سحري في تخفيف الألم وتقليل فترة العلاج.. فوائد “سمك البلطي” في مداواة الحروق

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/26 الساعة 20:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/26 الساعة 20:33 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ سمك البلطي لعلاج الحروق

لا شكَّ في أن علاج الحروق واحد من أكبر التحديات التي يواجهها الأطباء في العالم، إذ إن الحروق تسبب آلاماً شديدة لصاحبها، وقد تتركه لاحقاً برفقة بقع تؤثر سلباً على حياته، ولكن أطباء برازيليين قد يكونون أصحاب فضل في تخفيف آلام الناس بعد اكتشاف فوائد سمك البلطي في علاج الحروق.

وتتم حالياً دراسة جلد أسماك البلطي واستخدامه في البرازيل، وقد أظهرت نتائج ممتازة، كما أنه رخيص، ويقلل الألم ويسرع الشفاء، فهل سيكون جلد السمك هو الاتجاه الجديد في علاج جروح الحروق؟

سمك البلطي لعلاج الحروق

ووفقاً لما ذكره موقع علم الجلد "Biodermis"، فإنّ سمك البلطي بإمكانه تهدئة الألم وتقليل وقت الشفاء لعدة أيام. 

وفي حين أن جلد البلطي لا يزال في المرحلة التجريبية للاستخدام الطبي، يزعم الأطباء أنه يحتوي على مستويات عالية من الرطوبة وبروتين الكولاجين من النوع الأول الموجود في جلد الإنسان.

وتسهل هذه العوامل استجابة الجلد الطبيعية لالتئام الجروح، مما يجعل جلد البلطي جذاباً للمرضى والأطباء.

تقليدياً، تم استخدام ضمادات الشاش وجلد المتبرع البشري لعلاج مرضى الحروق، ولكن نظراً إلى أن هذه الخيارات غالباً ما تكون باهظة الثمن وغير قابلة للحياة في بعض الأحيان، فقد أصبح جلد البلطي بديلاً قابلاً للتطبيق، لاسيما أن جلد هذه الأسماك الزراعية الوفيرة هو شكل منخفض التكلفة وفعال من العلاج، ويبدو أنه بديل قابل للتطبيق بشكل أوسع مستقبلاً عن الطرق التقليدية.

لماذا جلد السمك؟ 

جلد سمك البلطي مشابه جداً لجلد البشر، وربما يكون أفضل، وهو ما دفع الأطباء إلى دراسته، كما لوحظ أنه يحسّن عملية الشفاء ويقلل الألم بشكل فعال في ضحايا الحروق، إضافة إلى المميزات التالية:

1- يحتوي على مستويات عالية من الكولاجين من النوع الأول الذي يعزز الشفاء ويحفز الخلايا الهيكلية على التطور في الجرح.

2- يحتوي على كمية كبيرة من أحماض أوميغا 3 الدهنية ، التي لها خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات ، مما يجعل جلد السمك وقائياً بقوة ضد العدوى. 

3- يحتوي على مجموعة متنوعة من الأحماض الأمينية التي تحفز تجديد الخلايا والأنسجة وتقلل من الالتهاب وتقاوم البكتيريا وتحمي النهايات العصبية. 

4- يحتوي على ببتيدات شفاء خاصة (البلطي بيسسيدين -3 أو TP3) التي تسرّع تكاثر الخلايا، وإعادة تشكيل، ونضج الجروح المصابة.

5- يلتصق بالجرح بقوة.

6- يحتفظ بالرطوبة بشكل فعال للغاية.

7- الجلد قوي ومقاوم، مما يسمح بحماية الجروح بشكل كبير.

8- رخيص ومتوافر بسهولة. 

كل هذه الخصائص لجلد السمك تجعله أداة واعدة لعلاج الحروق المتوسطة والشديدة، ويمكن أن يحل محل ضمادة الشاش العادية.

كيفية استخدام سمك البلطي لعلاج الحروق

قبل استخدامه على المريض، يجب أن يخضع جلد البلطي لعملية تعقيم، تزيل الجراثيم والروائح، ومن ثم يتم اختباره للتأكد من أنه معقم، ومن ثم يتم وضعه في عبوات متخصصة جاهزة للاستخدام.

