تختلف من امرأة لأخرى وتتراوح بين جسدية ونفسية.. أعراض “انقطاع الطمث” والعلاجات غير الهرمونية

عربي بوست
تم النشر: 2023/08/18 الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/08/30 الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش
يبدأ انقطاع الطمث عادةً في الخمسينيات/ Shutterstock

يحدث انقطاع الطمث بعد مرور 12 شهراً متتالياً من انقطاع الدورة الشهرية، لا تكون المرأة خلاله حاملاً أو تتبع علاجاً معيّناً. هو جزء طبيعي من الشيخوخة، ويمثل نهاية سنوات الإنجاب.

يحدث ذلك لأن مستويات الهرمون الجنسي الأنثوي تنخفض بشكلٍ طبيعي مع التقدم في العمر، فيتوقف المبيضان عن إطلاق البويضات، مما يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية وبالتالي القدرة على الحمل. 

يبدأ انقطاع الطمث عادةً بين النساء مع بداية الخمسينيات من العمر، لكن يمكن أن يختلف على نطاقٍ واسع. فعوامل، مثل: الوراثة ونمط الحياة والصحة، تلعب دوراً في تأخير أو تقديم الانقطاع الكامل. 

وفقاً لـ"وزارة الصحة الأمريكية"، فإن متوسط عمر الانقطاع هو 52 عاماً. وقد يمرّ بعض النساء بـ"التغيير" في وقتٍ مبكر إذا ما خضعن لعملية إزالة الرحم مثلاً، أو المبيض، أو خضعن لعلاجاتٍ معيّنة للسرطان.

حوالي 5% من النساء يدخلن في انقطاعٍ مبكر للطمث في الفترة التي تتراوح أعمارهن فيها ما بين 40 و45 سنة. و1% من النساء يعانين من انقطاعٍ مبكر قبل سن الـ40.

الفرق بين "سن اليأس" وانقطاع الطمث

كثيرات منا يعتبرن أن الأمر مماثل، وأن ما يُطلق عليه "سن اليأس" في بلادنا العربية هو نفسه انقطاع الطمث، لكن الواقع يختلف. وفي الحقيقة، فإن عبارة "سن اليأس" غير موجودة في القاموس الطبي العالمي، وقد تمّ استبدالها في بلادنا بكلمة "إياس". 

عملياً، فإن عبارة "سن اليأس" في العالم العربي يُقصد بها الإشارة إلى آخر دورة شهرية للمرأة والفترة التي تليها، أي الوقت الذي يقوم الجسم خلاله بالانتقال الطبيعي إلى مرحلة الانقطاع النهائي للطمث. 

من الناحية العلمية، يبدأ انقطاع الطمث بعد الدورة الشهرية الأخيرة للمرأة، كما أشارت الدكتورة لبنى السيد (أخصائية الأمراض النسائية والعقم) في حديثها إلى "عربي بوست".

ولكن نظراً لعدم وجود إنذارٍ عملي يُخبر المرأة بموعد دورتها الشهرية الأخيرة، ونظراً لعدم انتظام دورات الحيض خلال هذه الفترة على الأغلب، فلا يتم تشخيص انقطاع الطمث حتى يمضي عام كامل من دون دورة شهرية. 

بعبارةٍ أخرى، فإن ما يُعرف بـ"سن اليأس" في البلاد العربية ليس إلا هذه الأشهر الـ12 التي تنقطع خلالها الدورة الشهرية، وتعلن انتقال المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث لبقية حياتها، والتي قد تصل إلى نصف عمرها. 

وبحسب السيّد "لا تتوقف المرأة عن إفراز هرمون الإستروجين والبروجسترون خلال ما يُعرف بسن اليأس. يزيد مستوى إفراز هذه الهرمونات أو يقلّ مع مرور الوقت، حسب طبيعة جسم المرأة ونمط حياتها، حتى تقلّ كثيراً في النهاية وتعلن انقطاع الطمث".

الهبات الساخنة من أبرز أعراض انقطاع الطمث/ Shutterstock
الهبات الساخنة من أبرز أعراض انقطاع الطمث/ Shutterstock

تجارب النساء في انقطاع الطمث

كل امرأة في العالم تُدرك مُسبقاً أعراض انقطاع الطمث، ولعلّ كلمة Pause في مصطلح Menopause تُشير إلى أن هذه الفترة من الحياة قصيرة أو مؤقتة. لكن في الواقع، يمكن أن تستمر أعراض انقطاع الطمث لعقدٍ أو أكثر، وقد لا يتحسن أحدها على الأقل.

تختلف أعراض انقطاع الطمث بين امرأة وأخرى؛ ففي الوقت الذي يمكن أن تكون فيه شديدة الحدة لدى البعض، وتؤثر على حياتهن اليومية، قد لا تشعر بها نساء أخريات. 

أول علامة على دخولكِ مرحلة انقطاع الطمث هي التغيير في موعد وحدة الدورات الشهرية. يمكن أن تصبح الفترات متقاربة أو متباعدة، وقد يكون النزيف أخفّ أو أكثر، وهذه التغييرات قد تكون غير متوقعة وتثير الأعصاب. 

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن النساء اللواتي يعرفن فترات حيض أكثر غزارة من المعتاد، يمكن أن يعانين من فقدانٍ كبير للدم من دون أن يعتبرنه أمراً غير عادي، مما يتطلب رعاية طبية لأنها من أعراض انقطاع الطمث الأشدّ خطورة. 

علامات وأعراض انقطاع الطمث

في الوقت نفسه، يمكن أن تؤدي التقلبات في هرمون الإستروجين إلى ما يلي:

  • القشعريرة.
  • جفاف المهبل.
  • الشعور بالضيق.
  • الإصابة بالصداع النصفي.
  • عدم النوم ليلاً بشكلٍ جيد.
  • تقلبات سريعة وحادة في المزاج. 
  • بدء الهبات الساخنة والتعرق الليلي. 

وخلال تلك الفترة، أو بعدها، قد تعرف المرأة عدداً قليلاً من الدورات الشهرية العادية وفترة راحة من الأعراض، تليها عودة ظهور علامات انقطاع الطمث. 

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يجب إهمال الجانب النفسي المرافق لانقطاع الطمث، بما في ذلك: الاكتئاب، والقلق، ونوبات الهلع، إضافةً إلى التغيرات في طبيعة الجلد والشعر وآلام المفاصل.

بمجرد مرور 60 يوماً من دون نزيف، تكونين فيما يُعرف باسم "المرحلة المبكرة"، ومن هنا قد تستمر فترة انقطاع الدورة الشهرية حتى تصل إلى عام، وتعلن دخولك في مرحلة الانقطاع النهائي. 

في هذه المرحلة، تميل الأعراض إلى الزيادة. لذا، وإذا كانت هذه الأعراض مزعجة في المرحلة المبكرة، فعلى الأرجح أنها قد تسوء لاحقاً. 

تُعدّ الهبات الساخنة، المصحوبة أحياناً بالتعرق الليلي، من أكثر أعراض انقطاع الطمث شيوعاً التي يعاني منها ما يصل إلى 80% من النساء، والتي قد تستمر لسنواتٍ طويلة.  

الصداع قد يكون من أعراض انقطاع الطمث أيضاً/ iStock
الصداع قد يكون من أعراض انقطاع الطمث أيضاً/ iStock

في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2015 على حوالي 1500 امرأة في الولايات المتحدة تعرّضن لهباتٍ ساخنة متكررة أو تعرق ليلي، فقد استمرت هذه الأعراض لأكثر من 7 سنوات في المتوسط​​. 

