كل ما تريد معرفته عن التهاب البروستات.. الأسباب والعلاج، وهل يمكن للاتصال الجسدي أن يفاقم المرض؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/30 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/07 الساعة 10:36 بتوقيت غرينتش
السؤال عن العلاقة بين التهاب البروستات والجماع مشروع/ Shutterstock

لا يوجد حتى اللحظة دليلٌ مباشر على أن التهاب البروستات (Prostatitis) قد يسبّب سرطان البروستات. فالالتهاب هو عبارة عن تورمٍ في غدة البروستات، وغالباً ما يكون مصحوباً بألمٍ للمريض في المنطقة الأربية، أو الحوض، أو الأعضاء التناسلية.

والبروستات هي غدة صغيرة تقع بين القضيب والمثانة، يمرّ عبرها الإحليل (Urethra)، الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج القضيب، وهي تُنتج تقريباً كل السائل المنوي الذي يقذفه الرجل أثناء الجماع.  

تكون البروستات بحجم الجوزة لدى الرجال اليافعين، ولكنها تُصبح أكبر مع التقدُّم في العمر. ويمكن لالتهاب البروستات أن يحدث لدى الرجال في أي عمر، لكنه عادةً ما يكون شائعاً ما بين 30 و50 عاماً.

نعرف أن الأسئلة كثيرة فيما يتعلّق بالتهاب البروستات: ما هي أسبابه، وأعراضه، وهل يمكن علاجه نهائياً؟ والأهم، هل هناك علاقة بين التهاب البروستات والجماع؟ جميع تلك الأسئلة مشروعة، وسنحاول عزيزي القارئ أن نُجيب عليها تباعاً.

لكن أولاً، لنتعرّف إلى أنواعه

هناك 4 أنواع من التهاب البروستات: 

1- التهاب البروستات البكتيري الحاد: وهو عدوى بكتيرية تصيب البروستات، غالباً ما تكون مصحوبة بأعراض مفاجئة وحادة. 

2- التهاب البروستات البكتيري المزمن: وهو أيضاً عدوى بكتيرية، لكنها مستمرة أو متكررة الظهور، وغالباً ما تكون مصحوبة بأعراضٍ أقلّ حدّة.

3- متلازمة آلام الحوض المزمنة: هو النوع الأكثر شيوعاً، ولكنه ليس عدوى بكتيرية، بل التهاب في البروستات أو الأعصاب التي تغذي هذه المنطقة. أعراضها غالباً ما تكون مستمرة أو متكررة الظهور، ويتركز الألم في منطقة الحوض والمسالك البولية.

4- التهاب البروستات غير البكتيري: وهو غالباً ما يأتي من دون أعراض، ولا يحدث بسبب عدوى بكتيرية، ولكن قد ينجم عن الإجهاد أو تهيّج الأعصاب، أو التهاب سابق في المسالك البولية.

البروستات هي غدة صغيرة تقع بين القضيب والمثانة/ Shutterstock
البروستات هي غدة صغيرة تقع بين القضيب والمثانة/ Shutterstock

أعراض التهاب البروستات 

تختلف أعراض التهاب البروستات وعلاماته حسب نوعه، ومن مريضٍ إلى آخر، لكنها في الأنواع الثلاثة الأولى، فهي غالباً ما تتراوح بين: 

  • ألم في المنطقة ما بين القضيب وفتحة الشرج.
  • ألم في المثانة والخصيتين والقضيب.
  • حريق وألم أو صعوبة أثناء التبوّل.
  • كثرة التبوّل، خصوصاً في الليل.
  • ألم ومشكلات في القذف. 
  • ظهور دم في البول.

وأحياناً، في حالة التهاب البروستات البكتيري الحاد، يمكن أن تظهر أعراضٌ أخرى شبيهة بأعراض الأنفلونزا، أبرزها: الحمى، والقشعريرة، وآلام العضلات والمفاصل، والإرهاق الجسدي. 

أول ما عليكَ فعله هو مراجعة طبيب متخصص في المسالك البولية، الذي سيراجع الأعراض وتاريخك الطبي، ويُجري لك فحصاً أولياً بدنياً على أن يطلب إجراء فحوصاتٍ معيّنة لتحديد أسباب التهاب البروستات وطريقة علاجه.  

ومن المرجح أن تشمل الفحوصات ما يلي:

  • تحليل عيّنة من البروستات: في هذا الفحص، يُدلِّك الطبيب البروستات أثناء فحص المستقيم، لإخراج سائل منها إلى الإحليل، ثم يتم استخراج السائل مع عيّنة من البول لتحليلها، والتأكد من وجود عدوى بكتيرية أم لا. 
  • فحص المستقيم بالإصبع: حين يُدخل الطبيب إصبعه في المستقيم، وهو مرتدٍ قفازاً مدهوناً بمُزلق، للتأكد من وجود التهاب في البروستات.
  • تحليل البول: عن طريق تقديم عيّنة من البول، بحثاً عن وجود عدوى بكتيرية، وتحديد نوعها.
  • تحليل الدم: للبحث عن مؤشرات التهاب البروستات، أو مشكلات أخرى جانبية.
من الضروري مراجعة الطبيب/ Shutterstock
من الضروري مراجعة الطبيب/ Shutterstock

علاج التهاب البروستات 

يعتمد علاج التهاب البروستات على نوع الالتهاب الذي كشفه التشخيص، ويعتمد كذلك على الأعراض، أي أن العلاج هدفه أولاً وأخيراً السيطرة على أعراض التهاب البروستات. وذلك يتطلب: 

1- علاج العدوى:

إذا كنت مصاباً بالالتهاب البكتيري الحاد أو المزمن، فمن المحتمل أن يصف لك الطبيب المضادات الحيوية. وأحياناً، قد تتطلب الحالة المرضية الحادة أن تتلقى المضادات الحيوية من خلال الوريد في المستشفى، لفترة قصيرة. 

يجب الإشارة هنا إلى أن المسار الكامل للعلاج بالمضادات الحيوية عادةً ما يستغرق ما بين 4 إلى 6 أسابيع، وأحياناً أطول من ذلك. ففي هذه الحالة، يعمل الطبيب على القضاء على العدوى، وتقليل احتمالية الإصابة بالتهاب البروستات البكتيري المزمن.

2- علاج أعراض المسالك البولية:

من شأن هذا العلاج التخفيف من أعراض المسالك البولية؛ مثل وجود الألم عند التبوّل أو صعوبته؛ لذا من المحتمل أن يصف الطبيب الأدوية، التي يُطلَق عليها اسم "حاصرات مستقبِلات ألفا". 

من شأن هذه الأدوية أن تساعد على إرخاء عنق المثانة، وألياف العضلات التي تربط البروستات بالمثانة. وبينما توصف هذه الأدوية للرجال المصابين بمتلازمة آلام الحوض المزمنة، إلا أنها توصف لتخفيف أعراض المسالك البولية الناتجة عن العدوى البكتيرية.

3- علاج الألم الجسدي والنفسي:

يختلف الدواء حسب اختلاف حدّة الألم وتأثر المريض بحالته. يمكن أن تحتاج إلى أدوية مسكنة ومتاحة من دون وصفة طبية؛ مثل: الأيبوبروفين (Advil وغيره)، أو الأسيتامينوفين (Tylenol وغيره). 

وفي حال كان المريض متأثراً بحالته المرضية، فقد يوصي الطبيب بالعلاج النفسي لمساعدته في السيطرة على التوتر، وعلاج القلق الذي قد يكون ناتجاً عن غياب العلاقات الجنسية، بسبب الألم الذي يصاحب القذف. 

يمكن أن تكون الحمى أحد أبرز أعراض الالتهاب/ Shutterstock
يمكن أن تكون الحمى أحد أبرز أعراض الالتهاب/ Shutterstock

التهاب البروستات والجماع 

لا تحتاج إلى تجنب ممارسة الجنس، إذا كنت تعاني من التهاب البروستات. في العادة لا يؤدي الجنس إلى تفاقم الالتهاب. لكن الفكرة أن بعض الرجال، المصابين بالالتهاب، يعانون من آلامٍ أثناء القذف، ما قد يمنع الرغبة الجنسية أولاً ومن ثم المتعة.

وكما سبق وذكرنا، غالباً ما ترتبط أسباب التهاب البروستات بعدوى بكتيرية، لا تنتج عادةً عن مسبّب يمكنه أن ينتقل إلى الشريك أثناء الاتصال الجسدي. ولكن في بعض الحالات، قد يكون سبب التهاب البروستات هو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

لذلك، يوصي موقع Beacon Health System الطبي بتجنّب الاتصال الجسدي، إذا كان لديك تقرحات بالأعضاء التناسلية أو إفرازات غير عادية، وبزيارة طبيبك الخاص. 

أخيراً، من المهم الإشارة إلى أن التهاب البروستاتا حالة شائعة للغاية بين الرجال، وتكون مزمنة في بعض الحالات، وهي تؤثر على ما يصل إلى 10% من الرجال حول العالم؛ وفق موقع Healthline الطبي. 

ورغم أن له عدداً من الأسباب غير المعروفة، ويمكن ربطه بمخاوف صحية أخرى، إلا أنه يمكن أن يحدث أيضاً بسبب عدوى بكتيرية في المسالك البولية. ويمكن أن يكون لبعض الأعراض عواقب وخيمة، في حال لم تتم متابعتها وعلاجها على الفور. 

استشِر الطبيب لو شعرتَ بألمٍ غير عادي في منطقة الأعضاء التناسلية أو المستقيم، خاصة إذا رافقته حمى أو ظهور دم في البول.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد