قد تؤدي إلى منع الحركة وتصلب الجلد.. أسباب وأعراض الوذمة اللمفية وطرق علاجها

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/27 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/27 الساعة 12:14 بتوقيت غرينتش
الوذمة اللمفية| shutterstock

الوذمة اللمفية عبارة عن تورم في الأنسجة، بسبب تراكم السوائل الغنية بالبروتين والتي يتم تصريفها عادةً عبر الجهاز اللمفاوي في الجسم.

تؤثر الوذمة اللمفية في غالب الأحيان على الذراعين أو الساقين، ولكنها يمكن أن تحدث أيضاً في جدار الصدر والبطن والرقبة والأعضاء التناسلية.

يمكن أن يكون السبب في هذا المرض هو علاجات السرطان التي تقوم بإزالة العقد الليمفاوية أو إتلافها في الجسم، والتي تؤدي إلى مشاكل تمنع تصريف السائل اللمفاوي.

يمكن أن تؤثر الحالات الشديدة والمتقدمة من مرض الوذمة اللمفية على القدرة في تحريك الطرف المصاب، وتزيد من مخاطر التهابات الجلد، إذ يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في الجلد وانهياره.

أعراض الوذمة اللمفية

هناك مجموعة من الأعراض الواضحة التي تكشف الإصابة بالوذمة اللمفية، وتشمل تورم جزء أو كل الذراع أو الساق، وضمن ذلك أصابع اليدين أو القدمين، والشعور بالثقل مع محدودية الحركة.

كما يتعرض الجزء المصاب من الجسم لالتهابات متكررة، مع تصلب وسماكة الجلد، فيما يمكن أن تتراوح العلامات والأعراض من خفيفة إلى شديدة.

الوذمة اللمفية| shutterstock
الوذمة اللمفية| shutterstock

وعند ظهور هذه الأعراض، يكون من الجيد الإسراع بالتوجه إلى الطبيب من أجل الحصول على العلاج المناسب، ومحاولة تخفيف المضاعفات المحتملة.

الأسباب المؤدية للإصابة بالوذمة اللمفية 

الجهاز اللمفاوي عبارة عن شبكة من الأوعية التي تحمل السائل الليمفاوي الغني بالبروتين في جميع أنحاء الجسم، لذلك فهو يعتبر جزءاً من جهاز المناعة.

إذ تعمل الغدد الليمفاوية كمرشحات في الجسم، وتحتوي على خلايا تحارب العدوى بمختلف أنواعها، وكذلك مرض السرطان.

وفي العادة يتم دفع السائل الليمفاوي عبر الأوعية الليمفاوية عن طريق تقلصات العضلات، أثناء الحركة خلال اليوم، وذلك من خلال مضخات صغيرة في جدار الأوعية الليمفاوية.

وتحدث الوذمة اللمفية عندما تكون الأوعية اللمفاوية غير قادرة على تصريف السائل اللمفاوي بشكل كافٍ، عادة من الذراع أو الساق.

الوذمة اللمفية على مستوى الدراع| shutterstock
الوذمة اللمفية على مستوى الدراع| shutterstock

وتشمل الأسباب الأكثر شيوعاً للوذمة اللمفية ما يلي:

السرطان:

إذا سدت الخلايا السرطانية الأوعية الليمفاوية، فقد تنتج عنها الوذمة اللمفية، وعلى سبيل المثال، يمكن للورم الذي ينمو بالقرب من العقدة الليمفاوية أو الأوعية الليمفاوية أن يتضخم بما يكفي لمنع تدفق السائل الليمفاوي.

العلاج الكيميائي للسرطان

يمكن أن يسبب الإشعاع تندب والتهاب العقد الليمفاوية أو الأوعية الليمفاوية.

الجراحة عند المصابين بالسرطان

غالباً ما تتم إزالة العقد الليمفاوية؛ لمعرفة ما إذا كان المرض قد انتشر، ومع ذلك، لا يؤدي هذا الإجراء الجراحي دائماً إلى الإصابة بالوذمة اللمفية.

الطفيليات:

يمكن الإصابة عند التواجد في البلدان النامية، أو المناطق الاستوائية، وذلك بسبب الإصابة بالديدان الخيطية التي تسد العقد الليمفاوية.

الوراثة:

في حالات نادرة، تنتج الوذمة اللمفية عن أسباب وراثية لا يتطور فيها الجهاز اللمفاوي بشكل صحيح، وقد تظهر على شخص 1 من بين 100 ألف في الولايات المتحدة.

عوامل الخطر والمضاعفات

تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالوذمة اللمفية ما يلي:

  • التقدم في السن
  • الوزن الزائد أو السمنة
  • التهاب المفاصل الروماتويدي أو الصدفي

فيما قد تشمل مضاعفات الوذمة اللمفية ما يلي:

التهابات الجلد، والتي تسمى التهاب النسيج الخلوي، إذ يوفر السائل المحتبس في الأطراف المصابة أرضاً خصبة لتكاثر الجراثيم.

الوذمة اللمفية| shutterstock
الوذمة اللمفية| shutterstock

فيما يمكن أن تكون أصغر إصابة في الذراع أو الساق نقطة دخول للعدوى، إذ يبدو الجلد المصاب منتفخاً وأحمر اللون، وعادةً ما يكون مؤلماً ودافئاً عند اللمس.

كما يمكن أن ينتشر التهاب النسيج الخلوي غير المعالج إلى مجرى الدم ويؤدي إلى الإصابة بمرض الإنتان، وهي حالة قد تهدد الحياة وتحدث عندما تؤدي استجابة الجسم للعدوى إلى إتلاف أنسجته، لذلك يتطلب الإنتان علاجاً طبياً طارئاً.

كما أنه في حالة التورم الشديد، يمكن للسائل اللمفاوي أن يُصرف من خلال شقوق صغيرة في الجلد أو يسبب تقرحات.

كما أن بعض الأشخاص الذين يعانون من الوذمة اللمفية الشديدة جداً، يمكن أن يصبح جلد الطرف المصاب أكثر سماكة وصلابة بحيث يشبه جلد الفيل.

طرق تشخيص الوذمة اللمفية

إذا كان الشخص يعاني من تورم في أحد الأطراف أو أجزاء من الجسد، فإن الطبيب المشرف على حالته سيطلب منه إجراء العديد من التحاليل والاختبارات الطبية لتحديد ما إذا كانت الوذمة اللمفية هي سبب التورم.

وتشمل هذه الاختبارات الموجات فوق الصوتية التي تبحث في تدفق الدم عن طريق ارتداد الموجات الصوتية عالية التردد من خلايا الدم الحمراء.

ثم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، الذي يستخدم موجات راديو وجهاز كمبيوتر لعمل سلسلة من الصور التفصيلية ثلاثية الأبعاد داخل جسمك.

وكذلك التصوير المقطعي المحوسب (CT) الذي يستخدم الأشعة السينية لإظهار صور مقطعية مفصلة لهياكل الجسم.

علاج الوذمة اللمفية| shutterstock
علاج الوذمة اللمفية| shutterstock

علاجات الوذمة اللمفية الممكنة

تختلف علاجات الوذمة اللمفية حسب سبب الحالة ومراحلها، ولكن بشكل عام قد تشمل العلاجات العلاج الطبيعي أو علاجات أخرى للحفاظ على حركة السائل اللمفاوي وتقليل التورم والألم.

فيما قد يصف الطبيب المشرف على الحالة مضادات حيوية لعلاج الالتهابات أو مسكنات الألم، إضافة إلى بعض الضمادات الضاغطة التي تنقل السوائل من المناطق المصابة بالوذمة اللمفية لتسهيل توزيعها في الجسم.

فيما يتم استعمال أجهزة الضغط، التي توفر مضخات الضغط الهوائية، التي تساعد على توفير ضغط متقطع للحفاظ على حركة السوائل عبر الأوعية الليمفاوية والأوردة، لكيلا تتراكم في الجزء المصاب من الجسم.

فيما قد يتطلب العلاج إجراء عملية جراحية إذا لم تساعد العلاجات غير الجراحية في علاج الأعراض، وذلك فقط في الحالات المتقدمة جداً، مع العلم أنها لا تكون علاجاً نهائياً.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

علامات:
تحميل المزيد