التهاب الرئتين، أو ما يُعرف بـ"الالتهاب الرئوي" (Pneumonia)، هو عدوى تصيب الرئتين بسبب البكتيريا، أو الفيروسات، أو الفطريات؛ فيتسبب في تضخم أنسجة الرئة، ويمكن أن يسبّب تجمعاً للسوائل أو الخراج في الرئتين.
يمكن أن تتراوح خطورة الالتهاب الرئوي من درجة خفيفة إلى درجة شديدة الخطورة، وتهدد الحياة. ويكون أكثر خطورة على الرضع والأطفال الصغار، والأشخاص الأكبر من 65 عاماً، وكل من يعاني من مشاكل صحية أو ضعف في جهاز المناعة.
تعتبر الإنفلونزا وعدوى المكورات الرئوية من الأسباب الشائعة للالتهاب الرئوي، ويعتمد العلاج على سبب الالتهاب وحدّته. وعادةً ما يكون التهاب الرئتين الجرثومي أكثر حدة من التهاب الرئتين الفيروسي، الذي غالباً ما يزول من تلقاء نفسه.
ويمكن للالتهاب أن يؤثر على إحدى الرئتين، أو كلتيهما معاً، ويُسمّى الالتهاب في كلتا الرئتين بـ"الالتهاب الرئوي الثنائي"، أو المزدوج.
هل التهاب الرئة خطير؟
في حين أن التهاب الرئتين بجميع أشكاله ناتج عن عدوى، فقد تختلف حدة وأعراض الالتهاب اعتماداً على أسبابه، وما إذا كان بسبب فيروس، أو بكتيريا، أو فطريات.
يميل الالتهاب الرئوي الجرثومي إلى أن يكون أكثر شيوعاً وأكثر حدة من الالتهاب الرئوي الفيروسي، وغالباً ما يتطلب دخول المستشفى لتأمين الرعاية اللازمة، لأنه يُعالَج بالمضادات الحيوية.
بينما يُسبّب الالتهاب الرئوي الفيروسي أعراضاً شبيهة بأعراض الإنفلونزا، التي تزول تدريجياً من تلقاء نفسها، ولا تحتاج إلى علاجٍ محدّد.
أسباب التهاب الرئتين
هناك مجموعة جراثيم يمكنها أن تسبب التهاب الرئتين، وأكثرها شيوعاً البكتيريا والفيروسات الموجودة في الهواء الذي نتنفسه.
ووفقاً لموقع Cleveland Clinic المتخصّص، فرغم أن الجسم في العادة يمنع هذه الجراثيم من إصابة الرئتين بالعدوى، لكن يتمكن بعضها أحياناً من اختراق الجهاز المناعي، حتى لو كان الإنسان يتمتع بصحة جيدة.
يُصنّف التهاب الرئتين حسب أنواع الجراثيم المسبّبة له، والمكان الذي أُصيب فيه بالعدوى. وفيما يلي أنواعه وأسبابه:
1- الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع
هو أكثر أنواع التهاب الرئتين شيوعاً، وغالباً ما يُصاب به المرء خارج المستشفيات أو أماكن الرعاية الطبية، وقد يحدث بسبب:
- البكتيريا: السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالالتهاب الرئوي البكتيري في الولايات المتحدة هو عدوى المكورة الرئوية. وقد يحدث هذا النوع من الالتهاب من دون سبب، أو بعد الإصابة بنزلة برد على الأرجح، أو الإنفلونزا. ولأنه قد يؤثر في جزء واحد من الرئة، فتُسمّى الحالة بــ"الالتهاب الرئوي الفصي".
- الفطريات: يشيع هذا النوع من التهاب الرئتين بين المصابين بمشكلات صحية مزمنة، أو ضعف أجهزة المناعة، وبين الأشخاص الذين تعرضوا إلى دخول جرعات كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة إلى رئتيهم عبر هواء الشهيق. ويمكن أن توجد الفطريات المسببة له في التربة أو فضلات الطيور، وتختلف طبيعتها حسب الموقع الجغرافي.
- الفيروسات: قد ينتج الالتهاب الرئوي أيضاً عن بعض الفيروسات التي تسبّب البرد والإنفلونزا. وتُعتبر الفيروسات السبب الأكثر شيوعاً لإصابة الأطفال، الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات، بالتهاب الرئتين. عادة ما تكون أعراضه خفيفة، لكنه قد يكون خطيراً للغاية في بعض الحالات، كما حدث مع فيروس كورونا المستجد الذي سبّب في بعض الأحيان التهاباً رئوياً وصل إلى درجة حادة.
