زائدة في الجسم، ما يؤدي إلى تراكمه.

إذ في هذه الحالة تحدث عملية معقدة داخل الجسم، من خلال انتقال الفيتامين الزائد داخل الخلايا، ويطلب منها تشغيل الجينات أو إيقافها.

وقد يؤدي هذا لإعطاء إشارات خاطئة للخلايا، من بينها زيادة امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي والعظام. 

سمية فيتامين د| shutterstock
سمية فيتامين د| shutterstock

ونتيجة لذلك فإن العلامة الرئيسية لتسمم فيتامين د هي فرط كالسيوم الدم، أو ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، الذي يمكن أن يرتبط بالأنسجة الأخرى، بما في ذلك الكليتان، ويؤدي إلى تلفهما.

إذ عادة ما يكون معظم فيتامين د في الجسم مخزناً، ويرتبط إما بمستقبلات فيتامين "د" أو البروتينات الحاملة. 

ومع ذلك عندما يكون تناول فيتامين د مرتفعاً للغاية يمكن أن تصبح مستوياته مرتفعة جداً، بحيث لا يتبقى أي مكان على المستقبلات أو البروتينات الحاملة لكي يرتبط بها.

مصادر "فيتامين د" والكميات المسموحة

فيتامين د هو فيتامين أساسي، وكل خلية في الجسم تقريباً لديها مستقبل له، ويتم إنتاجه في البشرة بشكل طبيعي عند التعرض لأشعة الشمس.

يمكنك أيضاً امتصاص فيتامين د من الأطعمة التي يتم تناولها خلال النهار، من بينها نجد زيوت كبد السمك والأسماك الدهنية.

نظراً لأن القليل من الأطعمة تحتوي بشكل طبيعي على فيتامين د، فإن الأطعمة المدعمة بفيتامين "د" تعد مصدراً مهماً لكي يتم الحصول على النسبة الكافية منه.

لذلك يجدر قراءة الملصقات الغذائية على الأطعمة مثل الحليب وبدائل الحليب وحبوب الإفطار والزبادي، لمعرفة ما إذا كانت مدعمة بفيتامين "د".

إذ إن فيتامين د مهم جداً لصحة العظام، وقد تم ربطه بوظيفة المناعة والحماية من بعض أنواع السرطان، لذلك يجب أن يتم الاهتمام بتناوله، لكن بالجرعات الموصَى بها طبياً.

الشمس مصدر فيتامين د| shutterstock
الشمس مصدر فيتامين د| shutterstock

والمبادئ التوجيهية لمستويات "فيتامين د" في الدم من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) هي كما يلي:

  • الجرعة الكافية: 20-50 نانوغراماً لكل مليلتر، أو 50-125 نانومول لكل لتر. 
  • الحد الأعلى الآمن: 50 نانوغراماً/مل، أو 125 نانومول/لتر.
  • الجرعة السامة: أعلى من 50-60 نانوغراماً/مل، أو أعلى من 125-150 نانومول/لتر.

وقد وجد مجلس الغذاء والتغذية أن مستويات الدم التي تتراوح بين 30-48 نانوغراماً/مل (75-120 نانومول/لتر) ترتبط بارتفاع معدلات الوفيات، وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، وزيادة خطر التعرض للكسور عند الأطفال وكبار السن.

ويجب أن يكون تناول فيتامين "د" يومياً بمقدار 600 وحدة دولية (IU)، أو 15 ميكروغراماً (مكجم)، لضمان مستويات الدم المثالية لمعظم الناس.

فيما ينصح بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً بتناول 800 وحدة دولية (20 ميكروغراماً) يومياً. 

أما الكمية الكافية للأطفال من عمر 0 إلى 12 شهراً فهي 400 وحدة دولية (10 ميكروغرامات) فقط.

فيما قد يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين "د" إلى جرعات أعلى للحفاظ على مستويات الدم الصحية لهذا الفيتامين. 

متى يتعرض الشخص لسمية فيتامين د؟

رغم ندرة التعرض لسمية فيتامين د، يُعتقد أن الزيادات خلال السنوات الأخيرة في استخدام المكملات الغذائية أدت إلى زيادة في الحالات المبلغ عنها.

يشير مجلس الغذاء والتغذية إلى أن أعراض السمية من المرجح أن تظهر عندما يكون تناول الشخص اليومي على الأقل 10000 وحدة دولية (250 ميكروغراماً).

ومع ذلك، حذّر الخبراء من أن الكميات الأصغر بكثير يمكن أن ترتبط بمخاطر صحية، إذ حسب مجلس الغذاء والتغذية فإنه حتى الكميات الأقل من مستوى المدخول العلوي المسموح به (UL) البالغ 4000 وحدة دولية (100 ميكروغرام) يمكن أن تكون لها آثار صحية سلبية بمرور الوقت.

مكملات غذائية| shutterstock
مكملات غذائية| shutterstock

لذلك فإن الأفراد الذين يعانون من سمية فيتامين "د" عادةً ما تكون لديهم مستويات في الدم أعلى من 150 نانوغراماً/مل (375 نانومول/لتر).

كما أن بعض الحالات التي تم التبليغ عنها كانت ناجمة عن أخطاء في التصنيع، أو وضع العلامات على عبوة المكمل، عندما تحتوي منتجات فيتامين "د" على ما يصل إلى 4000 مرة أكثر من فيتامين "د" المذكور على العبوة.

يمكن لبعض الأدوية، مثل مدرات البول الثيازيدية، أن تتفاعل مع مكملات فيتامين "د"، وتُسبب تأثيرات ضارة في الجسم كذلك.

أعراض وعلاج السمية

النتيجة الرئيسية لسمية فيتامين د هي ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم، وتشمل الأعراض المبكرة له كلاً من فقدان الشهية والغثيان والقيء والإسهال والإمساك.

إذ على مدار أيام أو أسابيع قد تظهر على الشخص المصاب أيضاً أعراض مثل العطش الشديد والتعب والألم والصداع والارتباك وعدم انتظام دقات القلب والتبول المتكرر وحصوات الكلى.

إذ يمكن علاج سمية فيتامين د، لكن الحالات الشديدة قد تسبب في النهاية فشلاً كلوياً وعدم انتظام ضربات القلب وتكلس الأنسجة الرخوة مثل الشرايين.

إذ لا تزال المناقشات حول المستويات العليا الآمنة من فيتامين د مستمرة، وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة حديثة استمرت 3 سنوات على كبار السن عدم وجود زيادة في تكلس الشرايين عند تناول 10000 وحدة دولية يومياً.

سمية فيتامين د| shutterstock
سمية فيتامين د| shutterstock

إذ يعتبر علاج سمية فيتامين د بسيطاً، وهو التخلص من جميع مكملات فيتامين د والكالسيوم .

فيما قد يصحح الطبيب أيضاً مستويات الكالسيوم في الدم، عن طريق زيادة الملح والسوائل، وغالباً ما يَستخدم محلولاً ملحياً عن طريق الوريد.

واعتماداً على شدة الأعراض، قد تكون هناك حاجة إلى أدوية أو علاجات أخرى سيتم وصفها من قِبل الطبيب، حسب تشخيصه للحالة.

لكن تجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات يمكن أن تكون الجرعات الكبيرة ضارة، حتى بدون ظهور أعراض التسمم.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد