وعلى الرغم من أن جميع الخضروات الورقية الخضراء تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة، إلا أن التوازن الصحيح بين المذاق اللذيذ والتغذية الصحية العالية تجعل أوراق نبات الحميض فريدة من نوعها
نبات الحميض وقيمته الغذائية
الحميض هو عشب معمر، يُعرف أيضاً باسم حميض الأغنام والعشب الحامض بسبب مذاقه الحاد والحامض. غالباً ما يتم الخلط بين العشب وما بين السبانخ الخضراء وعشبة الكركديه.
يحتوي الحميض على أوراق وأزهار خضراء ضاربة إلى الحمرة تتحول إلى اللون الأرجواني بعد الإزهار الكامل؛ مما يدل على طبيعتها الحمضية. ومن أبرز ما تتمتع به نبتة الحميض من فيتامينات وعناصر ما يلي بحسب مجلة "ستايل كريز" (Stylecraze) للمنوعات:
- النبات غني بالفيتامينات A و B1 و B2 و B9.
- يحتوي على كميات عالية من فيتامين سي.
- يحتوي على حمض الأكساليك الذي يسبب المذاق الحامض.
- غني بالبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والصوديوم والحديد.
- على الرغم من أن النبتة غنية بالبروتينات والكربوهيدرات، إلا أنها تحتوي على كمية ضئيلة من الدهون والسعرات الحرارية.
- النبات غني بمركبات الفلافونيدات العضوية المكافحة للأمراض.
علاوة على خصائصه المغذية المتعددة، يتمتع نبات الحميض بسلسلة من المميزات الصحية عند الاستهلاك ضمن نظام غذائي متوازن، وهي كالتالي بحسب موقع "هيلث لاين" (Healthline) للصحة والمعلومات الطبية:
1- غني بمضادات الأكسدة
الحميض هو مصدر كبير لمضادات الأكسدة، وهي مركبات مفيدة تحمي الخلايا من التلف عن طريق تحييد الجذور الحرة الضارة التي تصيبها بسبب التقدم في السن والتلوث.
وبالتالي قد تساعد مضادات الأكسدة في منع العديد من الحالات المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان ومرض السكري من النوع 2، كما أنه قد يكون مفيداً في علاج الاضطرابات التنكسية العصبية؛ مثل مرض الزهايمر المرتبط بالتقدم بالسن.
2- تقليل نمو الخلايا السرطانية
على الرغم من نقص الأبحاث التي أجريت على البشر بهذا الخصوص، فقد وجدت بعض الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات أن عشبة الحميض قد تمنع نمو وانتشار أنواع معينة من الخلايا السرطانية.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة على أنبوبة اختبار أن عدة أنواع من الحميض قتلت خلايا سرطان الثدي وعنق الرحم والجلد.
علاوة على ذلك، في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران المصابة بسرطان الدم، منع خليط يحتوي على مستخلص الحميض ومكونات أخرى فقدان الوزن وتحسين مستويات خلايا الدم البيضاء.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد كيفية تأثير الحميض على نمو السرطان لدى البشر عند تناوله كجزء من نظام غذائي متوازن.
3- الحميض لدعم صحة القلب
تشير الأبحاث العلمية إلى أن الحميض قد يحسن صحة القلب. ففي إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران في المختبر، تبين أن مستخلص الحميض يعدّل مسارات معينة تشارك في تراكم الصفائح الدموية، وهي العملية التي تتجمع فيها الصفائح الدموية في الدم، لتقليل تكوين الجلطة الدموية.
كما اتضح أن مستخلص الحميض يمكن أن يساعد في توسيع الأوعية الدموية لمنع ارتفاع ضغط الدم. وأخيراً، يُعد الحميض عنصراً غنياً بالألياف ومضادات الأكسدة، وكلاهما يعزز صحة القلب.
4- نبتة الحميض قد تساعد في إنقاص الوزن
أوراق الحميض غنية بالعديد من الفيتامينات والمعادن والبروتينات والكربوهيدرات. وتحتوي النبتة على كمية ضئيلة من الدهون وقليلة السعرات الحرارية؛ لذلك، تعتبر أوراق الحميض خياراً جيداً للأشخاص المهتمين بالصحة والذين يرغبون في إنقاص وزنهم.
5- إدارة ضغط الدم والوقاية من الأرق
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى المعاناة من ليالي طويلة بلا نوم. في المقابل، يمكن شرب كوب من شاي أوراق الحميض المنقوعة في الماء الساخن، أو عبر إضافة القليل من الأعشاب إلى السلطة.
إذ تُستخدم أوراق الحميض لعلاج الأرق وارتفاع ضغط الدم بشكل أثبتته الدراسات العلمية في المختبر.
الآثار الجانبية المحتملة
مثل جميع الأعشاب الأخرى، يمكن أن يكون لأوراق الحميض أيضاً بعض الآثار الجانبية المحتملة عند الاستهلاك.
إذ يحتوي الحميض على كمية جيدة من حمض الأكساليك. يقلل من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم؛ مما يؤدي إلى تكون حصوات الكلى، بحسب موقع "فيري ويل فيت" (Very Well Fit) للصحة العامة.
كما تحتوي أوراق الحميض التي تجاوزت عمرها على كمية أعلى من حمض الأكساليك. لذلك، من الأفضل استخدام الورق الطازج.
ونظراً لغناه بحمض الأكساليك أيضاً، يجب عدم طهي الحميض في أواني الألومنيوم أو الحديد لأن التفاعل الحمضي مع المعدن يجعله ساماً وغير صالح للأكل.
أيضاً من الممكن أن يؤدي استهلاك كميات كبيرة من الحميض إلى الإسهال وآلام المعدة والغثيان والقيء والدوار وأمراض الكبد؛ لذا يجب على الأشخاص الذين يعانون من الأمراض أو الربو أو أية أعراض صحية أن يتجنبوا تناوله إلا بعد استشارة الطبيب المتخصص.