2- التهاب الرئتين المكتسب من المستشفى
يُصاب بعض الأشخاص بالالتهاب الرئوي أثناء إقامتهم في المستشفى لعلاج مرضٍ آخر، ويمكن لهذا النوع أن يشكل خطراً على الحياة، لأن الأشخاص الذين يُصابون به هم مرضى بالفعل، كما أن البكتيريا المسببة له عادةً ما تكون أكثر مقاومة للمضادات الحيوية.
ومن الضروري الانتباه إلى أن الأشخاص الذين يضعون أجهزة التنفس الصناعي، التي تُستخدم غالباً في وحدات العناية المركزة، هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من التهاب الرئتين.
3- الالتهاب الرئوي الشفطي
يحدث هذا النوع من الالتهاب عند استنشاق الأطعمة، أو المشروبات، أو القيء، أو اللُّعاب، فتصل الرائحة إلى الرئتين. تزداد فرص الإصابة بالنوع الشفطي في حال أُعيق حدوث ما يُسمّى بـ"المنعكس البلعومي الطبيعي"، مثل إصابة في الدماغ، أو مشكلة في البلع، أو إفراط في تناول المخدرات والكحول.
أعراض التهاب الرئتين
تتراوح علامات وأعراض التهاب الرئتين بين الخفيفة والشديدة، بناءً على السبب وعوامل مثل: نوع الجرثومة المُسبِّبة للعدوى، والعمر، والحالة الصحية للشخص عموماً. وقد يكون لدى الرضع والأطفال ما دون الـ5 سنوات، إضافةً إلى كبار السن ما فوق الـ65 عاماً، أعراضاً أكثر حدة من غيرهم.
الأعراض الخفيفة لالتهاب الرئتين عادةً ما تتشابه مع أعراض نزلة البرد أو الإنفلونزا، ولكنها غالباً ما تستمر لفترةٍ أطول. وقد تتضمن أعراض التهاب الرئتين ما يلي:
- ضيق في النفس.
- السعال مع بلغم.
- ألم في الصدر عند التنفس أو السعال.
- غثيان أو قيء أو إسهال.
- الإرهاق المرافق للحمى والارتجاف.
- التشوش الذهني أو تغيرات في الإدراك (لدى كبار السن).
- درجة حرارة جسم أقل من الطبيعية (لدى كبار السن وأصحاب الجهاز المناعي الضعيف).
أما بالنسبة للرضع وحديثي الولادة، فقد لا تظهر أي علامات لالتهاب الرئتين عليهم. قد يتقيؤون أو يعانون من الحمى والسعال، أو قد يواجهون صعوبة في التنفس، وبالتالي الأكل.
علاج التهاب الرئتين
حين يكون التهاب الرئتين ناجماً عن جرثومة، غالباً ما يتم علاجه بواسطة المضادات الحيوية (Antibiotics). ويجب اتباع بعض الأمور الأساسية، وهي كما يأتي:
- تناول جرعة المضادات الحيوية كاملة، تبعاً لتعليمات الطبيب.
- تجنب التوقف عن تناول الدواء، حتى في حال شعر المريض بأنه يتحسن.
- الخضوع لصورة الأشعة السينية (X-Ray) بعد انتهاء العلاج بفترة أسبوعين، للتأكد من أن الجسم أصبح خالياً من الالتهاب. فغالباً ما يؤدي إلى نتائج خطرة لاحقاً في حال لم يُعالَج نهائياً.
وفي حال كان التهاب الرئتين أكثر تعقيداً، أو كان المريض يعاني من أمراضٍ مزمنة أخرى، فيتم إعطاؤه مضادات حيوية أكثر فعالية؛ لتشمل مجموعة أوسع من الجراثيم.
متى يكون عليك زيارة الطبيب؟
لا تتأخر في زيارة الطبيب إذا كنتَ تعاني من صعوبة في التنفس، أو ألمٍ في الصدر، أو حمى مستمرة تتخطى 38 درجة مئوية، مع سعالٍ مستمر مصحوباً بالبلغم. فهذا يعني أنك في مرحلة تحتاج فيها إلى رعاية طبية عاجلة.
ومن المهم للغاية أن يقوم هؤلاء الأشخاص بزيارة الطبيب:
- كبار السن ما فوق الـ 65 عاماً.
- الرضع ما دون السنتين، الذين يعانون من الأعراض أعلاها.
- الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي، أو يتناولون أدوية تؤثر على الجهاز المناعي.
ومن الضروري الإشارة إلى أنه، بالنسبة إلى بعض البالغين الأكبر سناً والمصابين بفشل القلب أو مشاكل رئوية مزمنة، يمكن أن يصبح التهاب الرئتين حالة مهددة للحياة بسرعة.