قد يعيش في الجسم لسنوات وينتشر قبل اكتشافه.. أسباب وعلاج وأعراض سرطان البروستات

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/07 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/07 الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش
هو الأكثر شيوعاً بين الرجال/ مواقع التواصل

سرطان البروستات (Prostate Cancer) هو السرطان الذي يتكوّن ويتطور داخل منطقة صغيرة من غدة البروستات، الموجودة عند الرجال فقط، والتي تُشبه حبة الجوز في شكلها؛ وهي المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي الذي يغذي وينقل الخلايا المنوية.

يُمكن القول إن سرطان البروستات هو أحد أكثر السرطانات الشائعة، وعلاجه غالباً ما يكون مقلقاً بالنسبة إلى الرجل، لأنه قد يسبّب مجموعة متنوعة من الأعراض الجانبية، بما في ذلك: مشكلات المثانة، والضعف الجنسي.

ففي ورقةٍ بحثية حديثة نشرها الموقع التابع لشركة Stat Pearls (الرائدة في مجال تعليم وتكنولوجيا الرعاية الصحية)، في مايو/أيار 2023، اعتُبر الورم الخبيث الأكثر شيوعاً بين الذكور، والسبب الرئيسي الخامس للوفاة بالسرطان لدى الرجال.

ففي عام 2020 وحده، تم تشخيص نحو مليون ونصف حالة مُصابة بسرطان البروستات، مقابل تسجيل 375 ألف حالة وفاة بسببه في جميع أنحاء العالم.

صحيح أنه مرض يمكنه أن يهدّد الحياة، لكن أساليب التشخيص وخيارات العلاج المتاحة تحسّنت كثيراً في السنوات الأخيرة، الأمر الذي ساعد في الحدّ من الضرر الذي يمكن أن يسبّبه.  

أسباب سرطان البروستات

السرطان هو مجموعة من الخلايا غير الطبيعية، التي تتكاثر بوتيرة أسرع من الخلايا الطبيعية، وترفض أن تموت. 

تتمتع هذه الخلايا السرطانية بالقدرة على اجتياح الأنسجة السليمة وتدميرها، إما عن طريق النمو بشكلٍ مباشر على الجزء العلوي من الأنسجة المحيطة، وإما بعد الانتقال إلى أعضاء أخرى في الجسم عن طريق الدورة الدموية أو عبر الغدد اللمفاوية. 

الورم السرطاني المجهري الذي لا يمكن أن يُرى إلا بالمجهر يمكن أن يتطور على شكل عناقيد صغيرة تواصل النمو والتطور لتصبح نسيجاً أكثر كثافة، وأشدّ صلابة.

والحقيقة أن أسباب سرطان البروستات الدقيقة ما زالت غير معروفة حتى الآن، كما أنه ليس معروفاً لماذا تتصرف أنواع معينة من الأورام السرطانية بشكلٍ مختلف عن غيرها. لكن تتفق الأبحاث على أن هذا التطور للخلايا سببه عوامل مختلفة ومجتمعة.

فالوراثة، والهرمونات، والتغذية، والبيئة؛ جميعها عوامل تشكّل مفتاحاً لفهم هذا المرض. ووفقاً لموقع Healthline الطبي، يمكن لهذا النوع من السرطان أن يصيب أي رجل، إلا أن هناك عوامل معينة تزيد من خطر الإصابة به، وهي:

  • تاريخ عائلي يحمل الإصابة بسرطان البروستات.
  • تقدم العمر: 50 عاماً وما فوق. 
  • التغيّرات الجينية.
  • التدخين.
  • البدانة.
استشر طبيبك لو لاحظت أي أعراض غير طبيعية/ iStock
استشر طبيبك لو لاحظت أي أعراض غير طبيعية/ iStock

أعراض سرطان البروستات المتقدم

بينما ينمو بعض أنواعه بشكلٍ بطيء، ويحتاج إلى الحدّ الأدنى من العلاج، هناك في المقابل أنواع أخرى تكون أكثر شراسة وقد تتفشى بسرعة. 

في حال تم اكتشاف سرطان البروستات في مراحله المُبكرة، حين يكون لا يزال محصوراً في حدود غدة البروستات، فإن فرص الحصول على العلاج المناسب تكون أكبر. لكنه غالباً ما ينمو ببطءٍ شديد، وقد يعيش في الجسم لسنوات وينتشر، قبل اكتشافه. 

وبمعنى أوضح، لا يسبب سرطان البروستات أية أعراض على الأرجح، حتى يصبح في مرحلة متقدمة. وبمجرد انتشاره في الجسم، فهذا يعني أنه يشكل خطراً. لذلك يوصى بإجراء الكشف المبكر عنه بانتظام. وهذه أبرز أعراض سرطان البروستات المتقدم:

1- مشاكل في المسالك البولية

مشاكل التبول تصبح شائعة لدى المصابين بسرطان البروستات، لأن غدة البروستات تقع تحت المثانة، وتحيط بالإحليل. وبسبب موقعها، يُمكن للورم -إذا نما وتطوّر- أن يضغط على المثانة أو مجرى البول، ويسبب مشاكل.

وحين نتحدث عن مشاكل المسالك البولية، أحد أبرز أعراض سرطان البروستات المتقدم، نقصد ما يلي:

  • التيار الأبطأ أو الأضعف من المعتاد
  • الحاجة المتكررة للتبول
  • النزيف أثناء التبول
  • الحرقان في البول

2- سرطان البروستات والجماع

نعم، علاقة سرطان البروستات والجماع مضطربة، لأن ضعف الانتصاب أحد أبرز أعراض سرطان البروستات المتقدم. تُسمّى هذه الحالة أيضاً بـ"العجز الجنسي"، حين تصبح غير قادر على الحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه.

ووفقاً لموقع Cleveland Clinic، فإن الدم في السائل المنوي بعد القذف يمكن أن يكون أيضاً أحد أكثر أعراض سرطان البروستات المتقدم شيوعاً. 

3- الألم والخدر

من أعراض سرطان البروستات المتقدم أنكَ قد تشعر بضعفٍ أو تنميلٍ في الساقين والقدمين. كما قد تفقد السيطرة على المثانة والأمعاء إذا انتشر السرطان، ما يُسبّب الضغط على الحبل الشوكي.

ووفقاً لموقع Webmd الطبي، فإن الألم في عظام أسفل الظهر أو الحوض أو الفخذين يمكن أن يكون من أعراض سرطان البروستات المتقدم، مثله مثل فقدان الوزن بشكلٍ مفاجئ أو بصورة غير مبررة. 

الألم في أسفل الظهر والحوض والفخذين من أبرز أعراضه/ Pexels
الألم في أسفل الظهر والحوض والفخذين من أبرز أعراضه/ Pexels

علاج سرطان البروستات

ثمة أكثر من طريقة لعلاج سرطان البروستات. وبالنسبة لبعض الرجال يمكن أن يكون الدمج بين علاجات عدة -مثل الجراحة مع المعالجة الإشعاعية والهرمونية- هو الحل المثالي. 

يختلف علاج سرطان البروستات مع اختلاف كل حالة؛ فسرعة أو بطء النمو، وعمر الرجل، ومدى انتشار الورم؛ كلها عوامل تؤثر على طريقة العلاج المناسبة. لكن العلاجات الأكثر شيوعاً تشمل ما يلي:

1- العلاج الإشعاعي الخارجي

يتم استخدام الأشعة السينية القوية جداً لتدمير الخلايا السرطانية. وهو نوع فعال جداً، لكنه قد يهاجم الأنسجة السليمة أيضاً، وله أعراض جانبية مزعجة غالباً ما تختفي بعد الانتهاء من العلاج، مثل: 

  • النزيف من الشرج
  • صعوبات في التبول
  • العجز الجنسي

2- الغرسة المشعة

وهي طريقة علاجية شائعة جداً في السنوات الأخيرة لمعالجة سرطان البروستات. وفي طريقة الغرسة المشعة (Implant) يوضع المصدر الإشعاعي على مسافة قصيرة وقريبة من الجسم أو العضو المُعَالَج، فيعطي جرعة إشعاع عالية -أعلى بكثير من العلاج الإشعاعي الخارجي- وعلى فترة زمنية أطول.

تُستخدم هذه الطريقة العلاجية في العادة لمعالجة السرطان غير المتقدم، وقد تصاحبها أعراض جانبية مشابهة لأعراض العلاج الإشعاعي الخارجي. 

3. العلاج الهرموني

يهدف إلى منع الجسم من إنتاج هرمون الذكورة التستوستيرون، الذي يمكن أن يحفّز إنتاج الخلايا السرطانية. ومن آثاره الجانبية الأكثر شيوعاً: 

  • انخفاض الكتلة العضلية وكتلة العظام
  • موجات من الحمى 
  • تضخم الثديين
  • العجز الجنسي
  • زيادة الوزن 

كما أن الأدوية، التي تشكل الهرمونات مركباتها الأساسية، يمكن أن تسبب الغثيان والإسهال والتعب الجسدي، وأحياناً يمكن أن تُلحق ضرراً بالكبد. 

4- الجراحة لاستئصال غدة البروستات

استئصال غدة البروستات غالباً ما يكون الوسيلة الأمثل لعلاج الورم السرطاني الذي ما زال محصوراً داخل الغدة. 

ومن خلال الجراحة، تُستأصل غدة البروستات والعقد اللمفاوية المجاورة لها. ويمكن لهذه الجراحة أن تؤثر على العضلات، ومجموعات الأعصاب التي تتحكم بعملية التبول، كما تؤثر على القدرات الجنسية.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد