يمكن أن تتفاجأ بعض الأمهات الحوامل بتوأم بأن أحد التوائم قد اختفى، بعد تقدم مراحل الحمل بعدة شهور، وهذا ما يحدث بالضبط عند الإصابة بمتلازمة التوأم المتلاشي، التي تم اكتشافها لأول مرة سنة 1945.
وبسبب هذه المتلازمة يتم إجهاض توأم واحد أو أكثر، في حال كانت المرأة حاملاً بأكثر من طفلين، إذ يتم امتصاص أنسجة الجنين من قبل التوأم الآخر أو المشيمة المتعددة أو من قبل الأم، ولا يتم اكتشاف حدوث هذا الأمر إلا بعد الخضوع للموجات فوق الصوتية في الوقت الحالي.
فيما كانت النساء يكتشفن أنهن قد فقدن أحد التوائم بعد الولادة، وكان يتم تشخيصها على أنها حالة وفاة، وذلك لأن الأم كانت لها معرفة سابقة بحملها بتوأم.
أسباب متلازمة التوأم المتلاشي
غالباً ما يكون السبب وراء متلازمة التوأم المتلاشي مجهولاً، إلا أن التشوّهات التي تؤدي إلى اختفاء أحد التوائم تكون موجودة في وقت مبكر من التطور داخل الجنين، أي أنها لا تحدث بشكل مفاجئ.
ويكشف تحليل المشيمة، أو أنسجة الجنين في غالبية الأحيان عن تشوهات صبغية في التوأم المتلاشي، في حين أن التوأم الباقي على قيد الحياة عادةً ما يكون بصحة جيدة.
كما يمكن أن يكون الانغراس الشاذ للحبس السري للجنين المتلاشي سبباً في حدوث هذه المتلازمة، واختفاء أحد التوائم من رحم الأم.
ولم يكن الأطباء يعرفون الكثير عن عدد المرات التي يحدث فيها اختفاء أحد التوائم في الرحم، إلى أن تم تطوير تقنيات الموجات فوق الصوتية.
الفرق بين متلازمة التوأم المتلاشي والتوأم الطفيلي
يمكن أن يتم خلط التوأم المتلاشي، بالتوأم الطفيلي، لكنه يختلف عنه، وذلك لأن التوأم الطفيلي عبارة عن نمو جنينين معًا، لا ينفصلان تماماً في المراحل الأولى من التطور، كما هو الحال مع التوائم الملتصقة، ثم يتوقف أحد الأجنة عن النمو، كما هو الحال مع متلازمة التوأم المتلاشية.
وعند حدوث هاتين الحالتين هناك احتمالية ولادة طفل واحدة بأنسجة من التوأم الذي لم ينمُ، أي "التوأم الطفيلي"، لأنه لا يزال مرتبطاً به.
حالات حدوث متلازمة التوأم المتلاشي
حسب ما نشرته مجلة "healthline" الطبية، فإن الإحصاءات حول اختفاء التوأم محدودة النطاق، إلا أن تقنية الموجات فوق الصوتية ساعدت في إعطاء نظرة حول مدى شيوع تلاشي التوأم.
إذ إن هناك بعد حالات تلاشي التوأم يمكن أن تحدث قبل أول موعد من الفحص بالموجات فوق الصوتية، الذي يتم عادةً في الأسبوع 12 من الحمل، في حال لم يكن الحمل يمر بمرحلة خطرة.
هذا يعني أنه في كثير من حالات اختفاء التوأم لا يعرف الآباء والأطباء أبداً أن هناك طفلاً آخر ينمو في رحم الأم، وقد تلاشى بسبب هذه المتلازمة.
وحسب نفس المصدر، تشير إحدى الدراسات المتعلقة بهذه المتلازمة إلى أن اختفاء التوائم يحدث بعد الحمل الطبيعي بالتوائم أكثر من حالات الحمل الناتجة عن الإخصاب في المختبر.
وتقدر نفس الدراسة أن 18.2% من الأطفال المولودين بدون خضوع أحد الأبوين لعلاجات الخصوبة كان لديهم توأم متلاشٍ.
كما أشارت هذه الدراسة إلى أن 30% من حالات الحمل بالتوأم قد يحدث فيها اختفاء التوأم، بسبب متلازمة التوأم المتلاشي.
أعراض متلازمة التوأم المتلاشي
غالباً ما تظهر الأعراض التي تشير إلى متلازمة التوأم المتلاشي في الثلث الأول من مرحلة الحمل، التي تظهر وتختفي من فترة إلى أخرى، ومن الممكن أن تكون أعراضاً لمشاكل أخرى في الحمل، الأمر الذي يعني ضرورة استشارة الطبيب عند حدوثها.
وتتمثل هذه الأعراض في حدوث تشنجات ونزيف مستمر، وهي التي تحدث في الكثير من حالات الحمل، إلا أن حدوثها بعد تأكيد الطبيب الحمل بتوأم، يعني وفاة أحد الأجنة.
كما يمكن الإشارة إلى الشعور بآلام في الحوض، التي كلما زادت، كانت إمكانية حدوث متلازمة التوأم المتلاشي أكبر.
وغالباً ما تزيد فرص حدوث هذه المتلازمة في حال حدوث الحمل لدى النساء فوق سن الثلاثين، فيما تبدأ الأعراض عادةً في وقت أبكر من الثلث الأول من الحمل.
الآثار الجانبية المحتملة على الجنين والأم
هناك مجموعة من الآثار المترتبة عن حدوث متلازمة التوأم المتلاشي، سواء تعلق الأمر بالأم أو بالطفل الباقي على قيد حياة، ففي حال حدثت الخسارة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فلا يظهر على الجنين المتبقي ولا الأم علامات أو أعراض سريرية بشكل عام.
وعادةً ما يكون تشخيص التوأم الباقي على قيد الحياة على أنه في حالة صحية جيدة، لكن هذا التشخيص يعتمد على العوامل التي ساهمت في وفاة التوأم الآخر.
لكن إذا مات التوأم في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، فهذا يشير إلى احتمالية وجود خطر على الجنين الباقي على قيد الحياة، أبرزها خطر الإصابة بشلل في الدماغ.
فيما يجب أن تحصل الأم على رعاية طبية عالية، وذلك لأن الحمل يدخل في مرحلة خطرة، وذلك بسبب التعرض للنزيف أو التشنج والآلام في الحوض.