يعاني منه المصابون باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، وقد يولد أفكاراً انتحاريّة.. ما هو “اضطراب الكابوس”؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/02 الساعة 21:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/02 الساعة 21:42 بتوقيت غرينتش
istock - الكوابيس

ترتبط الكوابيس، بلا شك، بمشاعر سلبية، مثل القلق أو الخوف والتي تتسبب في استيقاظك هلعاً في منتصف الليل. وعلى الرغم من أن الكوابيس شائعة، إذ يعاني معظمنا من هذه الأحلام المروعة، فإن "اضطراب الكابوس" نادر نسبياً، من حسن حظنا بالتأكيد. 

يحدث هذا الاضطراب عندما نعاني من الكوابيس بشكل متكرر؛ الأمر الذي قد يسبب الضيق وصعوبة في النوم، ومشكلات عديدة أخرى سنشرحها لكم في هذا التقرير: 

ما هو اضطراب الكابوس؟

ووفقاً لما ورد في موقع Cleveland Clinic الأمريكي، فإنَّ اضطراب الكابوس هو نمط متكرر من الأحلام المخيفة التي تؤثر على نوعية حياتك، وهي تتراوح بين خفيفة وشديدة، ويمكن أن تكون قصيرة الأمد أو مزمنة.

ويمكن علاج اضطراب الكابوس بالعديد من العلاجات النفسية والأدوية، وعادةً ما يصيب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

ويصنف اضطراب الكابوس كواحد من أنواع الباراسومنيا، وهي تشوهات سلوكية في النوم.

يتراوح اضطراب الكوابيس في شدته تبعاً لتواتر حدوث الكوابيس:

معتدل: أقل من كابوس واحد في الأسبوع في المتوسط.

متوسط: واحد أو أكثر من الكوابيس في الأسبوع ولكن أقل من الليل.

شديد: كوابيس كل ليلة.

يمكن أن تختلف أيضاً في المدة:

  • يستمر اضطراب الكابوس الحاد لمدة شهر أو أقل.
  • يستمر اضطراب الكابوس تحت الحاد لمدة شهر واحد على الأقل ولكن أقل من ستة أشهر.
  • يستمر اضطراب الكابوس المزمن لمدة ستة أشهر أو أكثر.

تحدث الكوابيس عادةً خلال النصف الثاني من فترة نومك أثناء نوم حركة العين السريعة، وعكس بعض الأحلام المزعجة التي غالباً ما ننسى تفاصيلها، يستطيع المصابون باضطراب الكوابيس، تذكُّرها عند الاستيقاظ .

يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى اضطراب نومك بشكل كبير وتؤثر على حياتك. ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى تفاقم ظروف الصحة العقلية الأساسية، مثل الاكتئاب أو القلق.

Istock\ اضطراب الكابوس
Istock\ اضطراب الكابوس

على من يؤثر اضطراب الكوابيس؟

  1. يمكن أن يصيب اضطراب الكابوس أي شخص، وضمن ذلك الأطفال والبالغون.
  2. من المرجح أن يؤثر على الأشخاص الذين لديهم أي من الحالات التالية:
  • اضطراب سلوك حركة العين السريعة (RBD).
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • اضطراب حركة الأطراف الدورية (PLMD).
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • اضطراب القلق.
  • اضطراب القلق الاجتماعي.
  • الاكتئاب.

ويحدث اضطراب الكابوس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي أو اضطراب القلق العام بمعدل ثلاثة أضعاف، كما يصيب اضطراب الكابوس 50% إلى 90% من المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.

أعراض اضطراب الكابوس

من المرجح أن يراودك كابوس في النصف الثاني من ليلتك، قد تراود الكوابيس المرء منا نادراً أو بوتيرة متكررة، أو حتى عدة مرات في الليلة الواحدة.

وغالباً ما يكون الكابوس للحظات قصيرة، ولكنه يتسبب في إيقاظك من النوم، مع احتمال مواجهة صعوبة في العودة إلى النوم.

يتسم الكابوس بالخصائص التالية:

  • يبدو جلياً وحقيقياً، وهو مزعج للغاية، ويزداد إزعاجاً مع استرجاع أحداثه.
  • عادةً ما يرتبط الكابوس بقصة تتعرض فيها حياتك للخطر أو قد يدور حول موضوعات أخرى مزعجة بالنسبة لك.
  • يتسبب في إيقاظك من النوم.
  • تشعر بالرعب أو القلق أو الغضب أو الحزن أو الاشمئزاز بسببه.
  • تتعرق أو تزداد ضربات قلبك وأنت مستلقٍ على السرير.
  • يمكنك التفكير بوضوح عند الاستيقاظ، كما يمكنك استرجاع تفاصيله.
  • يتسبب لك في ضيق يحول دون رجوعك إلى النوم بسهولة.

