هناك كثير من المأكولات الغريبة حول العالم، فالبعض يأكل الحشرات المشوية وضمن ذلك الديدان والصراصير، والبعض الآخر يطهو الضفادع ليقدمها على أنها وجبة فاخرة في المطاعم الغالية. وإذا انتقلنا إلى المأكولات البحرية نجد أنها تحمل بعض الغرابة أيضاً، إذ تؤكل بعض أنواع السمك نيئة تماماً، كما يتفنن كثيرون في طهي أطباق متنوعة من قنديل البحر.
على الرغم من أن قوامه الهلامي لا يوحي بأنه صالح للأكل، فإن أطباق قنديل البحر شائعة في المطبخ الآسيوي، خاصة في الصين واليابان وكوريا.
أطباق قنديل البحر حول العالم
يؤكل قنديل البحر بالفعل في جميع أنحاء آسيا، ولكن لا يزال من النادر العثور عليه في مطعم غربي.
يعتبر قنديل البحر طبقاً شهيراً في الصين على سبيل المثال منذ أكثر من 1000 عام، إذ يتم تقديمه بأشكال مختلفة وضمن ذلك سلطة قنديل البحر. مع ذلك يجب التنبه إلى أنه ليس جميع أنواع قناديل البحر صالحة للأكل، بل العكس قد يسبب بعضها التسمم الغذائي، خاصة عند تناولها نيئة.
وفيما عدا السلطة هناك أشكال أخرى لتناول قنديل البحر، ففي اليابان على سبيل المثال، يصنع السوشي من قناديل البحر، ويقدم في معظم المطاعم، فهو من الأكلات الشعبية الرائجة، وفي تايلاند يتم إنتاج معكرونة مقرمشة باستخدام شرائح قنديل البحر المجففة.
كذلك تنتج الشركة اليابانية "تانجو جرسي دايري" آيس كريم بالفانيليا وقنديل البحر المنقوع في الحليب.
طريقة التصنيع
قد تتساءلون عن طريقة تحضير كل تلك الأطباق من قناديل البحر.
تتبع معظم الشركات والمطاعم طرقاً تقليدية لتصنيع قناديل البحر وتحويلها إلى منتجات جافة، وتتميز هذه الطرق بأنها تستهلك وقتاً طويلاً جداً يتراوح بين 19 و37 يوماً.
ومن أشهر التقنيات لإعداد قنديل البحر، حفظه لفترة معينة بغرض الحصول على منتج نهائي جاف صالح للأكل، ومن الجدير بالذكر أنه يتم توفير القناديل الصالحة للأكل والمصنعة تجارياً على شكل صفائح مجففة.
تبدأ عملية إنتاج قنديل البحر المجفف عادةً بإزالة المخالب قبل التجفيف، وعندما ينكمش القنديل بحرارة الغرفة تبدأ عملية المعالجة. إذ يتم فصل وتقطيع بعض الأجزاء المتدلية من الفم ثم يغسل القنديل بمياه البحر قبل قشطه لإزالة الغدد التناسلية والمخاط.
وعادةً تتم عملية التجفيف عن طريق رش ملح الطعام مع قليل من الشبة وبيكربونات الصوديوم فوقه مع تصريف المحلول الملحي كل فترة وإعادة رشه بالملح من جديد. وأخيراً، تنكمش قناديل البحر حتى تجف، وتقلب عدة مرات.
ما قيمتها الغذائية؟
لكن هل لقنديل البحر قيمة غذائية تماثل القيمة الغذائية لباقي الأسماك؟ الجواب هو: لا. إذ لا يمكن اعتبار قناديل البحر بديلاً عن باقي أنواع الأسماك أو مصادر البروتين الأخرى.
إذ يحتوي قنديل البحر على 95% ماء، بينما الـ5% المتبقية تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية. بمعنى آخر، وعكس بقية الأسماك، لا يعتبر قنديل البحر مصدراً فعالاً للحصول على البروتين.
مع ذلك ربما تكمن فائدة قنديل البحر في كونه يعتبر نوعاً من أنواع الكولاجين.
وهناك عدد من الشركات التي تستخدم بالفعل قنديل البحر كبديل لكولاجين البقر والخنازير، والذي يستخدم غالباً في العلاجات الطبية للبشر.
تقول شركة Jellagen، ومقرها كارديف، في ويلز، إن الكولاجين المستخرج من قنديل البحر يقدم بديلاً أفضل، لأن الكولاجين الخاص به متوافق مع مجموعة واسعة من أنواع الخلايا البشرية.
وجدير بالذكر أن قنديل البحر لا يحتوي على سعرات حرارية كبيرة ولا يحتوي على أي دهون تقريباً.
طبق صديق للبيئة
بغض النظر عن مدى تقبلك لطبق قنديل البحر، يقول العلماء إن هذا الطبق قد يكون مفيداً للبيئة، وفقاً لما ورد في موقع bbc.
ففي الآونة الأخيرة، كانت هناك تقارير عديدة عن ازدياد أعداد قناديل البحر وتكاثرها بشكل لافت، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على توازن النظم البيئية للمحيطات، فتكاثر قناديل البحر أكثر من اللازم قد يؤدي إلى الإضرار بالتنوع البيولوجي وتقليل المخزونات السمكية.
وكانت ورقة بحثية صدرت عام 2009، قد حذرت في وقت سابق، من بدايات هذا التكاثر، مبينةً أن المحيط الذي يتميز بالتنوع البيولوجي للأسماك قد يتحول إلى نظام بيئي يحكمه قنديل البحر.
لكن العلماء يعتقدون أن النتائج التي وصلت إليها هذه الورقة لا تخلو من المبالغة، مع ذلك بات من الواضح أن تكاثر قناديل البحر قد أصبح أكثر شيوعاً مما مضى، وقد يؤثر ذلك على الحياة البحرية بشكل سلبي. لذلك يقترح البعض أن اصطياد قناديل البحر وتناولها سيساهمان من ناحية في حماية التوازن البيولوجي في المحيطات وفي توفير الغذاء لنا من ناحية أخرى.