فيما يمكن بعد ذلك وضع الجلد مباشرة على موقع الحرق مثل الضمادة، لتغطية جميع الأنسجة المكشوفة وجزء من الجلد السليم، كما أنه ليست هناك حاجة لإضافة أي كريمات إضافية (مثل السلفاديازين)، في حين أنّ جلد السمك مغطى بشاش معقم.

أثناء عملية الشفاء، يلتصق جلد سمك البلطي بالجلد المكشوف بقوة، وهذا يوفر حماية ممتازة للجلد المحروق من العوامل الخارجية، وهنا سوف تتسلل البروتينات والأحماض الدهنية العديدة من جلد سمك البلطي إلى الجرح لتحفزه على الشفاء.

في حال كانت الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة  التي تتطلب أسابيع للشفاء، فيجب تغيير الجلد عدة مرات، قبل أن يشفى الجلد تماماً.

في حين قد لا تكون هناك حاجة لتغيير جلد السمك بالنسبة للحروق السطحية من الدرجة الأولى.

Shutter Stock/ سمك البلطي لعلاج الحروق
Shutter Stock/ سمك البلطي لعلاج الحروق

كيف تم اكتشاف فوائد سمك البلطي في علاج الحروق؟

وفقاً لما ذكره موقع Mya Care الطبي، فقد كان السبب الرئيسي وراء استخدام جلد السمك هو عدم وجود ما يكفي من ترقيع الجلد البشري في دولة نامية مثل البرازيل.

ومقارنة بالدول الأكثر تقدماً، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، تمتلك البرازيل برنامجاً أقل قوة للتبرع بالأعضاء، ومن ثم فإن العديد من ضحايا الحروق لا يتلقون ترقيعاً جلدياً أو يضطرون إلى دفع مبالغ هائلة من المال للحصول على طعم من متبرع.

في حين يعتبر جلد أسماك البلطي رخيصاً جداً في الإنتاج، إذ يربى البلطي بشكل شائع في المزارع السمكية بجميع أنحاء البرازيل، والجلد عبارة عن نفايات يتم التخلص منها عادة.

وهذا بالضبط ما فعله الباحثون في جامعة سيارا الفيدرالية البرازيلية الذين أخذوا هذا الجلد وبدأوا دراسته، حتى توصلوا إلى فوائده المذهلة.

وقال الطبيب إدمار ماسيل، جراح التجميل وأخصائي الحروق الذي يقود التجارب السريرية لجلد البلطي في البرازيل: "لقد فوجئنا بمفاجأة كبيرة عندما رأينا أن كمية بروتينات الكولاجين، من النوعين 1 و3 ، والتي تعتبر مهمة جداً لعلاج ندوب الحروق، وهي موجودة بكميات كبيرة في جلد البلطي، حتى أكثر من جلد الإنسان والجلود الأخرى".

وأضاف وفقاً لما ذكرته شبكة PBS NewsHour: "عامل آخر اكتشفناه هو أن مقدار التوتر والمقاومة في جلد البلطي أكبر بكثير مما هو عليه في جلد الإنسان، كما أن علاج البلطي يقلل أيضاً من وقت الشفاء لعدة أيام، ويقلل من استخدام مسكنات الألم".

وتوجد أسماك البلطي في المياه العذبة أو قليلة الملوحة بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، قبل أن تنتقل بعدها إلى جنوبي آسيا والهند، وقد نمت تربيتها الصناعية لأول مرة في أحواض اصطناعية بكينيا في بداية الربع الثاني من القرن العشرين.

في حين تشتهر مصر بتربية أسماك البلطي في المزارع، حيث تحتل المرتبة الثالثة بعد الصين وإندونيسيا.

أخيراً، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يموت ما يقرب من 180 ألف شخص من إصابات الحروق كل عام، بينما أكثر من 10 ملايين شخص يصابون بحروق شديدة ويحتاجون إلى رعاية طبية.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد