أعراضه شائعة ويتم تجاهله بسهولة.. “الإجهاد الكظري” قد يكون سبب شعورك المزمن بالتعب وتقلبات المزاج

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/06 الساعة 14:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/06 الساعة 14:38 بتوقيت غرينتش
قد يسبب الإجهاد الكظري شعوراً مستمراً بالإرهاق - ShutetrStock

أعراضه شائعة ويتم تجاهله بسهولة.. "الإجهاد الكظري" قد يكون سبب شعورك المزمن بالتعب وتقلبات المزاج

يمتلك الإنسان الصحيح غدتَين كظريتين، تقع كل واحدة منهما فوق كل كلية، وتعملان بمثابة مصانع الهرمونات المهمة التي يستخدمها الجسم للقيام ببعض وظائفه الأساسية.

عندما لا تصنع الغدد ما يكفي من هذه الهرمونات، يعاني الشخص من حالة تسمى الإجهاد أو التعب الكظري، والتي تختلف عن قصور الغدة الكظرية من حيث الحدة والأسباب.

تعمل الغدد الكظرية على إنتاج الهرمونات الضرورية لوظائف الجسم - ShutterStock
تعمل الغدد الكظرية على إنتاج الهرمونات الضرورية لوظائف الجسم – ShutterStock

أهمية الهرمونات التي تنتجها الغدد الكظرية

تمتلك الغدد الكظرية وظيفتين؛ الأولى إنتاج الأدرينالين، وهو هرمون يفرزه الجسم عند الشعور بالتوتر؛ لكن المهمة الأكثر أهمية هي صنع نوعين من هرمونات الستيرويد، هما الكورتيزول والألدوستيرون.

يساعد الكورتيزول الجسم على التعامل مع الإجهاد، ومن بين وظائفه:

  1. التحكم في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
  2. التحكم في مستوى تعامل الجهاز المناعي مع الفيروسات والبكتيريا والتهديدات الأخرى.
  3. تحويل المزيد من السكر في مجرى الدم لتوفير المزيد من الطاقة.
  4. ضبط كيفية تكسير الجسم للكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
  5. إنتاجه للألدوستيرون يحافظ على توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الدم؛ ما يساعد على التحكم في ضغط الدم وتوازن السوائل في الجسم.

وبالتالي عندما لا يكون هناك ما يكفي من هذه الهرمونات في جسم الشخص المصاب بالتعب الكظري أو أي قصور في الغدة الكظرية، يواجه جسمه مشكلة في هذه الوظائف الأساسية. وهذا يسبب أعراضاً تشمل التعب وضعف العضلات وانخفاض الشهية وفقدان الوزن وآلام البطن وغيرها.

صعوبة تشخيص الإجهاد الكظري

لا يمكن تشخيص إجهاد الغدة الكظرية عن طريق اختبارات الدم واختبارات التحفيز الخاصة التي تظهر عدم كفاية مستويات هرمونات الغدة الكظرية التي يفرزها الجسم؛ لأن الاختلاف فيها يكون طفيفاً ومختلفاً بالمقارنة بالحالات التي تعاني قصوراً وظيفياً في الغدد.

وتُعد النظرية غير المثبتة وراء إرهاق أو تعب الغدة الكظرية هي أن الغدد تصبح تدريجياً غير قادرة على مواكبة متطلبات الجسم الدائمة لتحفيز رد فعل (القتال أو الهروب)، وإنتاج الكمية المحددة من الهرمونات.

ووفقاً لهذه النظرية، فإن اختبارات الدم قد لا تكون حساسة بدرجة كافية لاكتشاف مثل هذا الانخفاض الطفيف في وظيفة الغدة الكظرية، بالرغم من أن الجسم يشعر بالفرق، ويعاني من الأعراض التي أسلفنا ذكرها.

لذا قد يكون من المحبط استمرار الأعراض التي لا يستطيع الأطباء شرحها أو تشخصيها بسهولة، أو قد يختلط على الكثير من المتخصصين، ما يجعل السبب الحقيقي الآخر وراء الأعراض الشائعة، مثل الاكتئاب أو الألم العضلي الليفي، دون تشخيص محدد، ويستمر في تدمير حياة المصاب.

قد يتم سوء تشخيص تلك الحالة بسهولة - ShutterStock
قد يتم سوء تشخيص تلك الحالة بسهولة – ShutterStock

أسباب المعاناة من الإجهاد الكظري

طور الطبيب الأمريكي جيمس إل ويلسون مصطلح "إجهاد الغدة الكظرية" عام 1998، في كتابه بعنوان (إجهاد الغدة الكظرية: متلازمة القرن الحادي والعشرين)، وفيه أوضح أن أي نوع من الإجهاد أو الضغط الزائد لتلك الغدد إلى زيادة إفراز الكورتيزول.

ويُعتقد أن إرهاق الغدة الكظرية يحدث عندما يتم إرهاق الغدد لدرجة أنها لم تعد قادرة على إفراز مستويات محددة من الهرمون، وتشمل الضغوطات المحتملة على الغدد:

  1. التأثيرات البيئية والغذائية.
  2. القلق والضغوط العاطفية.
  3. التجارب المؤلمة كالحزن والصدمات.
  4. أمراض المناعة الذاتية.

كما يرتبط إجهاد الغدة الكظرية ارتباطاً وثيقاً بمرض أديسون أو قصور عمل الغدة الكظرية، والفارق بينهما أن الأخير هو اضطراب يتميز بعدم كفاية إنتاج الكورتيزول؛ إما بسبب أمراض تؤثر بشكل مباشر على الغدة الكظرية أو اضطرابات في الإشارات بين الدماغ والغدة الكظرية.

وفي حين أن أعراض مرض أديسون تشبه الإجهاد الكظري، فإن الاختلاف الأساسي هو أن التعب الذي يصيب الغدد يعتبر نتيجة محتملة للإفراط في استخدام الغدد الكظرية السليمة بسبب الإجهاد المزمن.

التعرض المستمر للضغوطات العصبية والتوتر قد يسبب التعب الكظري - ShutterStock
التعرض المستمر للضغوطات العصبية والتوتر قد يسبب التعب الكظري – ShutterStock

طرق التعامل مع الحالة والعلاج المحتمل

العلاجات المقترحة لإجهاد وظيفة الغدة الكظرية هي عن طريق اتباع نظام غذائي منخفض السكر والكافيين والأطعمة السريعة، علاوة على تناول "المكملات الغذائية المستهدفة" التي تشمل الفيتامينات والمعادن المحددة مثل الفيتامينات B5 وB6 وB12، وفيتامين سي، والمغنيسيوم.

هذا كله مع ضرورة تعزيز نمط الحياة الصحي بشكل عام لضمان عمل وظائف الجسم دون ضغط أو إجهاد، مثل الحصول على قسط جيد من الراحة والنوم العميق بشكل يومي، وتقليل محفّزات القلق والتوتر وتجنُّب الضغط العصبي، وممارسة التمرينات الرياضية الأساسية بشكل ثابت أسبوعياً لمدة نصف ساعة على الأقل لمدة 5 أيام في الأسبوع.

تحميل المزيد