يتميز المطبخ الجزائري بغناه وتنوعه، إذ يحتوي على العديد من الأطباق الشهيرة، التي تزين الموائد الجزائرية في كل يوم، سواء في مناسبات ومواسم بعينها، أو في الوجبات اليومية، ومن بين أبرز هذه الأطباق نجد طبق الروينة الذي ارتبط اسمه بزمن الحاجة والأوقات الصّعبة بحيث أبدعت النسوة الجزائريات في تحضيرها منذ زمن بعيد، كما أنّ الروينة كانت أحد المأكولات التقليدية التي رافقت جهاد الجزائريين للمستعمر الفرنسي في الجبال.
زاد الجزائريين وقت الاستعمار
وفقاً لتقريرٍ لموقع الجزيرة الإخباري، فقد كان طبق الروينة من المأكولات التي ساهمت في صمود الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي، فقد كانت الروينة خلال ثورة التحرير زاداً للمجاهدين الجزائريين في الجبال، وكانت من المواد الغذائية التي ساهمت في صمودهم عندما يشتدّ عليهم حصار المستعمر الفرنسي، وذلك لسهولة وقصر مدة تحضيرها كما أنّه يمكن اختزانها فترات طويلة ويسهل حملها في ترحالهم بين منطقة وأخرى.
كما أنّ لمكوناتها البسيطة سبباً في شهرتها بين المجاهدين الجزائريين خلال الثورة التحريرية، كونها تتكون من دقيق الشعير والعسل الحر الذي كان الجزائريون في الجبال والمناطق القروية يمتلكونه بوفرة، وبالتالي كانت الروينة واحدة من المؤن التي ساعدت الجزائريين على مقاومة الاحتلال. ولذات الأسباب، كانت الروينة ولا تزال أحد أهم الأطباق التي يحملها الجزائريون في رحلاتهم نحو الحج.
الروينة أكلة شعبية تحوّلت إلى طبقٍ صحي
مع انتشار ثقافة الأكل الصّحي في السنوات الأخيرة، وجد طبق الروينة نفسه واحدة من الوصفات الصحية التي تمتاز بقيمتها الغذائية العالية، كونها تجمع في مكوناتها صحين القمح أو الشعير والعسل والتمر وهي مكونات غذائية عالية القيمة وصحية، كونها تعتبر دواء لمرضى الكوليسترول والأمراض الهضمية.
وهو ما جعل الروينة وصفة يمنحها مدرّبو الرّياضة وأخصائيو التّغذية، كما بات من السّهل الحصول عليها بعدما انتشرت مادتها الأوّلية في مختلف المحلّات لزيادة الطّلب عليها.
وقد ساهم انتشار المطاعم التّقليدية في عودتها للموائد بشكلٍ لافت، كما صارت المطاعم السياحية وبعض الفنادق الرّاقية تقدّم هذه الوجبة الصحية.
طريقة تحضير طبق الروينة
تحضّر الروينة بعدة طرق على حسب مكوناتها، فهناك من يفضّل تحضيرها بإستعمال طحين الشعير أو القمح والعسل والزبدة، وهناك من يفضّل تحضيرها باستخدام مسحوق التمر.
مع ذلك فأفضل طريقة لتحضير طبق روينة هو الذي يستعمل فيه طحين القمح أو الشعير.
في البداية نقوم بتحضير طحين القمح أو الشعير، وذلك من خلال تنظيف هذه الحبوب بالماء ونشرها تحت أشعة الشمس حتى تجف تماماً، ثم تحمص على طاجين من الطين تحت نار هادئة حتى تصبح قريبة من الاحتراق، ثم تطحن وتجمع ثم تغربل لنزع منها القشور للحصول على الطحين الذي تصنع منه أكلة الروينة.
في المرحلة الثانية، نقوم بخلط الطحين بالماء أو الحليب على حسب الكمية وتضاف عليها الأعشاب المطحونة كالنوخة أو الزعتر أو حتى البهارات كالقرفة أو حبة الحلاوة، أمّا في المناطق الصحراوية الجزائرية فيضيفون معها مسحوق التمر، ثم يضاف السكر على حسب الذوق، ثم يضاف في الأخير بعض أنواع المكسرات للزينة.