هناك العديد من الأسباب التي قد تكون وراء الشعور بألم الضلوع، فهو حالة قد تحدث خصيصاً أثناء وبعد الاستيقاظ من النوم، ما يجعل من الصعب للمصابين أن يعرفوا لماذا يعانون منها في المقام الأول.
لكن بشكل عام يمكن للإصابات والالتهابات والعدوى والسرطان وآلام الأعضاء، مثل القلب والرئتين والطحال والكبد، أن تسبب الألم في منطقة القفص الصدري، ما يسفر عن الشعور بألم الضلوع.
في هذا التقرير نستعرض الأسباب المختلفة لألم القفص الصدري أثناء النوم، بداية من تلك الأسباب المؤقتة أو غير المريحة، إلى تلك التي يمكن أن تهدد الحياة وتشير لحالات تستلزم الحصول على الرعاية الطبية الفورية.
وظيفة القفص الصدري وأسباب ألم الضلوع أثناء النوم
يتكون القفص الصدري من مجموعة من العظام على طول جذع الجسم.
يمتلك معظم الأشخاص 24 ضلعاً، وتتمثل مهمتها حماية الأعضاء الحيوية، بما في ذلك القلب والرئتين.
قد تحدث إصابات في هذه المنطقة نتيجة لصدمة جسدية وإصابة موضعية للمكان، مثل السقوط أو الالتواء أو الارتطام أثناء ممارسة الرياضة.
لذا، يعتمد سبب الشعور بالألم بعد الاستيقاظ من النوم، أو عند التنفس أثناء الاستلقاء على سبب المشكلة التي تسبب الألم في المقام الأول. بعض الحالات التي تسبب ألم الضلوع المؤقت عادة ما تزول من تلقاء نفسها، في حين يحتاج البعض الآخر إلى تدخل طبي فوري.
إضافة لذلك، إذا لم يحدث ألم الضلع إلا بعد النوم، فقد يكون من الضروري إعادة التفكير في وضعية نوم الجسم كل ليلة. إذ يمكن أن يؤدي النوم على جانب الجسم الأيسر أو الأيمن إلى إجهاد وضغط مفرطين على القفص الصدري والذراع والكتف، وبالتالي قد يكون سبباً للآلام والشعور بعدم الراحة أثناء وبعد الاستيقاظ من النوم.
وبشكل عام، من الحالات الصحية التي قد تسبب ألم الضلوع أثناء النوم والاستيقاظ وبعد الاستيقاظ ما يلي:
الإصابات والكسور قد تتضح أكثر عند الاستلقاء
قد تحدث آلام الضلوع عند النوم والاستلقاء مع إصابة أو عند السعال أو الانحناء. وتُعد كسور الضلوع شائعة نسبياً، ويمكن أن تسبب ألماً شديداً في بعض الأحيان.
كذلك يمكن أن تصاب الضلوع بكدمات بدون كسر تُسمّى (كدمات عظمية). صحيح أنه نادراً ما يمكن لعظام القص أن تنكسر، ولكن إصابة الصدر يمكن أن تؤدي إلى عدد من التشوهات تتراوح من كسور مفردة إلى الصدر السائب، حيث يحدث كسران أو أكثر في ضلعين متجاورين.
وعند المعاناة من هشاشة العظام، يمكن أن تحدث كسور الضلوع مع أقل حادث ارتطام أو صدمة للجسم.
ألم الضلوع بسبب التهاب الغضروف الضلعي
التهاب الغضروف الضلعي هو حالة التهابية تصيب الغضروف الذي يربط الضلوع بعظمة القص الصدرية التي تقابل العمود الفقري ولكن من منطقة الأمام. وهي الحالة شائعة ويمكن للألم أحياناً أن يشبه الألم الذي يشعر به المصاب بالنوبة القلبية.
قد يتطور التهاب الغضروف الضلعي عندما يصبح الغضروف الذي يربط الضلوع بعظم الصدر ملتهباً أو منتفخاً. وتتمثل أعراض هذه الحالة في ألم في جدار الصدر أيضاً.
ألم الضلوع بسبب الانسداد الرئوي
الانسداد الرئوي هو جلطة دموية تنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئتين. يمكن أن يحدث هذا بعد الإصابة الجسدية والتعرض للحوادث، أو بعد التعرض لجراحة في منطقة القلب أو بسبب المعاناة من السرطان.
وتشمل الأعراض ألماً في الصدر وضيقاً في التنفس وتورماً بالجسم.
الألم العضلي الليفي
الألم العضلي الليفي هو ألم ينتشر في جميع أنحاء الجسم. وعادة ما يتم تشخيص إصابة النساء بهذا الاضطراب أكثر من الرجال. إذا كان لديك تاريخ من التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة أو هشاشة العظام، فقد تكون عرضة للإصابة بالألم العضلي الليفي.
المعاناة من سرطان الرئة وأمراض الكبد
عند التفكير في سرطان الرئة، قد يفكر البعض في أنه دائما ما يقترن بحالة من السعال الطويل والحاد أو الألم في الرئتين. لكن أحياناً قد تكون أعراضه في بساطة شعور مزمن بالجفاف أو صعوبة في اتخاذ نفس عميق.
إذا شعر الشخص بألم مستمر في القفص الصدري مع صعوبة في التنفس، يجب استشارة الطبيب المتخصص لاستبعاد الإصابة بسرطان الرئة.
كذلك يمكن لأمراض الكبد المصحوبة بألم في منطقة الضلوع أن تشير لمشكلة صحية ينبغي تلقي الرعاية الطبية لها فوراً. في هذا التقرير نستعرض أعراض أمراض الكبد الشائعة والأسباب والعلاج.
إجهاد العضلات الوربية
يؤدي التمزق في العضلات الوربية إلى إجهاد العضلات والشعور بألم الضلوع أثناء النوم أو الاستلقاء أو الحركة. حيث تساعدنا عضلاتنا الوربية على التنفس عندما نمارس نشاطاً بدنياً معيناً، مثل الرياضة.
هناك نسخ داخلية وخارجية من هذه العضلات، وهي تنقبض عندما نتنفس وتنقبض عند الزفير. في المقابل، فإن الرياضة التي تتطلب الكثير من حركة الجزء العلوي من الجسم يمكن أن تسبب هذه الإصابة والشعور بالانزعاج والألم.
متلازمة انزلاق الأضلع
إذا تحركت ضلوعك أكثر من المعتاد بشكل تسبب في الشعور بألم في أسفل الصدر ومنطقة أعلى البطن، فقد يكون الشخص مصاباً بمتلازمة انزلاق الضلوع.
تسمى الحالة أيضاً بـ"الخلع الجزئي بين الغضروف"، وعادة ما يعاني منها الناس بعد إصابة قوية للجسم مثل السقوط أو التعرض لحادث رياضي أو ممارسة حركة سريعة للجسم، مثل رمي الأشياء بقوة.
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
يمكن أن يُعزى ألم القفص الصدري إلى العديد من الإصابات أو الحالات الطبية الأساسية كما أسلفنا. لذا يجب على الشخص دائماً استشارة الطبيب في حالة الشعور المتكرر بالألم بدون مبرر ولمدة طويلة.
إذا كان الألم أو الضغط في الصدر شديداً يصاحبه صعوبة في التنفس، حينها يجب الحصول الطارئ على الرعاية الطبية، لأن هذه الأعراض قد تشير إلى نوبة قلبية مبكرة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.