عشبة St. John's Wort، أو نبتة القديس يوحنا المثقوبة، أو حشيشة القلب، كلها مسمياتٌ واحدة لعشبة العرن المثقوب التي يعود موطنها الأصلي إلى قارة أوروبا، وامتدت إلى مختلف أنحاء العالم، وضمن ذلك المناطق المعتدلة، وشبه الاستوائية، وتعدّ من أغلى أنواع الأعشاب الطبية؛ لما لها من فوائد جمّة ذات تأثير إيجابي على صحة مستخدميها.
والعرن المثقوب هو نبات ذو أزهار صفراء تم استخدامه في الطب الأوروبي التقليدي منذ العصور الإغريقية القديمة، وأخذ اسم نبتة القديس يوحنا في إشارة إلى يوحنا المعمدان، حيث تزهر النبتة في وقت قريب من عيد القديس يوحنا المعمدان في أواخر يونيو/حزيران من كلّ سنة.
لهذه العشبة عديد من الاستخدامات الطبية، فقد تم استخدامها في مجموعة متنوعة من الحالات المرضية، من ضمنها أمراض الكلى والرئة، والأرق، والاكتئاب، والمساعدة في التئام الجروح.
ما عشبة العرن المثقوب؟
هي نبتة عشبية مزهرة ذات زهور صفراء، تنتمي إلى جنس العرن، من الفصيلة العرنية (Hypericaceae). كما يحتوي هذا الجنس على مئات الأنواع التي تنتشر في مختلف أنحاء العالم، ما عدا المناطق القطبية والصحاري، والمناطق الاستوائية.
كذلك يوجد منها عشرات الأنواع في الدول العربية ويطلق عليها عشبة القديس يوحنا، حيث إنها تزهر في يوم ميلاد القديس يوحنا كما سبق ذكره، كما ينمو أيضاً أكثر من 20 نوعاً منها في بلاد الشام. وتستخدم بشكل كبير جداً في علاج الاكتئاب.
المكونات الكيميائية لعشبة العرن المثقوب
يوجد بعشبة العرن المثقوب كثير من المواد الكيميائية الفعالة، ولكن هناك مركبان كيميائيان هما الأكثر فاعلية، وهما:
مادة الهيبرسين (hypericin): وهي مادة ذات لون أخضر يمكن إذابتها بالمذيبات العضوية، حيث ينتج عن ذلك محلول لونه أحمر له انبعاثات إشعاعية، يرفع مستوى بعض الناقلات العصبية الموجودة في الدماغ مثل السيروتونين، مما يخفف من حدة الاكتئاب. كما أن له تطبيقات عديدة في معالجة مرض السرطان.
مادة الهايبر فورين (Hyperforin): وهي ذات فاعلية كبيرة في معالجة الاكتئاب؛ وذلك لأن لديها القدرة على دخول الجهاز العصبي المركزي، حيث تأثيرها القوي على الناقلات العصبية الموجودة في الدماغ، ولكنه مركب غير مستقر، حيث يتحطم بسرعة عند تعرضه للضوء أو الأوكسجين. كما أنه غير ثابت في المذيبات العضوية عكس مركب الهيبرسين.
الفوائد الطبية لعشبة العرن المثقوب
وفقاً لـwebmd، تساعد عشبة العرن المثقوب في حلّ عديد من المشاكل الصحية، وأهمها ما يلي:
علاج الاكتئاب
حيث تستخدم العشبة في معالجة الاكتئاب، والحد منه منذ فترة طويلة؛ وذلك لاحتواء عشبة القديس يوحنا على بعض المركبات التي لها تأثير على الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين.
علاج الأرق وتحسين المزاج
وكما أن لها دوراً في علاج الاكتئاب، فإن لهذه العشبة الغالية دوراً في علاج الأرق المسبب للاكتئاب. والأكثر من ذلك، فإن هذه النبتة تعمل على تحسين المزاج أيضاً، إذ إن المركبات المسؤولة عن معالجة الاكتئاب في عشبة العرن المثقوب، هي نفسها التي وُجد أنها قد تحسّن الحالة المزاجية وتمنع التقلبات المزاجية والأرق.
إعادة توازن الهرمونات بالجسم
تساعد بعض المركبات الكيميائية الموجودة في عشبة العرن المثقوب على إعادة التوازن الهرموني في الجسم، وكذلك تحسن من شدة الأعراض الناتجة عن خلل الغدة الدرقية، كما أنها تساعد في تحسين وظائف الغدة الدرقية.
تقليل حدة الأعراض الانسحابية لدى المدمنين
للمدمنين نصيبٌ أيضاً من فوائد هذه النبتة السحرية، إذ تعد عشبة العرن المثقوب إحدى أهم المراحل في علاج الإدمان، حيث إنها تساعد على تحمُّل الأعراض الانسحابية للمواد الكحولية أو المخدرات من الجسم.
الوقاية من مرض السرطان
أثبتت بعض الأبحاث الجديدة على عشبة القديس يوحنا قدرة العشبة على إيقاف أو الوقاية من اللوكيميا (سرطان الدم).
تخفيف أعراض مرحلة انقطاع الطمث
من المحتمل أن يفيد تناول نبتة العرن المثقوب عن طريق الفم في القضاء على الهبّات الساخنة، التي تصاحب فترة انقطاع الطمث، وكذلك تقلبات المزاج المصاحبة لتلك الفترة.
شفاء الجروح والالتهابات الجلدية
أثبتت الدراسات أن الكريمات المصنوعة من نبتة القديس يوحنا قد تساعد في شفاء الجروح والقضاء على الفيروسات المسببة لالتهابات الجلد؛ وذلك لاحتوائها على مواد مضادة للفيروسات، وبالتالي فعشبة العرن المثقوب تعدّ من أكثر الأعشاب فعالية في التئام الجروح.
الآثار الجانبية لعشبة القديس يوحنا
تعد عشبة العرن المثقوب آمنة بصفة عامة عند استخدامها عن طريق الفم بجرعات مناسبة لفترة تصل إلى 12 أسبوعاً. غير أنها حسب mayoclinic، قد تتسبب في حدوث بعض الأعراض الجانبية مثل:
الهياج والقلق
الدوخة
الإسهال والإمساك واضطراب المعدة
جفاف الفم
قد تشمل الآثار الجانبية الأخرى ما يلي:
الإرهاق والأرق
الصداع
حساسية متزايدة للتعرض للشمس (التحسس الضوئي).
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.