يُعد الزبادي المصنوع في المنزل من أكثر خيارات الزبادي الصحي التي يمكن تناولها، فهو يتفوق بشكل جذري على الأصناف المُبيعة في المحلات والمتاجر الكبرى، مهما وعدت تلك الأخيرة بكثير من العناصر والقيمة الغذائية.
ومع ذلك، لا يزال كثيرون يذهبون لشراء المنتجات الجاهزة؛ نظراً إلى اعتقادهم أن تحضير الزبادي في المنزل عملية صعبة ومعقدة.
في واقع الأمر، ليس من الصعب أبداً تحضيره في البيت، وكل ما يتطلبه الأمر هو عدد محدود من المكونات واتباع دقيق للتعليمات، لأن نجاح الزبادي البيتي يعتمد بشكل كبير على اتباع خطوات التحضير بعناية.
فوائد تحضير الزبادي في المنزل
الزبادي طعام غني بالفوائد وجزء ممتاز من نظام غذائي صحي. فهو مليء بالمزايا الصحية ويمكن دمجه مع مجموعة متنوعة من الأطعمة.
علاوة على ذلك، فهو بروبيوتيك رائع ومزيل للسموم وغذاء مثالي لفقدان الوزن، ويعزز صحة الأمعاء والجهاز الهضمي، ونقاء وشباب البشرة، وغير ذلك كثير من الفوائد المتعددة للزبادي.
كذلك، فإنَّ صنع الزبادي في المنزل ليس فقط صحياً ومغذياً أكثر من الأصناف التي تُباع في المحلات، بل إنه يوفر أيضاً الإضافات غير الصحية والسكريات الزائدة في الزبادي المشترى من المتجر.
في المقابل، يتمتع الزبادي البيتي بقوام سميك ودسم ولذيذ بشكل طبيعي بدون إضافات ومكونات اصطناعية أو حافظة، لذلك لا يحتاج أيضاً إلى مكثفات صناعية أو مواد تحلية أو أي إضافات أخرى.
كما يتيح تحضير الزبادي في المنزل تجربة نكهات مختلفة، من خلال مزجه مع الأطعمة والنكهات المتنوعة مثل الفواكه أو العسل، وتجربة وصفات مختلفة دون تكبُّد كثير من التكاليف الإضافية مثلما يحدث عند شراء الزبادي بالإضافات بأسعار باهظة الثمن.
نقاط يجب مراعاتها عند تحضير الزبادي المنزلي
المشكلة الأكثر شيوعاً عند تحضير الزبادي في المنزل هي تحول اللبن الزبادي إلى سائل غير متماسك. وهذا يحدث لأن الإناء الذي تم استخدامه للتحضير لا يسمح بتبخر أي ماء زائد. قد تساعد تصفية الزبادي يدوياً في إتمام العملية أحياناً، ولكن البكتيريا الجيدة والصحية في الزبادي عادةً ما تخرج أيضاً مع الماء في أثناء التصفية.
كذلك، قد يشكو البعض من تحوُّل الزبادي البيتي إلى المذاق الحامض. يمكن أن تكون هناك أسباب متعددة لذلك، مثل عدم تسخين الحليب إلى درجة الحرارة المناسبة، أو ترشيح الإناء في الحليب أثناء التسخين وجعله حامضياً، وعدم قدرة القدر على الاحتفاظ بالحرارة لفترة كافية، وعدم استخدام الكمية المناسبة من الحليب أو اختيار الحليب ذي الجودة المناسبة لبداية تحضير الزبادي.
وبالتالي فإن استخدام القدر المناسبة لتسخين الحليب وإعداد الزبادي أمر بالغ الأهمية لنجاح عملية الحضانة. ويُعد وعاء الطين (الفخار) غير المطلي هو الخيار الأكثر صحة لإجراء التخمير الطبيعي للحليب عند تحضير الزبادي الطبيعي في المنزل.
خطوات تحضير الزبادي في المنزل
صنع الزبادي يعتمد جزئياً على مهارات الطهي، ويعتمد كلياً على مهارة إعداد التجارب العلمية.
ستستغرق المرة الأولى وقتاً أطول قليلاً، بسبب تعلُّم الخطوات وضرورة الالتزام بمراقبة درجات الحرارة، ولكن بمجرد حفظ العملية، سيصبح صنع الزبادي أمراً سهلاً وستكون النتيجة جيدة مثل الزبادي التجاري وأفضل. فيما يلي، وصفة تحضير الزبادي بالخطوات، وفقاً لموقع "ماستر كلاس" (MasterClass) للدورات الاحترافية:
1- اختيار الحليب المناسب
الخطوة الأولى في صنع الزبادي هي اختيار الحليب ذي الجودة العالية: وذلك إما الحليب الخالي من الدسم أو قليل الدسم أو كامل الدسم.
كما يمكن حتى استخدام حليب الماعز إذا كان هناك تفضيل لطعمه.
وكلما زادت نسبة دهون الحليب، كان الزبادي أكثر دسماً وأغنى مذاقاً.
يمكن أيضاً الاختيار بين الحليب الخام أو المبستر.
2- تسخين الحليب
الهدف هنا هو جعل الحليب يصل إلى 180 درجة فهرنهايت، لذلك من الضروري امتلاك ميزان حرارة رقمي للطهي أو للحلوى في متناول اليد لمراقبة درجة الحرارة.
بعدها يتم إشعال الموقد على نار متوسطة، ثم يُسكب الحليب في مقلاة مع التحريك الهادئ؛ لتسخين الحليب بالتساوي. بعدها يُرفع عن النار عندما يصل الحليب إلى (180 درجة فهرنهايت – 82 درجة سيلسيوس).
3- تبريد الحليب
صب الحليب في برطمانات زجاجية نظيفة وجافة. ويُترك الحليب ليبرد إلى (115 درجة فهرنهايت – 46 درجة سيلسيوس)، ويمكن إما تركه في درجة حرارة الغرفة أو يمكنك تسريع عملية التبريد بحمام مائي.
4- إضافة منشط الزبادي
عندما يبرد الحليب الساخن لدرجة الحرارة المطلوبة، فقد حان الوقت لإضافة الزبادي المبدئي لعملية التخمير، وهو ببساطةٍ بضع معالق من الزبادي الجاهز؛ لكي يقدم الدفعة الأولية من البكتيريا النافعة الحية التي سوف تزدهر وتنمو في الحليب وتحوّله إلى القوام المتماسك. وتوضع ملعقة كبيرة من الزبادي في كل برطمان حتى تمتزج بالكامل في الحليب.
5- عملية حفظ الزبادي للتخمير
تُغطّى البرطمانات الزجاجية وتوضع في الفرن بدون تشغيل الحرارة باعتباره غرفة معزولة ومغلقة؛ لكي يكتمل اختمار الزبادي فيها. كذلك يمكن استخدام مناشف المطبخ ولفّها حول البرطمانات لمزيد من العزل من الهواء وتيارات البرودة والسخونة التي قد تتلف وتُعطل العملية.
ومن الضروري تجنُّب فتح باب الفرن مع وضع مقياس حرارة بشكل مرئي من خارج الفرن بدون فتحه في أحد البرطمانات؛ لكي يسهل فحص درجة حرارة الزبادي دون الحاجة لفتح الفرن.
6- فترة راحة الزبادي وتبريده
بعد 8 إلى 10 ساعات، يتم إخراج الزبادي من الفرن عندما يصل إلى القوام المطلوب. مع العلم أنه كلما طالت مدة احتضانه في الفرن، زاد سمك الزبادي.
وبالنسبة لمصل اللبن، وهو المنتج الثانوي المائي لتخمير الحليب، فسوف يتراكم في الأعلى. يمكن ببساطةٍ خفق السائل مرة أخرى في الزبادي أو تتم تصفية الزبادي برفق، من خلال قطعة قماش قطنية أو مصفاة؛ للتخلص من السائل تماماً عند الرغبة في الحصول على نتيجة مقاربة للزبادي اليوناني السميك.
7- أخيراً: التبريد والاستخدام
في الخطوة الأخيرة يتم وضع برطمانات الزبادي النهائية في الثلاجة، على أن يتم استهلاكها في مدة لا تتجاوز أسبوعين؛ لكيلا يتلف أو يصبح حامضاً.