لا تُعد الكوابيس ضمن الاضطرابات، إلا إذا عانيت أيّاً مما يلي:

  • تكرارها.
  • ضيق بالغ أو قصور كبير في الأداء خلال اليوم، كأن يصيبك القلق أو الخوف المستمر، أو أن يراودك القلق قبل النوم من التعرض لكابوس آخر.
  • حدوث مشكلات في التركيز أو الذاكرة، أو عدم توقفك عن التفكير في لقطات من الكابوس.
  • النعاس أثناء النهار أو الإرهاق أو انخفاض الطاقة.
  • مواجهة صعوبة في العمل، أو في المدرسة أو المواقف الاجتماعية.
  • ظهور مشكلات سلوكية متعلقة بموعد النوم أو الخوف من الظلام.
  • وقد تتسبب إصابة الطفل باضطراب الكوابيس في اختلال كبير في نوم الأبوين أو مقدمي الرعاية، إضافة إلى الشعور بالضيق.
Istock\ اضطراب الكابوس
Istock\ اضطراب الكابوس

متى يجب زيارة الطبيب؟

لا تكون الكوابيس العارضة عادةً مدعاة للقلق. وإذا كانت تراود طفلك الكوابيس، فيمكنك ببساطةٍ عرض الأمر على الطبيب في أثناء الفحص الروتيني لصحة الطفل. ومع ذلك، يرجى استشارة الطبيب، إذا انطبق على الكوابيس ما يلي:

  • تكرارها واستمرارها مع مرور الوقت.
  • إخلالها بنظام النوم بشكل روتيني.
  • تسببها في الخوف من الذهاب إلى النوم.
  • تسببها في مشكلات سلوكية خلال النهار، أو صعوبة في أداء الأعمال.

أسباب اضطراب الكابوس

ووفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي، يشير الأطباء إلى اضطراب الكابوس باسم الخطل النومي، وهو أحد اضطرابات النوم التي تتضمن تجارب غير مرغوب فيها تحدث في أثناء الغفو أو النوم، أو عند الاستيقاظ.

وغالباً ما تحدث الكوابيس في أثناء مرحلة النوم المعروفة باسم نوم حركة العين السريعة. وما زال السبب الحقيقي وراء الكوابيس غير معروف إلى الآن.

غير أن الكوابيس قد تحدث بسبب عدة عوامل، من بينها ما يلي:

التوتُّر أو القلق: تؤدي ضغوط الحياة اليومية المعتادة، مثل وجود مشكلة في البيت أو المدرسة، إلى حدوث الكوابيس في بعض الأحيان. وقد يتعرض الشخص للأثر ذاته نتيجة حدوث تغيير كبير في حياته، مثل انتقال شخص عزيز عليه لمكان آخر أو وفاته. ويرتبط الشعور بالقلق بزيادة خطر حدوث الكوابيس.

الإصابات: عادةً ما يشيع حدوث الكوابيس عقب تعرض الشخص لحادث أو إصابة أو انتهاك بدني أو اعتداء جنسي، أو غيرها من الأحداث الأليمة. ويشيع حدوث الكوابيس لدى المصابين باضطراب الكرب التالي للصدمة.

الحرمان من النوم: يمكن أن يزيد خطر التعرض للكوابيس بسبب تغيير المواعيد على نحو يتسبب في عدم انتظام أوقات النوم والاستيقاظ عدة مرات أو الحصول على فترات نوم متقطعة أو قليلة. ويرتبط الأرق أيضاً بزيادة خطر حدوث الكوابيس.

الأدوية: يمكن لبعض الأدوية- مثل أنواع معينة من مضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم، وحاصرات مستقبلات بيتا، والعقاقير المستخدمة في علاج مرض باركنسون أو للمساعدة في الإقلاع عن التدخين- أن تتسبب في التعرض للكوابيس.

إدمان المواد المخدرة: قد يؤدي إدمان الكحول والمخدرات أو الامتناع عن تعاطيها إلى حدوث الكوابيس.

الاضطرابات الأخرى: قد يرتبط الاكتئاب وغيره من اضطرابات الصحة النفسية بالإصابة بالكوابيس. ومن الوارد أن تحدث الكوابيس في حالة الإصابة ببعض الحالات المرضية مثل أمراض القلب أو السرطانات. وترتبط الكوابيس أيضاً عند الإصابة، باضطرابات نوم أخرى تعوق عن الحصول على قدر كافٍ من النوم.

الكتب والأفلام المخيفة: يمكن لقراءة الكتب المخيفة أو مشاهدة أفلام الرعب، خاصة قبل النوم، أن تتسبب في رؤية بعض الأشخاص لكوابيس.

Istock\ اضطراب الكابوس
Istock\ اضطراب الكابوس

مضاعفات اضطراب الكابوس

قد يسبب اضطراب الكابوس:

1- النعاس المفرط في أثناء النهار، والذي قد يؤدي إلى مشكلات في المدرسة أو العمل أو مشكلات مع المهام اليومية، مثل القيادة والتركيز.

2- مشكلات مزاجية، مثل الاكتئاب أو القلق من الأحلام التي تستمر في إزعاج المريض.

3- مقاومة النوم أو الذهاب للفراش بسبب الخوف من مواجهة حلم مزعج آخر.

4 – الأفكار الانتحارية أو محاولات الانتحار.

وأخيراً ومن أجل علاج اضطراب الكوابيس، ينصح بزيارة طبيب داخلية أو طبيب صحة عقلية والذي قد يوصي بمجموعة من العلاجات، من ضمنها أشكال العلاج النفسي (العلاج بالكلام) والأدوية.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

علامات:
تحميل المزيد