الأسبرين لا يقي فقط من الجلطات بل يقلل خطر الإصابة بـ”السكري” من النوع الثاني.. دراسة جديدة تكشف ذلك

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/16 الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/16 الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش
الأسبرين| shutterstock

كشفت نتائج بحث دراسة جديدة، تم عرضها خلال الاجتماع السنوي للرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري (EASD) في مدينة هامبورغ الألمانية، خلال الفترة ما بين 2 إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن الأشخاص البالغين، الذين لا تقل أعمارهم عن 65 عاماً، ويتناولون  100 مللغم يومياً من الأسبرين ارتبطوا بانخفاض خطر الإصابة بالسكري بنسبة 15%.

إذ إن الجرعة اليومية من الأسبرين، حسب الدراسة، تؤدي إلى تحسين مستويات جلوكوز بلازما الصوم (FPG)، التي تقيس مستويات السكر في الدم، وتقلل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى البالغين الأكبر سناً.

ومع ذلك، رفعت الجرعة المنخفضة من الأسبرين أيضاً مخاطر النزف الدموي، ولم يكن لها تأثير كبير على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

جرعة الأسبرين المنخفضة وعلاقتها بتقليل خطر مرض السكري

قبل وصف الأسبرين للوقاية من الإصابة بمرض السكري، كان دائماً هناك حاجة لبحوث جديدة ومكثفة، من أجل التأكد مما إذا كان له أي تأثير أو مخاطر على صحة الإنسان.

إذ دائماً ما كان هناك نوع من التشكيك من حجم النتائج التي يمكن أن يقدمها، والأضرار التي قد ينطوي عليها، انطلاقاً من الجرعات التي يمكن الحصول عليها.

الأسبرين| shutterstock
الأسبرين| shutterstock

وحسب الدراسة الحديثة، أراد الباحثون استيعاب آثار الجرعة المنخفضة من الأسبرين على البالغين الأكبر سناً، وذلك استناداً إلى النتائج المستقاة من تجربة مزدوجة التعمية مضبوطة بالدواء الوهمي نُشرت في مجلة "New England Journal of Medicine" الطبية في عام 2018.

وقد شارك في هذه التجربة 16209 أشخاص  قُسموا إلى مجموعتين، إذ أُعطي إلى 8086 شخصاً منهم 100 مللغم من الأسبرين يومياً، وأُعطيت المجموعة الأخرى المكونة من 8123 شخصاً دواء وهمياً.

وقد تم تعقب المشاركين في الدراسة بعد ذلك لمدة 4 سنوات و7 أشهر، وخلال هذه الفترة، تم رصد إصابة  995 شخصاً بالسكري.

وحسب النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي، بعد مقارنة الأشخاص الذين تناولوا دواء وهمي، والآخرين الذين تناولوا الأسبرين، تبين أن هذه المجموعة الثانية انخفضت لديهم مخاطر الإصابة السكري بنسبة 15%.

كما زادت مستويات جلوكوز بلازما الصوم بصورةٍ أبطأ لدى المجموعة التي تناولت الأسبرين، مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا الدواء الوهمي.

تناول حبة من الأسبرين| shutterstock
تناول حبة من الأسبرين| shutterstock

كيف يعمل الأسبرين لتقليل خطر مرض السكري؟ 

حسب العديد من الأبحاث السابقة، فإن الأسبرين دائماً كان يتم وصفه ليكون أداة لمنع الجلطات، وأمراض القلب والأوعية الدموية، فيما أصبحت تشير النتائج الجديدة، وفقاً للباحثين، إلى أنه قد يضطلع بدور مهم في منع مرض السكري أيضاً.

وحسب ما يشرحه الأطباء المختصون، فإن هناك علاقة قوية بين الالتهابات المزمنة واضطرابات السكر في الدم، ومن الناحية النظرية، فإن الأسبرين يعد دواءً مضاداً للالتهابات، لذلك فهو بشكل مباشر يساعد في إبطاء الإصابة بمرض السكري.

الأسبرين| shutterstock
الأسبرين| shutterstock

ما هي مخاطر تناول جرعة منخفضة من الأسبرين؟

توصي فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً بتجنب تناول جرعة يومية منخفضة من الأسبرين على أساس أنها استراتيجية للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

فقد يكون هناك مخاطر شديدة للغاية لتناول جرعة منخفضة من الأسبرين، لاسيما بالنسبة لكبار السن، من بينها خطر النزيف.

إذ وجدت الدراسات الحديثة أن الأشخاص الأكبر سناً ربما لا يستفيدون من تناول جرعة يومية من الأسبرين، إلا إذا كانوا يعانون بالفعل من حالة قلبية رئيسية، مثل الأزمة القلبية.

كما أنه يوجد هناك قيد رئيسي يتمثل في أن النتائج الجديدة تستند إلى بيانات جُمعت بالفعل، مما يضيف عنصر العمل إلى الوراء لتحديد العلاقة المحتملة حسب النتائج التجريبية الأولية.

الأسبرين| shutterstock
الأسبرين| shutterstock

ومع ذلك، قد تكشف هذه الأنواع من التحليلات عن نتائج تستحق الاستكشاف في التجارب المستقبلية، فيما يبقى من الجيد دائماً محاولة إيجاد حلول غير دوائية أولاً، للوقاية من مرض السكري، من بينها اتباع حمية غذائية، أو ممارسة الرياضة. 

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد