كثيرةٌ هي أعراض سرطان المبيض، لكن قبل التحدث عنها، يجب الإشارة إلى أن سرطان المبيض هو مجموعة من الأمراض التي تنشأ في المبيضين، أو في المناطق المرتبطة بقناتي فالوب والغشاء البريتوني، الذي يبطّن البطن. وعادةً ما يتمّ تشخيص هذه السرطانات في مرحلة متقدّمة، بمعنى أنها لا تسبّب أعراضاً حتى تنتشر.
لدى المرأة مبيضان يقعان في الحوض، واحد على كل جانب من الرحم، يصنعان الهرمونات الأنثوية وينتجان البويضات للتكاثر. وعلى كلّ جانبٍ من الرحم، تمتلك المرأة زوجاً من الأنابيب الطويلة النحيلة، يُطلق عليها اسم قناتي فالوب.
وقناة فالوب هي الممر الذي تسلكه البويضات، من المبيضين باتجاه الرحم. أما الغشاء البريتوني، أو الصفاق، فهو عبارة عن بطانة الأنسجة التي تغطي جميع الأعضاء الموجودة في البطن.
غالباً ما يُصيب سرطان المبيض (Ovarian Cancer) النساء، التي تتراوح أعمارهن بين 50 و75 سنة، وهو يستهدف امرأة واحدة من بين كلّ 70 امرأة؛ لذلك يُعتبر من السرطانات الأكثر شيوعاً التي تُصيب النساء.
أنواع سرطان المبيض في العادة ثلاثة، وتعتمد على نوع الخلايا التي ينشأ منها الورم في المبيض، وتشمل:
- الأورام الظهارية: تنشأ في طبقة الأنسجة التي تغطي الجزء الخارجي من المبيضين، ويمثل هذا النوع 90% تقريباً من سرطانات المبيض.
- الأورام اللحمية: تنشأ في الخلايا التي تفرز الهرمونات، وتمثل 7% من سرطانات المبيض.
- أورام الخلايا الجنسية: يتطور هذا النوع في الخلايا المنتجة للبويضات، وهو نوع نادر جداً من سرطانات المبيض.
أحياناً، قد يبدأ انتشار السرطانات من أجزاء أخرى في الجسم، وصولاً إلى المبيضين. وحين يبدأ السرطان من المبيضين، فهو ينتقل في العادة أولاً إلى المنطقة المحيطة، أو إلى داخل التجويف البطني، أو الحوض.
كما يمكن أن يظهر في نهاية المطاف عبر مجرى الدم، في أجزاءٍ بعيدة من الجسم، خصوصاً في الكبد والرئتين. وتُقسّم مراحل سرطان المبيض إلى 4 مراحل مختلفة، وهي من الأقل إلى الأكثر خطورة:
- المرحلة الأولى: حين يكون الورم متركزاً في أحد المبيضين، أو كليهما.
- المرحلة الثانية: حين يؤثر على مواقع أخرى في الحوض بجانب المبيض.
- المرحلة الثالثة: حين ينتشر إلى غشاء البطن، أو العقد الليمفاوية.
- المرحلة الرابعة: حين ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويصل الكبد أو الرئتين.
أعراض سرطان المبيض
في تقريرٍ نشرته صحيفة The Times البريطانية خلال شهر فبراير/شباط 2022، قال خبراء إن النساء يخسرن حياتهن بلا داعٍ بسبب الجهل، لأنهن لا يعرفن أعراض سرطان المبيض الرئيسية.
تُظهر الأرقام أن الوعي بأعراض سرطان المبيض التحذيرية "منخفض بدرجة مخيّبة للآمال"، وغالباً ما يُخلَط بينه وبين أمراض شائعة، مثل: التهاب المثانة، أو متلازمة القولون العصبي.
وفيما يَلي، أعراض سرطان المبيض، التي غالباً ما تظهر حين يكون المرض قد انتشر. ومع ذلك، فإن أي ظهورٍ مُبكر لأي من هذه العلامات، يجب عدم إهماله أو تجاهله.
1- انتفاخ البطن والغازات
من أكثر أعراض سرطان المبيض شيوعاً، ورغم ذلك، ما زال غير معروف لدى الكثيرات. استمرار شعور المرأة بانتفاخ البطن بشكلٍ متواصل ويومي، لأكثر من 3 أسابيع، قد لا يكون علامة على انتفاخ القولون فقط.
كذلك، فإن مظهر البطن المنتفخ بكل وضوح من دون سببٍ واضح، وبشكلٍ يومي، قد يكون أحد أخطر أعراض سرطان المبيض التي يجب عدم تجاهلها. فحينها، غالباً ما يكون تورم البطن نتيجة تضخم المبيض، أو تجمّع السوائل في البطن (ويُسمّى ذلك الاستسقاء).
وهذه مرحلة خطرة، تعني أن الورم قد وصل إلى منطقة البطن. وغالباً حين يتم سحب السوائل من البطن، يتبيّن بعد زرعها أنها عبارة عن ورمٍ سرطاني.
فقد كشفت الأبحاث التي أجرتها مؤسسة Target Ovarian Cancer الخيرية، أن 79% من النساء لا يعرفن أن انتفاخ البطن من أعراض سرطان المبيض، وأن 68% لا يعرفن أن آلام البطن واحدة من علاماته المحتملة أيضاً.
بينما يعتقد نحو 40% من النساء في المملكة المتحدة خطأً أنّ فحص عنق الرحم بإمكانه أن يكشف الإصابة بسرطان المبيض، في نسبةٍ ارتفعت 30% عن آخر استطلاع أُجري عام 2016. وتشهد بريطانيا نحو 7500 إصابة جديدة بسرطان المبيض كل عام.
2- ألم متواصل في أسفل الظهر والحوض
إن الشعور بألمٍ وضغط متواصلين في منطقة البطن والحوض وأسفل الظهر يومياً، ولمدة تزيد على 3 أسابيع، أحد أعراض سرطان المبيض المبكرة التي يجب الانتباه إليها.
ورغم أن الأعراض المذكورة شائعة مع حالات مرَضية أخرى، فإنها في حالة سرطان المبيض تكون مختلفة. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، عليكِ استشارة الطبيب فوراً في حال:
- كان الألم مفاجئاً ومستحدثاً، ولم تشعري بمثله من قَبل.
- لا توجد أسباب منطقية لهذا الألم.
- كان ألماً متواصلاً، لا يتوقف.
3- تغيرات في عملية التبول
لا تُهملي شعور الحريق في البول، أو أي تغيرات أخرى في عملية التبول، مثل الشعور بالضغط أو الألم في المثانة، الذي ترافقه حاجة متكررة للتبول. كلها علامات قد تشير إلى أعراض سرطان المبيض.
4- نزيف مهبلي غير منتظم وتشنجات
قد تتسبب بعض أنواع سرطانات المبيض في ظهور نزيف مهبلي يشبه نزيف الدورة الشهرية، لكن بشكلٍ غير منتظم، وفي أوقات خارج أوقات الدورة الشهرية المعتادة. وفي بعض الأحيان، قد يرافق النزيف شعور بتشنجاتٍ مؤلمة في البطن، تشبه بدورها تشنجات الدورة الشهرية.
لذا، عليك الانتباه إلى هذه العلامات، خصوصاً في حال تكررت لأكثر من 3 مرات، وخلال فترةٍ قصيرة. فالأمر قد لا يقتصر على عدم انتظام الدورة الشهرية.
4- فقدان الشهية والشعور السريع بالشبع
فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام قد يكونان من أعراض سرطان المبيض المُبكرة، خاصةً إذا رافقهما شعورٌ سريع بالشبع، رغم تناول كميات صغيرة فقط من الطعام.
وغالباً ما يكون الإمساك مرافقاً لهذين الشعورين، لذا يجب الانتباه، لأن أي تغيير في حركة الأمعاء قد يكون إشارة على سرطان المبيض.
علاج سرطان المبيض
يجمع علاج سرطان المبيض عادةً بين الجراحة والعلاج الكيميائي، حسب درجة الورم ومدى انتشاره، وقد تُستخدَم علاجات أخرى في حالاتٍ معينة.
ففي حالات السرطان المبكر، التي لم ينتشر فيها المرض خارج المبيض الواحد، تستلزم الجراحة استئصال المبيض المصاب مع قناة فالوب المرتبطة به. وفي حال إصابة المبيضين، يتم استئصالهما مع قناتَي فالوب.
في تلك الحالتين، لن تؤثر الجراحة على الرحم، ما يعني أن بإمكانك الحمل من خلال استخدام الأجنة أو البويضات المجمدة مثلاً.
لو كان السرطان قد تفشى بصورةٍ أكبر، ووصل إلى الرحم، يوصي الطبيب باستئصاله واستئصال المبيضين مع قناتي فالوب، إضافةً إلى العقد اللمفاوية وثنية من النسيج الدهني في البطن (أي الثرب).
وفي درجة السرطان المتقدمة أكثر، من المرجح أن يصف طبيبكِ العلاج الكيميائي قبل الجراحة أو بعدها، حسب انتشار المرض.
العلاج الكيميائي
هو علاج دوائي تُستخدم فيه مواد كيميائية لقتل الخلايا السرطانية سريعة النمو في الجسم، ويختلف نوع الدواء باختلاف درجة وانتشار المرض. يُمكن حقن أدوية العلاج الكيميائي في الوريد، أو تناولها عبر الفم.
غالباً ما يُستخدم العلاج الكيميائي بعد الجراحة واستئصال الورم، بهدف قتل أي خلية سرطانية قد تبقى موجودة. لكن يُمكن استخدامه أيضاً قبل الجراحة، في حال أراد الطبيب السيطرة على سرعة انتشار المرض.
في بعض الحالات، يمكن تسخين أدوية العلاج الكيميائي وحقنها في البطن أثناء الجراحة، يُطلق على هذا الإجراء اسم "العلاج الكيميائي مفرط الحرارة داخل الصفاق"، حيث تُترك الأدوية في الجسم لمدة محددة قبل سحبها منه واستكمال العملية الجراحية.
العلاج الموجه
تركز العلاجات الدوائية الاستهدافية على نقاط ضعفٍ محدّدة، وموجودة داخل الخلايا السرطانية. ومن خلال مهاجمة نقاط الضعف تلك، يمكن أن تتسبّب العلاجات الدوائية الاستهدافية في القضاء على الخلايا السرطانية.
إذا كنتِ تفكرين في الخضوع للعلاج الاستهدافي للقضاء على سرطان المبيض، فسيفحص الطبيب الخلايا السرطانية لديكِ، من أجل تحديد نوع العلاج الاستهدافي الذي يُمكن من خلاله علاج السرطان.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.