يعتبر الأسبرتام، وهو بديل للسكر، أحلى بما يقارب 200 مرة، أكثر من السكر الأبيض، المحلي الأول الذي يتم استخدامه في المشروبات الغازية، وكذلك من بين البدائل التي يلجأ إليها بعض مرضى السكري.
إلا أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، أشارت في بيان لها، إلى اعتزامها إعلان الأسبرتام مادة مسرطنة، بعد اجتماع لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، المعنية بالمواد المضافة للأغذية.
فما هو إذاً الأسبرتام؟ ولماذا يتم اختياره بالضبط لتحلية المشروبات الغازية؟ وما الأضرار الأخرى المحتمَلة التي يسببها هذا النوع من بدائل السكر؟
الأسبرتام.. نوع من أنواع بدائل السكر
يستخدم العديد من الأشخاص بدائل للسكر، مثل العسل، او دبس السكر، أو السكارين، وذلك رغبة منهم في التقليل من استهلاك السكر الأبيض، إلا أن هذه كلها تعتبر أنواعاً أخرى من السكر التي تزيد من نسبة السعرات الحرارية على النظام الغذائي.
ويعتبر الأسبرتام واحداً من بين هذه البدائل، التي يتم استخدامها بشكل كبير في المشروبات الغازية، وبعض الوجبات الخفيفة المصنعة، مما يزيد من احتمالية زيادة الوزن، والإصابة بمشكلات صحية عديدة، من بينها مرض السكري والقلب.
وقد أثار استهلاك الأسبرتام جدلاً واسعاً خلال السنوات الأخيرة، حول أضراره على الصحة، وآثاره الجانبية العديدة، طويلة الأمد.
ما هو الأسبرتام؟
يُباع الأسبارتام تحت الأسماء التجارية "NutraSweet" و"Equa"، وهو مكون من حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين، وهما عبارة عن أحماض أمينية تسمى اللبنات الأساسية للبروتينات.
إذ إن حمض الاسبارتيك يمكن إنتاجه من طرف الجسم بشكل طبيعي، فيما يتم الحصول على الحمض الثاني عن طريق أنواع مختلفة من الطعام.
وعند تناول مشروبات تحتوي على الأسبرتام، فإن الجسم يقوم بتكسيره على شكل ميثانول، إذ إن الكميات الصغيرة منه لا تُعدّ سامة أو مضرة، ومن الطبيعي أن ينتجه الجسم، إلا أن الكميات الكبيرة منه لها تأثير عكسي قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، حسب ما أشارت إليه دراسة أمريكية سنة 2015.
الأسبرتام هو مسحوق عديم الرائحة، وأبيض اللون وأحلى بحوالي 200 مرة من السكر، هذا يعني أنه يجب استعمال كمية صغيرة جداً لإعطاء الأطعمة والمشروبات نكهة حلوة.
وعادة ما يتم تصنيف المنتجات التي يتوفر عليها الأسبرتام على أنها خالية من السكر، ولا يوجد بها سعرات حرارية، أو ذات نسبة منخفضة، وأنها مناسبة للحمية، ومرضى السكري.
الأسبرتام.. هل فعلاً مضرّ بالصحة؟
بما أن تناول الأسبرتام يؤدي إلى زيادة إنتاج الميثانول في الجسم، وحسب ما نشرته مجلة "healthline"، فقد حذّر العديد من العلماء من العواقب الصحية التي يمكن أن يؤدي لها.
إذ لاحظ باحثون أن استهلاك عصير الطماطم يمكن أن يؤدي إلى إنتاج ميثانول أكبر بـ6 أضعاف من الأسبرتام المستخدم في المشروبات الغازية الخالية من السكر.
فيما أشارت أبحاث سابقة لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA)، وإدارة الغذاء والدواء (FDA)، أن التعرض الغذائي للميثانول والفورمالديهايد الناتج عن تناول الأسبرتام لا يشكل مخاوف تتعلق بالسلامة.
فيما أكدت عدة هيئات تنظيمية أن تناول الأسبرتام لا يضر بالصحة، سواء بالنسبة للأطفال، أو الحوامل، أو المرضعات، من بينها كل من وكالة المعايير الغذائية بالمملكة المتحدة، وأكاديمية التغذية وعلم التغذية، والجمعية الأمريكية للسكري، وجمعية القلب الأمريكية ليأتي التقرير الجديد للوكالة الدولية لأبحاث السرطان من أجل تحديث مخاطره الفعلية حسب أبحاث جديدة، والمتمثلة في احتمالية أن يكون سبباً في تكون الخلايا السرطانية في الجسم.
إضافة إلى مراجع أخرى رجحت أن الأسبرتام، إلى جانب محليات أخرى، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، والإصابة بأمراض مزمنة خطيرة، قد تؤدي إلى الوفاة.