هناك بعض الأطفال يعانون من مشاكل في القراءة، التي تعتبر مهارة أساسية من أجل التعلم، والنجاح الدراسي، منذ أول يوم في المدرسة.
وهذه المشكلة تعتبر واحدة من بين التحديات التي تواجه الوالدين والمربين في مجتمعنا اليوم، كون هذه المهمة لا تُمثل فقط أساساً لتطوير مهارات اللغة والتفكير لدى الأطفال، لكنها تعتبر أيضاً باباً رئيسياً نحو عالم المعرفة والابتكار.
وفي ظل التطور التكنولوجي المستمر، يتساءل العديد من الأهل عن الطرق الفعّالة والمبتكرة التي يمكنهم بها تشجيع أطفالهم على حب القراءة، وتعلمها بأسرع ما يمكن.
نستعرض لكم في هذا المقال بعض الطرق السهلة والمبتكرة التي سوف تساعد الوالدين والمربين لتسهيل عملية تعلم القراءة للأطفال، مع التركيز على كيفية جعل هذه العملية ممتعة ومحفزة لهم.
أصوات الحروف بدلاً من أسماء الحروف
عادة ما يتم تعليم الأطفال الحروف من خلال نطقها منفصلة عن الكلمات التي تحتويها، على سبيل المثال عند تعليمه حرف "باء"، سيكون من الصعب على الطفل أن يفهم أن هذا الحرف هو نفس المستعمل في كلمة "باب".
لذلك بدلاً من هذا، يمكن تعليم الطفل الحروف بالأصوات المرتبطة بها، أي نطق حرف الباء بالطريقة نفسها التي يتم استعماله فيها عند نطق الكلمة، أي الاستغناء عن الألف واللام، ونطق "ب" فقط، لتكون مألوفة في السمع عند قول كلمة "باب".
ويعود السبب وراء تعلم الطفل بسرعة بهذه الطريقة، أنها تساعده على إنشاء رابط قوي بين مجموعة من الحروف وأصواتها، الشيء الذي يمكنه من نطق الكلمات القصيرة بسرعة.
وكلما زادت روابط الطفل مع الحروف التي تعلمها بالصوت، سهل عليه حفظها، وتعلم كتابتها بعد ذلك، دون عناء.
البداية بالأحرف الكبيرة عند الكتابة
التدرب على كيفية قراءة الحروف يصبح أسهل بكثير عندما تبدو جميعها مميزة، ولهذا السبب يجب تعليم الطفل الحروف الكبيرة في البداية، ليشعر أنها سهلة، قبل التعرف على الحروف الصغيرة والسهلة فعلاً.
وغالباً ما يصبح التمييز بين الحروف سهلاً بالنسبة للطفل، عند التعرف على الحروف الكبيرة أولاً، الشيء الذي يجعله قادراً على التفريق بين تلك المتشابهة كذلك، مثل حرف "الشين" و"السين".
كما أن هذه الطريقة تساعد كذلك على جعل الطفل قادراً على فهم أساسيات التعرف على الحروف ومن ثم القراءة بسهولة وبساطة.
ومن أجل تعلم هذه الحروف الكبيرة، يمكن جعل الطفل يتعامل معها من خلال إشراك حاسة اللمس، من خلال تقطيع هذه الحروف بعد كتابتها في ورق مقوى مثل ورق الصنفرة، ثم جعل الطفل يضع يديه عليها لحفظ شكلها، تم خلطها وجعله يكتشفها دون النظر إليها.
تعليم القراءة عن طريق الصوت
أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين لديهم خلفية قوية في كل ما له علاقة بالصوت، والربط بينه وبين الرموز، يميلون إلى أن يصبحوا متفوقين في القراءة على المدى الطويل.
إذ يوضح النهج الصوتي للقراءة للطفل كيفية الانتقال بين الحروف، ومزج الأصوات أثناء تقديمها من أجل قراءة الكلمات التي لم يحفظها الطفل بعد.
وبمجرد أن يطور الطفل مستوى الحفظ من خلال الصوت يمكنه نطق الكلمات على الفور، فيما سيحتاج بعض الوقت الإضافي مع الكلمات المركبة والطويلة.
من الأفضل تدريس الصوتيات بشكل واضح ومتسلسل ومنهجي، وهي الطريقة التي تقدمها الكثير من التطبيقات التي يمكن تنزيلها عبر اللوحات الإلكترونية، من بينها تطبيق "HOMER".
التحدث بشكل دائم
على الرغم من أن الحديث عادة ما يُنظر إليه على أنه مهارة خاصة من أجل تحسين الكلام عند الطفل فقط، إلا أن هذا ليس صحيحاً.
وذلك لأن دماغ الطفل يمكن وصفه مثل الورقة البيضاء، التي تستوعب كل شيء طوال الوقت، بما في ذلك الكلمات التي لا تريد أن يتعلمها.
ومن هنا نستنتج أن التحدث مع الطفل بشكل متكرر، وإشراك مهارات الاستماع وسرد القصص لديه يمكن أن يزيد من مفرداته.
وهذا يمكن أن يساهم بشكل كبير في تكوين الجمل والتعرف على الكلمات الجديدة وكيفية استخدامها في سياقات مختلفة، الشيء الذي يجعل لديه قابلية كبرى لتعلم القراءة، وعدم بذل مجهود كبير في فهم الكلمات كذلك، الشيء الذي يعيق سرعته في التعلم بشكل عام.
تبسيط القراءة
بداية تعلم القراءة بالنسبة للأطفال تدور حول الاستمتاع واستكشاف العالم من خلال النصوص والصور والرسوم التوضيحية.
وعندما يتعلق الأمر بعملية تلقين القراءة، فمن الأفضل أن يكون الطفل مسترخياً وقادراً على التركيز فيما يتعلمه بدلاً من الضغط عليه في جلسة مرهقة بعد يوم طويل.
كما يجب التركيز على نقطة مهمة جداً، وهي جودة التعليم لا الكمية، إذ يمكن الاكتفاء بمدة لا تتعدى 15 دقيقة يومياً من مسار القراءة، الشيء الذي يجعل هذه المهارة سهلة وسلسة.
التدرب على القراءة المشتركة
أثناء القراءة مع الطفل، سيكون من الجيد جعله يكرر الكلمات أو الجمل مرتين، وذلك خلال المتابعة معه في الكتابة بالإصبع من أجل شد انتباهه وتقوية تركيزه.
وعند استصعاب كلمة معينة من طرف الطفل، هذا لا يعني أنه يجب إيقاف حصة القراءة، وإنما يجب شرح معنى الكلمة وتبسيطها، وتكوين حالة من الرغبة بداخله من أجل التمكّن من نطقها.
هناك خيار آخر وهو تقسيم وقت القراءة بصوت عالٍ مع الطفل، من خلال قراءة المشرف على التعليم سطراً واحداً، وجعله يقرأ السطر التالي، وكأنه نوع من التحدي بينهما، وكذلك يجعله قادراً على تكوين ثقة أكبر في نفسه.
تعمل هذه التقنية أيضاً على تعريف الطفل أكثر بالتدفق الطبيعي للقراءة، إذ بدل الاستماع فقط أو التركيز على الرسومات، سيكون هدفه هو قراءة أكبر عدد من السطور في الكتاب الموجود أمامه.
لعب ألعاب الكلمات
إن إشراك الطفل في القراءة لا يجب أن يقتصر على الكتب فقط، إذ يمكن أن تكون ألعاب الكلمات طريقة رائعة لتقوية مهاراته دون قراءة قصة كاملة مرة واحدة.
وإحدى ألعاب القراءة التي يمكن اقتراحها هي كتابة كلمات سهلة يمكن للطفل لفظها في ورقة، ولصقها في الحائط، ثم إعطاؤه كرة صغيرة، يقوم برميها على تلك الكلمات، وكلما تمكن من إصابة واحدة، سيكون عليه قراءتها مباشرة، من أجل الحصول على نقطة إضافية للفوز باللعبة.
فيما يمكن استعمال عجين الطين في طريقة التعلم، وجعل الطفل يكوّن كلمات معينة، من خلال تشكيل الحروف من هذا العجين، وكلما تمكن من إتمام كلمة ما سيحصل على نقطة إضافية.