قد يسببه الاكتئاب أو انقطاع التنفس ليلاً.. أسباب النوم المفرط وطرق التخلص منه

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/09 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/09 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
shutterstock الإفراط في النوم

يعاني كثيرون من الأرق والقلق وقلة النوم، في المقابل يعاني آخرون من عدم القدرة على الاستيقاظ والإفراط في النوم بشكل مبالغ به. وربما يجب أن تتريث قبل أن تغبط أولئك الذين ينامون كثيراً فقد يكون ذلك دلالة على مشكلة صحية يعانون منها. 

الإفراط في النوم 

يقول خبير النوم، مارتن سيلي: "مقدار النوم الذي يحتاجه البالغون في الليلة 7 ساعات، ولكن يُنصح بالنوم 8 ساعات. ولوحظ أيضاً أن النساء يحتجن إلى النوم أكثر من الرجال بحوالي 20 دقيقة".

هذه هي الحدود الطبيعية للنوم، لكن هناك حالات تسمى "النوم المفرط" تحدث عندما يكثر الشخص من النوم بشكل منتظم وهو أمر قد يبدو جيداً للوهلة الأولى خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأرق، لكن هذه الحالة تسبب الضيق لأصحابها كما أنها قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية. 

فإذا كنت تنام أكثر من 9 ساعات كل ليلة بشكل مستمر فعليك مراجعة الطبيب للاطمئنان على صحتك. 

مع العلم أن النوم لمدة مماثلة في بعض الأحيان حين يحتاج جسمك ذلك لا بأس به، وتكمن الخطورة في أن يصبح النوم المفرط روتيناً يومياً. 

ما مقدار النوم الذي يعد مفرطاً؟

يقول مارتن: "النوم بانتظام أكثر من 9 ساعات في الليلة يعتبرمفرطاً".

shutterstock\ الإفراط في النوم
shutterstock\ الإفراط في النوم

هل يؤثر العمر على مقدار النوم الذي تحتاجه؟

تقول الدكتورة ليندسي براونينغ، عالمة النفس وطبيبة الأعصاب وخبيرة النوم في موقع And So To Bed: "في كل مرحلة من مراحل حياتنا تتكون لدينا عادات نوم مختلفة وأسباب مختلفة للحاجة إلى قدر معين من النوم".

النوم في العشرينات

في أوائل العشرينات من العمر، ستحتاج على الأرجح إلى النوم أقل من المراهقين، وأكثر بقليل من البالغين الأكبر سناً. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الدماغ يكون في مرحلة التطور حتى سن 25 عاماً تقريباً. 

ويُنصح معظم الشباب في العشرينات من العمر بالنوم العميق لما لا يقل عن 7 أو 9 ساعات. والمراهقون والشباب في أوائل العشرينات قد يجدون أن ساعتهم البيولوجية (ساعتهم الداخلية على مدار 24 ساعة) تميل نحو النوم والاستيقاظ متاخراً. 

وهذا قد يؤدي إلى مشكلات في القدرة على الاستيقاظ في وقت العمل، لأن أجسادهم تريد النوم لفترة أطول. وقد يزيد من صعوبة النوم مبكراً بدرجة تكفي لنيل قسط وافر من النوم، وهذا بشكل عام يتسبب في نومهم أقل مما يحتاجون.

shutterstock\ الإفراط في النوم
shutterstock\ الإفراط في النوم

النوم في الثلاثينات

بالنسبة لمن هم في الثلاثينات من عمرهم، فمقدار النوم الموصى به بين 7 و9 ساعات في الليلة. وبوصولك إلى مرحلة الثلاثينات، يكون دماغك قد تطور بشكل كامل وقد يقل نشاطك البدني عما كان عليه في فترة العشرينات، وهذا يعني انك قد تحتاج إلى نوم أقل قليلاً مما كنت تحتاجه من قبل. وبشكل عام، كلما زادت نشاطك البدني، احتجت إلى مزيد من النوم.

في الثلاثينات من العمر، يحتمل أن تكون قد توقفت عن عادات نومك في العشرينات (مثل أوقات النوم المختلفة تماماً في العطلة وأيام العمل)، ولكن ربما تدخل الآن فترة من المشكلات الجديدة المتعلقة بوقت النوم. فهذه المرحلة من حياتنا تكون عادة مليئة بضغوط العمل والمشكلات المالية والعائلية. فلو كان لديك عائلة صغيرة، فقد يتعطل نومك بسبب الأطفال أثناء الليل. وهذا النوع من اضطراب النوم الذي يكون سببه الأطفال هو شيء قد تضطر ببساطة إلى التعايش معه خلال هذه الفترة من حياتك. ولو كنت تعاني ضغوطاً مالية أو ضغوطاً في العمل، فيحتمل أن يتأثر نومك سلباً. ولذلك، فمحاولة تخفيف التوتر الزائد ستحسن نومك ومفتاح نيل قسط هانيء من النوم ليلاً هو تحديد سبب قلة النوم والتغلب عليه.

النوم في الأربعينات

بالنسبة لمن هم في الأربعينات من عمرهم، يوصى بالنوم لمدة تتراوح بين 7 و9 ساعات كل ليلة. والنوم لأكثر من 10 ساعات في هذا العمر يعتبر عموماً نوماً مفرطاً وأقل من ست ساعات يعتبر غير كافٍ. 

ورغم أنه في هذا العمر، يكون معظم الناس قد حققوا بعض أهداف الحياة التي حددوها لأنفسهم، وقد يقل اضطراب النوم الذي يسببه الأطفال الصغار، فإنه توجد العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تتسبب في تأثر النوم في العقد الرابع من العمر، مثل سن اليأس الذي يكون عادة بين عامَي 45 و55 سنة والذي يصحب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء. وهذا يعني أنك ستبدئين في الشعور بأعراض ما قبل انقطاع الطمث بسبب هذا التقلب في الهرمونات. وحوالي 40 أو 60% من النساء يعانين من اضطراب النوم بسبب أعراض انقطاع الطمث، مثل السخونة والتعرق الليلي والأرق.

shutterstock\ الإفراط في النوم
shutterstock\ الإفراط في النوم

ما الذي قد يسبب الرغبة في النوم أكثر من الطبيعي؟

وفقاً لما ورد في مجلة Glamour البريطانية، إذا مررت بيوم مرهق ومجهد بدنياً، أو كنت مسافراً، أو لم تنم جيداً في الليلة السابقة، فقد يحتاج جسمك إلى مزيد من الراحة.

وبعيداً عن ذلك فإن النوم المفرط قد يكون أحد أعراض عدد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري من النوع 2. 

وقد يكون أيضاً علامة على مشكلات في الصحة النفسية، وهذا لأن الإفراط في النوم يرتبط عادة بالاكتئاب؛ لأن الناس يرغبون في النوم هرباً من الحياة. ولو كنت تنام لأكثر من 9 ساعات، لكنك لا تزال تشعر بالتعب أثناء النهار، فقد تكون هذه علامة على أن نوعية نومك ليست جيدة بما يكفي. 

وانقطاع التنفس أثناء النوم مثال قوي على ذلك. فحين يكون الشخص مصاباً بهذه الحالة، فإن تنفسه سيتوقف أكثر من مرة خلال نومه أثناء الليل، وهذا سيتسبب في استيقاظه عدة مرات واضطراب نومه. ومع ذلك، فالشخص المصاب بهذه الحالة قد لا يذكر استيقاظه، وبالتالي سيظن أنه يحظى بنوم هانئ 9 ساعات، في حين أن نوعية نومه كانت في الواقع سيئة جداً، فلو وجدت نفسك مرهقاً باستمرار، أو تنام لفترات كثيرة من اليوم، فمن المهم أن تستشير طبيبك.

كيف يمكن العودة إلى دورة النوم الطبيعية؟

الإفراط في النوم والقيلولة قد تكون حلقة يصعب كسرها، والحصول على قسط وافر من النوم يتطلب وجود ساعة بيولوجية قوية. فهي تتيح لجسمك معرفة متى يكون متعباً ومتى يستيقظ، وهذا سيشعرك بالنشاط حين تحتاجه وستتمكن من النوم بسهولة حين يحين وقت النوم. 

ومن أفضل الطرق لتحقيق ذلك الاستيقاظ طوال الأسبوع في الوقت نفسه، بما يشمل عطلة نهاية الأسبوع. فلو أفرطت في النوم بالسهر لوقت متأخر واستيقظت متاخراً في عطلة نهاية الأسبوع، فهذا سيسبب لك إرهاقاً يجعل من الصعب عليك النوم مبكراً يوم الأحد استعداداً لبداية مبكرة أخرى صباح يوم الإثنين. وستدخل بعد ذلك في دائرة من الشعور المستمر بالتعب والرغبة في الإفراط في النوم.

خصص لنفسك حداً لا تتجاوزه من القهوة أو أي نوع من الكافيين، حتى يسهل عليك النوم والاستيقاظ نشيطاً. كذلك فإن التمارين الرياضية ممتازة لو أنك ترغب في تحريك جسدك والشعور بالنشاط والحيوية. ثم في المساء حدد لنفسك وقتاً لتنام فيه وتأكد من تطبيق روتينك الذي يساعدك على النوم والاسترخاء.

علامات:
تحميل المزيد