وعادةً ما تبدأ قبل سنوات من الانقطاع النهائي للطمث، ويمكن أن تستمر بعد ذلك لما يقارب الأربع سنوات ونصف السنة في المتوسط. ووفقاً للدكتورة لبنى السيد، فـ"إذا بدأت الأعراض مبكراً، من الأرجح أن تستمر طويلاً ويكون انقطاع الطمث مزعجاً".

ما هي العلاجات غير الهرمونية بعد انقطاع الطمث؟

رغم أن العلاج الهرموني طريقة فعالة جداً في تخفيف أعراض انقطاع الطمث، إلا أنه ليس مثالياً للجميع. تشمل العلاجات غير الهرمونية تغييرات في نظامكِ الغذائي ونمط حياتك، وغالباً ما تكون هذه العلاجات خيارات جيدة، وتؤدي إلى نتائج مرضية مع الوقت. 

يجب الحرص على الزيارات المنتظمة لطبيبك، من أجل الحصول على الرعاية الصحية الوقائية اللازمة، ومواجهة أي مخاوف. تشمل العلاجات غير الهرمونية ما يلي:

  • نظام غذائي جديد.
  • ممارسة الرياضة.
  • وصفات الأدوية. 

وأحياناً، قد تحتاجين إلى وصفاتٍ للأدوية أو الهرمونات، يقررها طبيبك الخاص.

نظام غذائي جديد 

في بعض الأحيان، يمكن أن يساعد تغيير نظامك الغذائي في تخفيف علامات انقطاع الطمث. الحدّ من كمية الكافيين التي تستهلكينها كل يوم، وتقليل الأطعمة الغنية بالتوابل، يمكنهما أن يخففا من حدة الهبات الساخنة. 

يمكنك أيضاً إضافة الأطعمة التي تحتوي على الإستروجين النباتي (الإيسوفلافون) إلى نظامك الغذائي، مع الإشارة إلى أنه ليس بديلاً عن هرمون الإستروجين الذي ينتجه جسمك قبل انقطاع الطمث. تشمل الأطعمة التي يجب تجربتها ما يلي:

  • الفاكهة والخضراوات.
  • فول الصويا.
  • بذور الكتان.
  • البقوليات.
  • الحمص.
  • العدس.
  • الفول. 
عبارة
عبارة "سن اليأس" غير موجودة في القاموس الطبي العالمي/ iStock

ممارسة الرياضة

صحيح أن ممارسة الرياضة قد تكون صعبة إذا كنتِ تعانين من الهبات الساخنة، ولكن يمكنها أن تساعد تخفيف العديد من الأعراض الأخرى. فالتمرين يساعدكِ على النوم جيداً، ويوصى به إذا كنتِ تعانين من الأرق. 

ومن شأن التمارين الهادئة -مثل اليوغا والبيلاتس- أن تساهم في تحسين حالتكِ المزاجية، وتخفيف أي نوبات هلع أو مخاوف قد تشعرين بها خلال هذه الفترة الجديدة من حياتك.

وصفات الأدوية

يمكن أن يساعد العلاج بالإستروجين (المرهم أو الدواء)، وحبوب منع الحمل، إضافةً إلى مضادات الاكتئاب (مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وSNRI) في إدارة أعراض انقطاع الطمث، أبرزها التقلبات المزاجية والهبات الساخنة. 

الكريمات المهبلية، التي تُصرف بوصفة طبية، يمكن أن تساعد في تخفيف جفاف المهبل. ثبت أن دواء الـGabapentin يخفف من الهبات الساخنة. 

وبكل الأحوال، يجب استشارة طبيبك الخاص لمعرفة ما إذا كان يمكن للأدوية غير الهرمونية أن تعمل في إدارة أعراض انقطاع الطمث من دون الاتكال على نصائح المقرّبين والمؤثرين على مواقع التواصل. فلكل سيدة حالتها الخاصة، والمختلفة عن الأخرى.

تحميل المزيد